التقدم العلمي توسع نطاق عملها إلى ما هو أبعد من التعليم لتكون محفزًا للتغيير الإيجابي
في المشهد الاجتماعي والاقتصادي المتطور باستمرار، لم تقدم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مبادرات تعليمية متنوعة فحسب، بل حرصت على تمويل الأبحاث في العديد في المجالات المهمة التي سيكون لها أثرها في مستقبل دولة الكويت. ويمتد النهج المتعدد الأوجه الذي تتبعه المؤسسة إلى ما هو أبعد من التعليم، ليشمل الجوانب الحيوية للاستدامة البيئية والتنمية الحضرية.
في مواجهة أحد التحديات الملحة في المنطقة، دعمت المؤسسة مبادرة بيوند أورغانيك Beyond Organic، وهي مبادرة نحن في أمسِّ الحاجة إليها، وتركز على معالجة قضايا الأمن الغذائي، وندرة المياه، والاستخدام المستدام للأراضي. وكجزء من برنامج الاستجابة الطارئة أثناء الجائحة، دعت المؤسسة المجتمع والباحثين إلى تقديم مقترحات حلول عملية لمعالجة تداعيات الوباء على الأمن الغذائي الوطني واضطرابات سلسلة التوريد. برزت شركة “بيوند أورغانيك” كشركة محلية رائدة، تقدم تقنيات زراعية مبتكرة للسوق الكويتي، مع التركيز بشكل خاص على الزراعة الهوائية لتحسين زراعة المحاصيل في ظروف الكويت الصحراوية.
وفي إطار التزامها بالسعي نحو كويت مستدامة بالمعرفة، موّلت المؤسسة أبحاثا تهدف إلى تحسين زراعة الأحياء المائية في الكويت. وبالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العملية، دعمت المؤسسة مبادرة رامية إلى تحسين صناعة استزراع الربيان في أحواض أرضية. إذ لا يتوافق هذا المسعى مع الظروف المناخية في الكويت فحسب، بل يحمل أيضًا وعدًا بتعزيز الأمن الغذائي، وتنويع الدخل للمزارعين المحليين.
ومن بين الأبحاث التعاونية البارزة التي دعمتها المؤسسة، نسلط الضوء في هذا العدد على الشراكة الناجحة بين باحثين من جامعة الكويت وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية LSE، وذلك في دراسة سعت إلى جمع البيانات الكمية الأساسية والضرورية للتخطيط الحضري المستنير. فقد سعى هذا المشروع -تحت مظلة “برنامج الكويت للتعاون الأكاديمي”- إلى تحديد أنماط استخدامات الأراضي، ومدى الاعتماد على السيارات، وقضايا الزحف العمراني، والفصل المكاني الذي يميز المشهد الحالي في الكويت. ونتج من هذا البحث قاعدة بيانات كبيرة من شأنها أن تكون ذات قيمة لمزيد من الباحثين في المستقبل.
ومن منطلق حرص المؤسسة على المساعدة في إيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية، فقد مولت مشروعا بحثيا يهدف إلى معالجة فشل البنية التحتية الناجم عن الظروف الجوية القاسية وهطول كميات كبيرة من الأمطار تفوق العادة. فقد نظر هذا البحث في إيجاد حلول لمشكلة تلف الشوارع بفعل مثل هذه الرطوبة. كما تضمنت مخرجات البحث أيضًا إقامة ورشة عمل تهدف إلى نقل المعرفة المكتسبة.
ومع استمرار مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالسعي لتكون حافزًا للتغيير الإيجابي، فإن مساعيها المتعددة الأوجه، التي تشمل العديد من الأمور من بينها التعليم والتخطيط الحضري والزراعة والبنية التحتية، تؤكد التزامها الشامل بدعم الحلول الرامية نحو مستقبل مزدهر ومستدام.
المدير العام