تكنولوجيا

مرطبات الهواء.. مانِعة الجفاف ومكافِحة الأضرار التنفسية

تسهم مرطِّبات الهواء في إعادة الرطوبة المفقودة للبيوت، وتشعر الموجودين فيها بالراحة، وتمنع إصابتهم بالجفاف، وتحد من تعرضهم لبعض الأضرار الجلدية والتنفسية.

م. عماد حلاق
مهندس مدني ومعلوماتية (كندا)

مع قدوم فصل الشتاء في المناطق الباردة يغلق الناس نوافذهم، ويشغلون المشعات الكهربائية والمدافىء المتنوعة لتعديل درجة الحرارة في البيوت والحصول على التدفئة المناسبة من البرد القارس. لكن تلك الإجراءات تسهم في تجفيف الهواء داخل المنازل وتقليل الرطوبة، مما يستدعي استخدام مرطِّبات للهواء تعيد الرطوبة المفقودة إليه، وتشعر الموجودين في المنازل بالراحة، وتبعد عنهم بعض الإصابات الجلدية والتنفسية.

  إن جفاف الهواء يتسبب في تقشر الجلد و جفافه، و ربما يصاحب ذلك حكة في العينين أوتساقط الشعر، كما يزداد إحساس الإنسان بالبرودة في الجو الجاف. وفي المقابل، فإن وجود كميات كبيرة زائدة من الرطوبة يساعد على نمو الفطريات والأبواغ داخل المنازل، ويتسبب بأمراض تنفسية خطيرة .

توليد الرطوبة 

  توجد عدة طرق لتوليد الرطوبة داخل المنازل، بعضها أكثر صحة من الآخر، لذلك فإن اختيار مبدأ عمل المرطِّب ووجود تحكم آلي فيه أمر ضروري لإيقاف المرطب آليًا عند الوصول إلى درجة الرطوبة المطلوبة. وعادة، يزداد العفن وينمو في الأجواء التي تزيد كمية الرطوبة فيها عن 50% لذلك تسقط من الاختيار كل أنواع المرطبات التي لا تحتوي على جهاز لقياس الرطوبة، والتي لا تتوقف عن العمل بشكل آلي عند الوصول إلى درجة الرطوبة المطلوبة.

أنواع المرطبات

 هناك عدة أنواع لمرطبات الهواء، أهمها المرطبات التي تعمل على البارد؛ وذلك بضخ هواء من مروحة إلى سطح مبلل cool moisture . ومعظم أجهزة الترطيب المنزلية تعمل بالتبخير البارد، أو الرطوبة الباردة ، أو”المرطب الفتيل”، وتتكون من عدد قليل من الأجزاء الأساسية: خزان وفتيل ومروحة.

يصنع الفتيل من مادة مسامية تمتص الماء من الخزان وتوفر مساحة أكبر ليتبخر منها، أما المروحة فتكون مجاورة للفتيل وتنفخ الهواء على الفتيل للمساعدة على تبخر الماء. وتصبح هذه الفتائل متعفنة إذا لم تجف تمامًا بين الحشوات، وتصبح مشبعة بالرواسب المعدنية بمرور الوقت، لذا تحتاج بانتظام إلى الشطف أو الاستبدال. وإذا لم يحدث ذلك، فلن يمر الهواء من خلالها، ومن ثم يتوقف جهاز الترطيب عن ترطيب المنطقة التي يوجد بها ويظل الماء في الخزان عند المستوى نفسه.

وهناك  مرطبات تعمل على الساخن، وذلك بتسخين سطح معدني وتبخير الماء عليه  warm mist، حيث يسخِّن جهاز الترطيب بالبخار الدافئ الماءَ أو يغليه، مما يؤدي إلى إطلاق البخار والرطوبة في الهواء. يمكن أيضًا إضافة مستنشق طبي إلى البخار للمساعدة على تقليل السعال. قد تكون أجهزة التبخير هذه أكثر صحة من أجهزة الترطيب بالضباب البارد لأن احتمال نقل البخار للشوائب المعدنية أو الكائنات الحية الدقيقة من المياه الراكدة في الخزان أقل، ولاسيما في فصل الشتاء. ومع ذلك ، يتطلب غليان الماء طاقة أكبر بكثير من التقنيات الأخرى. وقد يسخن مصدر الحرارة في أجهزة الترطيب سيئة التصميم، مما يؤدي إلى ذوبان المنتج، والتسرب، ونشوب حرائق.

ينصح بوضع المرطب على الأرض لإتاحة المجال للبخار الصاعد بالانتشار في جو الغرفة على أكبر مدى عمودي ممكن، وحتى لا يصطدم بسطح أفقي قريب منه .

