عــمـر فـرغلي عبدالصـبور، الـرائـد في مـجـالات التشخيـص الطبي والأمن مع الـتركيز على الأبــحـاث المــوجــهـة لإحداث ثورة في هـذيـن القطاعين، هو الفـائـز بــجـائـزة الـكـويـت 2021 – التي تـمـنحها مـؤسـسة الكـويـت للـتـقـدم الـعـلمي (في مجال العلوم الأساسية — الفيزياء)
يحـظى عبد الصبور بتـقدير واسع بصـفته خـبيرًا في الـعـلـوم والـهــنـدسـة، ويــشـغـل حـالـيًا مـنــصـب أســتـاذ عـلـوم وهــنـدسـة المواد في قسم الـعـلوم الـفيزيائية والـهندسة بـجامعة الملك عبدالله للـعلـوم والـتقـنـية. يـركز بحـثه العلـمي الرائد على فـهـم أساسي لديناميات مجموعات متنوعة من أنظمة الخلايا الشمسية بــنـاءً على مواد وهــيـكـليـات مـتـنــوعـة مثل أشبـاه المـوصلات والنـقاط الـتنمية الكمومية والبوليمرات والبيروفسكايت.
عـبد الصبور هو الباحث الرئيسي في مختبر التحليل الطيفي بالليزر فائق السرعة والتصوير الإلكتروني رباعي الأبـعاد في جـامـعة الملك عبدالله للـعـلـوم والـتــقــنـية. حـصـل على درجة الــدكتـوراه في الكيـمـيـاء الـفـيزيائـيـة والـنـظـري من جـامـعة هومبولت في برلين بألمانيا في عام 2006. قبل انـضـمـامـه إلى جـامعة الملك عبدالله للعـلوم والـتـقـنـيـة في ديـسـمـبر 2012، كان عـبدالصـبور باحـثًا مـشاركًا رئيسيًا مع الدكتور أحمد زويل، الحـائـز جائزة نــوبـل في الـكـيمـيـاء لـعـام 1999، في مـعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، حيث عـمل على تـطوير تقـنيـات جـديدة للـتحـليل الــطـيـفي بـاللـيزر فـائـق الـسرعـة والـتصـوير الإلكتروني عبر فترات زمنية.
تركز أنشطته البحثية على تطوير خلايا شمسية عالية الكفاءة وتفاعلات تحفيزية ضوئية وثنائيات باعثة للضوء والمواد الوامضة في التصوير بالأشعة السينية، وأجهزة كشف ضوئية بمساعدة مطيافية الليزر فائق السرعة والـتصـوير الإلـكـتروني ربـاعـي الأبـعاد ومواد الحوسبة. وهكذا، فقد أثبت نفسه كرائد عالمي في المجهر الإلكتروني رباعي الأبعاد، فضلاً عن كونه عالمًا معترفًا به دوليًا في ديناميات حامل الشحنة السطحية وبين السطحية. إضافة إلى ذلك، فقد كان رائدًا في تطوير تقنيات توصيف السطـح والواجهة التي استهلت مسارات جديدة للمواد والمجتمعات الإلكترونية البصرية.
يحظى عبد الصبور بتأثير كبير في المجتمع العلمي ولديه أكثر من 300 مقالة منشورة في دوريات دولية خاضعة لمراجعة الأقران. إضافة إلى ذلك، يُستشهد حاليًا بالعديد من أوراقه البحثية (أكثر من 36) في مجموعة من التقارير والمنشورات في جميع أنحاء العالم. وعلى مر السنـين، بـلغ عدد الاسـتشهادات بأبـحاثه 28,000 اقـتـباس، وحـصل على مـعـدل 80 في مؤشر هيرش (h-index).
في 2019 و2020 و2021 و2022، صُــنـف عبد الصبور على أنه باحث مرموق يُستشهد به على مستوى عال من قبل موقع Web of Science العـلمي. إضـافـة إلى ذلك، في ينـايـر 2020، انضم إلى هيئة التحرير الاستشارية لمجلة رسائل الكيمياء الفيزيائية Journal of Physical Chemistry Letters (الصادرة عن الجمعية الكيميائية الأمريكية) – وهي إحدى المجلات الرائدة في مجال الكيمياء الفيزيائية. كما عُين زميلًا للجمعية الملكية للكيمياء في فبراير 2021.
