مؤسسة الكويت للتقدم العلمي تمكّن العلماء الكويتيين الشباب بإتاحة المشاركات العالمية
في عالم سريع التطور يموج بالإنجازات العلمية والتكنولوجية، وحيث يحتل الابتكار صدارة الاهتمامات، تصبح رعاية المواهب الشابة في العلوم والتكنولوجيا أمرا لا غنى عنه لتقدم الأمة. وتظل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ملتزمة بتمكين العلماء والباحثين الكويتيين الشباب، وتعزيز قدراتهم للتفوق على الساحة العالمية. ومن خلال المبادرات والبرامج البحثية المختلفة، تؤكد المؤسسة التزامها بتطوير قدرات أولئك الباحثين، وغرس ثقافة الابتكار العلمي في الكويت.
وفي إطار التزامها ببناء قدرات العلماء الشباب وتوطيد شبكاتهم العالمية، تحرص المؤسسة على توفير الفرص لمشاركة الباحثين الواعدين في المؤتمرات الدولية. مؤخرا، اغتنم أربعة علماء كويتيين فرصة ثمينة للمشاركة في منتدى العلوم والتكنولوجيا في المجتمع (STS) الذي عقد في كيوتو اليابانية. وأتاح هذا الحدث العالمي المرموق منصة للعلماء ممن هم في بدايات حياتهم المهنية للتواصل مع الحاصلين على جائزة نوبل، واستعراض نتائج أبحاثهم، واكتساب وجهات نظر جديدة حول التحديات العلمية العالمية. وهذه التجربة مفصلية وملهمة؛ إذ تدفع بهؤلاء العلماء إلى الحرص على تحسين مساهماتهم المستقبلية.
كذلك، كانت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، بالتعاون مع كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، قد أطلقت “برنامج الكويت” الذي يهدف إلى دعم الأبحاث والدراسات التي تعالج التحديات المحلية، ووضعها ضمن السياق العالمي. ويركز أحد المشاريع البارزة في إطار هذا البرنامج على معالجة قضية الزحف العمراني في الكويت، الذي يتميز بالاعتماد المفرط على وسائل النقل الخاصة بسبب خيارات النقل العام المحدودة. هدف المشروع هو خلق بيئات حضرية أكثر استدامة وصالحة للعيش في الكويت من خلال تحديد أنماط التوسع العمراني وما يترتب على ذلك ومن ثم تخفيف الآثار السلبية الناجمة من ذلك. ونتيجة لهذا البحث، طوّر الفريق لعبة كويت سكيبس (مشاهد الكويت) “Kuwaitscapes”، وهي مبادرة مبتكرة تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية التخطيط الحضري السليم. ولعبة كويت سكيبس هي أداة فريدة وتفاعلية تسهل المناقشات والتأملات حول التحديات والفرص التي تواجه الأحياء السكنية والأماكن العامة في الكويت، فهي تُشرك الأفراد من جميع الأعمار، بمن في ذلك الأطفال والكبار، بطريقة ممتعة وتعليمية، مما يعمّق فهم اللاعبين بتعقيدات النمو الحضري.
ومن المشاريع الأخرى التي تجدر الإشارة إليها والمُموَّلة تحت مظلة برنامج كلية لندن للاقتصاد في الكويت، مشروع بحثي يهدف إلى تقييم عدم المساواة الرقمية في الكويت. وجاء التقرير البحثي اللاحق، بعنوان (تقرير عدم المساواة الرقمية في الكويت 2022)، ثمرة جهد تعاوني بين جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا (GUST) وكلية لندن للاقتصاد. واعترافًا بالدور المحوري لمحو الأمية الرقمية والوصول إلى التكنولوجيا في انتقال البلاد إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، سلطت نتائج الدراسة الضوء على التفاوتات في المهارات الرقمية ومدى الوصول المتوفر في جميع أنحاء الكويت. وبدعم من المؤسسة الكويت للتقدم العلمي، يشكل هذا البحث الشامل خطوة مهمة نحو ضمان فرص عادلة لجميع المواطنين الكويتيين في العصر الرقمي. ومن خلال معالجة وتخفيف عدم المساواة الرقمية، يمكن للكويت إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لرأسمالها البشري وتحقيق التقدم في اقتصادها القائم على المعرفة. تعد نتائج هذه الدراسة بمثابة بوصلة توجه قرارات صناع السياسات وأصحاب المصلحة من حيث تصميم التدخلات التي تسد الفجوة الرقمية وتعزز التمكين الرقمي الشامل لجميع شرائح المجتمع.
وبينما نتطلع إلى المستقبل، تظل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ثابتة في التزامها نحو تعزيز تطوِّر الباحثين الشباب، مما يسهم في دفع الكويت إلى آفاق جديدة في خضم التطورات الثورية في عالم العلوم والتكنولوجيا.
أمينة فرحان
المدير العام