الابتسامة اللثوية الأسباب وطرق العلاج
د. سعود عبدالعزيز العنزي
الأسنان واللثة واجهة الإنسان الرئيسية، وأي خلل في منظر الأسنان واللثة سيؤثر سلباً في الشكل العام للوجه. وعلى الرغم من التركيز الكبير على منظر الأسنان فإنه يجب ألا نغفل منظر وصحة اللثة، فإذا كانت الأسنان مصفوفة بصورة جميلة ومتناسقة لكن اللثة متورمة وملتهبة وتميل إلى اللون الأحمر فلن تكون الابتسامة بالصورة المطلوبة.
وفي الحالات الطبيعية، تظهر اللثة عند الكلام أو الابتسامة بمقدار معين، وأي زيادة عن هذا المعدل تسمى الابتسامة اللثوية، بمعنى آخر، تظهر لثة أكثر من الأسنان لذا سميت بهذا الاسم (الابتسامة اللثوية).
وأسباب الابتسامة اللثوية متعددة؛ منها زيادة في عظم الفك العلوي تظهر على صورة ابتسامة لثوية. ومنها أيضاً قصر بالشفة العلوية، أو أن تكون ضعيفة، ما يؤدي إلى ظهور اللثة بصورة لافتة. وتوجد أيضاً أسباب أخرى يتم اكتشافها عن طريق الفحص الإكلينيكي، والتصوير بالأشعة والفحوص الأخرى مثل استخدام تطبيقات حديثة بجهاز الحاسوب لدراسة تقاطيع الوجه والأسنان واللثة.
طرق العلاج
هناك طرق علاج مختلفة لتلك الابتسامة تعتمد على درجة ظهور اللثة، وشكل وحجم الأسنان الأمامية، وعلاقة الفك العلوي بالفك السفلي إضافة إلى عوامل أخرى.
وإحدى طرق العلاج هي تقويم الأسنان، إذ إنَّ تقويم الأسنان يساعد على التحكم في مكان الأسنان داخل عظم الفك، ويمكنه أن يغير أمكنة الأسنان واللثة وتحسين منظر اللثة، وهذا النوع من العلاج يفيد في حالات الابتسامة اللثوية البسيطة، لكن تقويم الأسنان وحده غير قادر على معالجة الابتسامة اللثوية المتوسطة إلى الشديدة.
وقد حدثت طفرة في الفترة الأخيرة بظهور زرعات التقويم، وهي عبارة عن أوتاد صغيرة يتم وضعها لفترة مؤقتة داخل الفك ثم إزالتها بعد انتهاء العلاج، وطريقة عمل الأوتاد هي مساعدة جهاز تقويم الأسنان على تغيير مكان الأسنان ومن ثم تحسين منظر اللثة، لكن هذا النوع من العلاج يصلح في حالات الابتسامة اللثوية المتوسطة ولا يصلح للحالات الشديدة.
وفي حالات الابتسامة اللثوية الشديدة، يمكن إجراء تقويم الأسنان الجراحي، وهذا النوع من العلاج قد يكون الأفضل ونتائجه جيدة، وفي هذا النوع من العلاج، يقوم طبيب تقويم الأسنان بتحضير وتجهيز الحالة ثم يقوم طبيب جراحة الأسنان والفكين بتغيير مكان الفك العلوي وعلاج الابتسامة اللثوية بصورة كاملة.
فريق طبي
وغالباً ما يكون هناك فريق طبي متكامل لعلاج مثل هذه الحالات مثل: طبيب تقويم الأسنان، وطبيب جراحة الأسنان والفكين، وطبيب جراحة التجميل وتخصصات أخرى.
وعلاج مثل هذه الحالات يتطلب جهداً من الفريق الطبي والمريض، وغالباً ما تستغرق فترة العلاج من سنتين إلى ثلاث سنوات.
ويقوم طبيب تقويم الأسنان بتجهيز الحالة، ويستغرق من سنة إلى سنة ونصف في معظم الحالات. وفي هذه الأثناء يجري الفريق دراسة وافية للحالة ويقيم مدى جاهزية الحالة للجراحة.
وبعد التأكد من خطة سير العلاج يجري طبيب جراحة الأسنان والفكين عملية الجراحة، وبعد الانتهاء من العملية يتخذ طبيب التقويم الإجراءات اللازمة لوضع تفاصيل تطابق الأسنان، وغالباً ما تستغرق هذه الخطوة ستة أشهر. وبعد الانتهاء من العلاج يلاحظ المريض وجود تحسن في موقع الأسنان والفكين.
ويجب أن يحافظ المريض خلال فترة العلاج على صحة اللثة والأسنان، واستخدام فرشاة الاسنان المخصصة للتقويم ثلاث مرات يومياً. ويوجد نوع آخر من الفرش يستخدم مع الفرشاة العادية لضمان إزالة بقايا الطعام بين الأسنان.
ومن الأمور المهمة أيضا لمريض التقويم استخدام غسول الفم مرة واحدة على الأقل يومياً. وفي بعض الأحيان يواجه المريض صعوبة في تنظيف أسنانه بالفرشاة العادية، في هذه الحالة يمكن أن يصف الطبيب فرشاة إلكترونية وأجهزة حديثة للعناية بالفم والأسنان وأقراصاً تظهر بوضوح أمكنة وجود طبقة البكتيريا مما يسهل إزالتها.
مرحلة التثبيت
مع أي نوع من أنواع تقويم الأسنان هنالك مرحلة التثبيت (v) التي تأتي بعد الانتهاء من العلاج للتقليل من نسبة اعوجاج وعودة الأسنان كما كانت قبل العلاج.
ويوجد صنفان رئيسيان من أجهزة التثبيت، هما المثبتات القابلة للنزع (Removable Retainers) والمثبتات الثابتة (Fixed Retainers). وبصفة عامة يفضل المريض الراشد والمريض الكبير في السن أجهزة التثبيت الثابتة على القابلة للنزع لأنها تركب خلف الأسنان ولا تكون ظاهرة، وليس مثل أجهزة التثبيت سهلة النزع التقليدية، التي تكون ظاهرة بنسب متفاوتة حسب النوع، وربما تؤثر على الحياة الاجتماعية للشخص.
ويعود السبب في احتمال عودة الأسنان إلى أمكنتها التي كانت عليها قبل التقويم، إلى أن اللثة والعظم المحيط بالأسنان يكون «لينا» ويحتاج المريض إلى سنة كاملة في مرحلة التثبيت لتتأقلم الأسنان مع موقعها الجديد.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن فترة التثبيت تختلف من شخص إلى آخر، وتعتمد أيضاً على خبرات الطبيب، وربما تمتد أكثر من سنة، وقد تستمر مدى الحياة للتقليل من نسبة حدوث خلل في الأسنان.
علاجات أخرى
توجد علاجات أخرى غير تقويم الأسنان، مثل: قص وتقصير اللثة عن طريق جهاز الليزر، وميزة هذا النوع من العلاج قصر المدة وعدم الحاجة إلى عمل تقويم للأسنان، لكنه يصلح فقط للحالات البسيطة ولا يصلح لجميع الحالات، لأنَّ أحد الأعراض الجانبية لقص اللثة هو إطالة الأسنان بصورة غير مقبولة.
ومن طرق العلاج الأخرى تغيير موقع الشفة العليا، بحيث يتم إخفاء جزء من الابتسامة اللثوية، لكن هذا العلاج مثل قص اللثة، لا يصلح لجميع الحالات، ويجب إجراء فحص جيد قبل البدء بهذا النوع من العلاج.