السمنة في الكويت: المخاطر والوقاية
د. يوسف بوعباس
رئيس رابطة السمنة الكويتية
استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر
أصبح مرض السمنة وباء عالميا بعد أن صار القاتل الأول للبشرية في الدول المتحضرة في العالم، والكويت – مع شديد الأسف- ليست استثناء من ذلك؛ لأنها تعد الدولة الأولى عربيا في نسبة انتشار السمنة، ومن الدول العشر الأوائل في تلك النسبة على مستوى العالم. وأظهرت أحدث الإحصاءات التي أجرتهـا وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أن نسبة السمنة وزيادة الوزن لدى البالغين في الكويت بلغت نحو %80، وذلك لدى الرجال والنساء على حد سواء تقريبا.
إن الخطورة الكبرى في الكويت هي ما نراه الآن من ظهـور السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهـقين، بسبب انتشار السمنة لدى هـذه الفئة، إذ بلغت عند الذكور %30 وعند الإناث ما بين 40 – %50.
وظهـور السكري من النوع الثاني لدى هـذه الفئة العمرية المبكرة ينذر بعواقب صحية وخيمة؛ ذلك أن الدراسات تذكر أن عواقب السكري الوخيمة مثل الفشل الكلوي و أمراض القلب قد تظهـر في خلال خمس سنوات من بداية المرض، مقارنة بمن يصاب بالسكر في سن ما بعد الخمسين. والحل لهـذا الوباء القاتل يتطلب جهـودا مضنية على مستوى الدولة والأسرة والفرد للتقليل من تداعياته.
قد يظن البعض أن العمليات الجراحية للسمنة هي حل نهـائي لها، لكن ثبت خطأ ذلك؛ إذ إن معظم من يخضعون لها يستعيدون وزنهم بعد عدة سنوات بسبب عدم تغيير نمط الحياة من ناحية النظام الغذائي و ممارسة الرياضة. وهنالك عشر نصائح ذهـبية للمحافظة على الصحة، هي:
التفاؤل
– الأكل حتى بداية الشبع
– عدم الأكل بين الوجبات إلا عند الجوع
– تناول عشاء خفيف، وقبل الساعة 9
– شرب كوب أو اثنين من الماء قبل كل وجبة
– الإقلال من النشويات والسكريات
– التركيز على الأطعمة البحرية وزيت الزيتون
– الامتناع عن الوجبات السريعة
– النوم المبكر
– المشي اليومي
إن تطبيق هـذه النصائح يساعد على إنقاص الوزن، مما يؤدي إلى ضبط السكري وضغط الدم.
وبسبب انتشار السمنة في الكويت فقد تأسست رابطة السمنة الكويتية لنشر الوعي بين المواطنين والمقيمين بمخاطر هذا المرض، وذلك من خلال المحاضرات واللقاءات التلفزيونية و الإذاعية، وإقامة الفعاليات المختلفة في المجمعات التجارية والجمعيات التعاونية. ومن أهمها فعالية تقام سنويا في أحد المجمعات التجارية بمناسبة يوم السمنة العالمي بالتعاون مع أحد البنوك المحلية وتستمر يومين، ويتم فيها معاينة نحو 1500 شخص.