أحدث مستجدات تشخيص سرطان الثدي والوقاية منه وعلاجه في مؤتمر سرطان الثدي وأبحاث الجينوم
في أكتوبر الماضي، حضر الدكتور فهد الملا مؤتمرا دوليا حول سرطان الثدي وأبحاث الجينوم من مكتبه المريح في مدينة الكويت. “لقد كان ناجحًا بكل معنى الكلمة”، يقول الملا عن الحدث الافتراضي الذي نظمته الجمعية الكويتية للأورام بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
الملا هو الرئيس التنفيذي العلمي CSO في معهد دسمان للسكري، أحد المراكز التابعة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وأستاذ علم الأمراض الجزيئية والطب الجيني في جامعة الكويت. وهو يثمِّن جهود تنظيم فعاليات مثل المؤتمر الافتراضي العام الماضي لأنها توفر فرصًا للتواصل مع باحثين آخرين والتعرف على أحدث التطورات في مجال أبحاث السرطان في جميع أنحاء العالم.
شارك الملا في المؤتمر بمداخلة عرض خلالها أبحاثه حول الطب الشخصي أو الدقيق Personalized or Precision Medicine، وهو مجال طبي يركز على تحسين العلاج لمجموعات معينة من المرضى باستخدام التنميط الجيني أو الجزيئي. وتحدث على وجه التحديد عن بحثه المتعلق بالطفرات الجينية التي تعمل كعلامات لسرطان الثدي العائلي. بمجرد أن يحدد العلماء هذه الطفرات، يمكن للأطباء البحث عنها لدى المرضى لتحديد مخاطر الإصابة بالسرطان وتقديم رعاية وقائية أكثر فعالية لهم. يمكن للأطباء أيضًا استخدام الواسمات الجينيةGenetic Markers لقياس حالات السرطان التي يُحتمل أن تشتد، وتلك التي يمكن علاجها بسهولة أكبر، مما يسمح لهم بتخصيص العلاج على نحو يلائم احتياجات كل مريض.
بينما تبحث العديد من الدول عن طفرتين جينيتين محددتين – هما الطفرتان BRCA 1 وBRCA 2 – لتحديد مخاطر إصابة المريضة بسرطان الثدي، يقول الملا إن هاتين الطفرتين شائعتان فقط لدى مرضى السرطان العائلي في “الغرب”، ومن ثم فإن معايير الاختبار هذه غير مفيدة بالنسبة إلى الكويت. ويوضح أن “جينات أخرى تؤدي دورًا في ظهور سرطان الثدي العائلي أو سرطان المبيض بين الكويتيات”. يتقصى الملا هذه الطفرات الجينية الأخرى بهدف تطوير معايير اختبار أكثر ملاءمة للكويت والمنطقة ككل.
هذا وغيره من الموضوعات التي نوقشت في المؤتمر في أكتوبر الماضي تعد بإنقاذ حياة كثير من المرضى. ومع وضع ذلك في الاعتبار، يقول الملا إنه يأمل أن تُعقد مؤتمرات أخرى مماثلة في المستقبل، وأن تجذب عددًا أكبر من المشاركين من الخارج. فالمؤتمرات، كما يقول، ضرورية لإحراز تقدم في هذا المجال “لأنها تشكل ملتقى للباحثين. فأنت كعالِم، لا يمكنك المضي قدمًا في غياب التعاون” مع علماء آخرين.
بقلم ماريانا دينين