بفـضل مسـاهمـاته الـعـديدة المهـمة في الأبحاث ذات الصلة في جميع أنحاء العالم، رُشح عبد الصبور لنيل جائزة الكويت. وقد منـحته المؤسسة الجائزة تقديرا لبعض أبحاثه الأخيرة التي تهدف إلى تطوير فهم أساسي لديناميات حامل الشحنة في مجموعة متنوعة من أنظمة أشباه الموصلات، بما في ذلك النقاط الكمّية (الكمومية)، والمواد الوامضة في التصوير بالأشعة السينية والبوليمرات وخلايا بـيروفسـكـايت الـشـمسـية باستـخدام مطـياف الليزر فـائق السرعة والفحص المجهري الإلكتروني رباعي الأبعاد.
على نحو أكثر تحديدًا، فإن لأبحاثه الحالية تأثيرًا فعليًا في تطوير أجهزة وامضة للتصوير بالأشـعـة الـسيـنـيـة عــاليـة الأداء في مـجـالي التشخيص الطبي والأمن وخلايا بيروفسكايت الشمسية عالية الكفاءة ومنخفضة التكلفة والمستقرة. يُتوقع أن تساهم أبحاثه المستقبلية بشكل كبير في تطوير أجهزة التصوير بالأشعة السينية في مجالي التشخيص الطبي والأمن، إضافة إلى إنشاء خلايا بيروفسكايت شمسية عالية الكفاءة ومنخفضة التكلفة ومستقرة.
وعلى الرغم من أن عبد الصبور على دراية كبيرة بفيزياء المادة المكثفة من خلال مساره البحثي الخاص، فإنه يواصل تحقيق اكتشافات جديدة تساعد على تغيير منظوره وتبث حياة جديدة في أبحاثه وأهدافه المهنية. على سبيل المثال، ساعد بحثه حول ديناميات مجموعات متنوعة من أنظمة الخلايا الشمسية على إعادة تشكيـل فهـمه الأساسي لديـناميـات حامل الشحنة لمواد الخلايا الشمسية.
نشأ عن ذلك اتجاه بحثي جديد تمامًا بالنسبة له ولفريقه، مكن من تصميم أجهزة تصوير وامضة بالأشعة السينية عالية الأداء ومنخفضة التكلفة تُطبق في العالم الحقيقي، بما في ذلك في مجال التصوير الشعاعي الطبي وصناعة الأغذية وعمليات التدقيق الأمني. يعد عمله في هذا القطاع حاليًا معيارًا لتصنيع أجهزة تصوير وامضة بالأشعة السينية العضوية وغير العضوية ذات حدود كشف منخفضة تمامًا ودقة تصوير مكانية عالية بالأشعة السينية.
بفضل مساعدة فريقه البحثي، يخطط عبد الصبور لمواصلة عمله لاكتشاف مواد جديدة لأجهزة تصوير وامضة عالية الأداء بالأشعة السينية للمجتمع. بعبارات أبسط، يـهدف فريقه إلى رؤية شاشات التصوير بالأشعة السينية أو مستشعرات الأشعة السينية في السوق متاحة للتصوير الطبي والتدقيق الأمني. وهو متفائل جدًا بشأن ما ستؤدي إليه هذه النتائج، وموقن أن الوقت ملائم جدًا للمضي قدمًا بهذا البحث التطبيقي.
يؤكد عبد الصبور أن حصوله على جائزة الكويت من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي شحذ همته وحفزه لمواصلة توسيع حدود أبحاثه التطبيقية في التصوير بالأشعة السينية والخلايا الشمسية، وبيَّن له أيضًا أن مساهماته قد تحدث فوارق ملموسة في العالم. ويُعد الحصول على هذه الجائزة علامة فارقة أخرى في مسيرة مهنية مثمرة لعبد الصبور تساعد على المضي قدمًا في مجال أبحاث المادة المكثفة.
بقلم آيفي لوكيت