قد يبدو البحث العلمي والعمل في الأوساط الأكاديمية أحيانًا مهنة غامضة لا يفهمها الكثير منا تمامًا. لكن هذا ما يهدف المقهى العلمي، كافيه سيانتيفيك Café Scientifique إلى تغييره. نشأت هذه المبادرة العالمية في المملكة المتحدة لمنح الأشخاص من جميع مجالات الحياة الفرصة للتواصل مع العلماء والباحثين واكتشاف المزيد عما يفعلونه.
افتُتح المقهى العلمي “كافيه سيانتيفيك” في الكويت كجزء من شهر العلوم في الكويت في ديسمبر 2022. ونظمت الجلسات مريم الجوعان، مسؤول برنامج بناء القدرات في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
قالت الجوعان: “نرحب بالجميع بغض النظر عن مسارهم المهني أو مستواهم التعليمي”. سواء كان المشارك طالبًا في المدرسة الثانوية مهتمًا بموضوع معين، أو فردًا عاديًا يرغب ببساطة في اكتشاف المزيد عن العلوم، فالهدف هو التشجيع والإلهام.
وأوضحت الجوعان أن مكان عقد الجلسة يعتمد على أنشطة الحرم الجامعي، لكن الجلسات تقام دائمًا في مكان عام ويُقدم خلالها الكثير من فناجين القهوة. وقالت: “نحرص على أن يحضر الجلسات بين 20 و25 شخصًا، حتى تتاح للجميع فرصة المشاركة”. والهدف هو عقد جلسات كافيه سيانتيفيك كل ثلاثة إلى أربعة أشهر على أن يُعلن عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال البريد الإلكتروني. وأضافت: “إذا كان الناس مهتمين بالحضور، فكل ما عليهم فعله هو مسح رمز ضوئي للتسجيل”.
حققت جلسات الملتقى الأولى نجاحًا كبيرًا، وكانت الدكتورة انتصار الهتلاني أول عالمة دُعيت للمشاركة في هذه المبادرة. تعمل الهتلاني في قسم الكيمياء بجامعة الكويت وهي تجري حاليًا بحثًا في الكيمياء التحليلية والعلوم الجنائية تحت مظلة من التعاون الدولي بين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة ألباني. قالت الهتلاني التي أثنت على مبادرة المقهى العلمي بصفتها وسيلة للتواصل والتبادل مع الجمهور في أجواء غير رسمية: “لم أكن لأحقق ما حققته لولا دعم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي”.
وأضافت: “في رأيي، كانت التجربة ممتعة جدًا، وما زلت أفكر في الأمر حتى الآن”. وأوضحت الهتلاني أن الأجواء كانت رائعة، فقد حضر جلستها مزيج رائع من الأشخاص؛ من طلبة سابقين وعائلاتهم إضافة إلى طلبة المدارس الثانوية الأصغر سنًا. وأضافت: “أود بالتأكيد أن أشجع العلماء الآخرين على المشاركة في كافيه سيانتيفيك”.
يشارك في جلسات المقهى العلمي باحثون ممن دعمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أبحاثهم أو حصلوا على منحة منها، وستُعقد الجلسات في المرحلة الأولى من تلك المبادرة أربع مرات في السنة.
بقلم إيما ستينهاوس