 والنوع الثالث من أجهزة الترطيب هو المرطبات التي تعمل بالموجات فوق الصوتية  Ultrasonic، وفيها يستخدم جهاز ترطيب الهواء بالموجات فوق الصوتية غشاء خزفيا يهتز بتردد فوق صوتي لتكوين قطرات ماء تخرج بصمت من المرطب على شكل ضباب بارد. عادةً ما يتم إخراج الضباب عن طريق مروحة صغيرة، في حين أن بعض الطرز فائقة الصغر لا تحتوي على مراوح. والنماذج التي لا تحتوي على مراوح مخصصة بشكل أساسي للاستخدام الشخصي. تستخدم أجهزة الترطيب التي تعمل بالموجات فوق الصوتية محول طاقة كهرضغطية لإنشاء تذبذب ميكانيكي عالي التردد (1-2 ميغاهرتز) في غشاء من الماء. وهذا يشكل ضبابًا دقيقًا جدا من القطرات التي يبلغ قطرها نحو ميكرون واحد، والتي تتبخر بسرعة في تدفق الهواء.

وعلى العكس من المرطبات التي تغلي الماء، ستحتوي قطرات الماء هذه على أي شوائب موجودة في الخزان، بما في ذلك المعادن المنحلة في الماء العسر (الذي يشكل بعد ذلك غبارًا أبيض لزجًا يصعب إزالته على الأشياء والأثاث القريب)؛ أي إن مسببات الأمراض التي تنمو في الخزان الراكد ستتشتت في الهواء أيضًا. يجب تنظيف أجهزة الترطيب التي تعمل بالموجات فوق الصوتية بانتظام لمنع التلوث البكتيري من الانتشار في جميع أنحاء المكان.

يمكن تقليل كمية المعادن والمواد الأخرى بشكل كبير باستخدام الماء المقطر. قد تقلل خراطيش إزالة المعادن التي تستخدم لمرة واحدة أيضًا من كمية المواد المحمولة في الهواء، لكن وكالات حماية البيئة تحذر من أن قدرة هذه الأجهزة على إزالة المعادن قد تختلف بشكل كبير. وقد يكون للغبار المعدني آثار صحية سلبية. وتحبس مرطبات الفتيل الرواسب المعدنية في الفتيل، وتميل إلى جمع المعادن حول عنصر التسخين أو حوله وتتطلب التنظيف المنتظم بالخل أو حمض الستريك للتحكم في التراكم.

كيفية التحكم في الرطوبة

  يُضبط المرطب على درجة الرطوبة المطلوبة. ويتوقف الجهاز عن العمل بوجود مقياس للرطوبة فيه يقيس رطوبة الجو باستمرار، ويقطع التيار عند الوصول إلى درجة الرطوبة المرغوبة، ويشغل التيار من جديد عندما تقل الرطوبة إلى ما دون ذلك.

  يُنصح باستخدام مقياس للرطوبة منفصل غير ذلك الموجود داخل المرطب؛ لأن الرطوبة قد تكون أعلى في مستويات معينة من الهواء وأدنى في مستويات أخرى ولاسيما بوجود تيارات تسرب هوائية داخل البيت. وينصح بتثبيت جهاز قياس الرطوبة في مستوى مختلف وفي ركن بعيد عن المكان الذي يوجد فيه المرطب .

من جهة أخرى، يجب الانتباه إلى ضرورة تبديل الهواء كل يوم (مرة أو أكثر) للسماح للأكسجين بالدخول إلى الأماكن المغلقة بإحكام كالبيوت أو السيارات المتوقفة أو الأماكن التي يرتادها عدد كبير من الناس، كدور السينما والمدارس. ويتم ذلك بفتح النوافذ بشكل دوري أو بواسطة جهاز آلي يدعى مبدل الهواء، يتولى تبديل الهواء بشكل تدريجي دون أن يحصل الانزعاج الناتج عن فتح النوافذ في الشتاء.

تحتوي الإصدارات ذات الأسعار العالية من مبدلات الهواء على مبدل للحرارة، بحيث يأخذ الهواء البارد الداخل جزءا من الحرارة التي يحملها الهواء الفاسد الخارج. 

 أخطار محتملة

  عند استخدام مرطبات الهواء يجب الانتباه لقياس كميات أول أكسيد الكربون ولاسيما في البيوت التي يتم الطبخ فيها أو التدفئة على الغاز أو المازوت؛ لأن أول أكسيد الكربون غاز خطير ليس له رائحة وينتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود الأحفوري فلا يشعر به الإنسان .

وكذلك يجب الانتباه كي لا يتراكم ثاني أكسيد الكربون بنسبة أكثر من 700 جزء في المليون في الهواء، ولاسيما في الأماكن المغلقة بإحكام أو المكتظة، حيث ينتج ثاني أكسيد الكربون من زفير الإنسان، ويؤدي تراكمه إلى صداع ونعاس وانخفاض مستوى النشاط .

  ينصح الخبراء باستخدام المرطبات بالبخار الدافئ warm mist  باعتبارها الأفضل من حيث مبدأ العمل، ويشترط أن تحتوي على مقياس للرطوبة وآلية ذاتية للتوقف عن العمل عند الوصول إلى درجة الرطوبة المطلوبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى