أول مسابقة غبقاثون في الكويت
عندما مزج أساتذة كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا تقاليد الغبقة في مسابقة من مسابقات الهاكاثون في رمضان الماضي، حققت تلك الفعالية نجاحًا منقطع النظي
أبرز التحديات البيئية التي تواجه الكويت والمنطقة هي الأمن الغذائي وندرة المياه وتوافر الأراضي على نحو مستدام. ومن الأمثلة على المبادرات المحلية التي تتصدى لهذه التحديات مشروع (الزراعة ما بعد العضوية) Beyond Organic، الذي يتمحور حول توفير تقنيات زراعية مبتكرة للسوق الكويتي.
في إطار برنامج الاستجابة الطارئة، وجهت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي نداءً خاصًا لإيجاد حلول عملية تعالج تأثيرات الجائحة في الأمن الغذائي الوطني وتداعيات تعطيل وزعزعة سلسلة التوريد. وكانت (الزراعة ما بعد العضوية) من الشركات التي تميزت من حيث الالتزام والتفاني وطموح الرؤية.
ومن خلال التركيز على الاختبارات والتجارب المخصصة لذلك، نجحت (الزراعة ما بعد العضوية) في التحقق من جدوى الزراعة الهوائية في ضوء التحديات التي تطرحها الظروف المناخية والبيئية أمام الزراعة في الكويت، وتمكنت من زراعة محاصيل غنية بالمغذيات مع تقليل استهلاك المياه، وتقليل الاعتماد على المبيدات الحشرية الكيميائية.
الزراعة الهوائية هي طريقة للزراعة من دون تربة في محيط مغلق، تتدلى فيها جذور النباتات في الهواء طوال الوقت. تأتي العناصر الغذائية من محلول معدني طبيعي 100 % مُصمم خصيصًا لهذا الغرض يُسمى (تاور تونيك) TowerTonic، ويستخدم لجميع أنواع النباتات في المزارع الرأسية أو البرجية. باستخدام هذه التقنية، يمكن أن ينمو حجم المحاصيل ويتعزز مذاقها الطازج و عطريتها من دون استخدام أي مبيدات حشرية أو مواد كيميائية.
تستجيب الزراعة ما بعد العضوية للتحديات التي يطرحها العصر الحديث أمام الزراعة التقليدية من خلال استخدام كمية صغيرة من المياه التي تتطلبها تلك الأساليب الزراعية. ويساهم هذا الاستخدام الفعال للمياه على نحو كبير في الإدارة المستدامة للمياه في الكويت، حيث تشكل ندرة المياه مصدرقلق بالغا.
قال حسين الهلال، مسؤول البرامج في إدارة البحوث بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي: “وفر مشروع الزراعة العمودية ما بعد العضوية حلاً عمليًا مثاليًا يُظهر على نحو جلي فوائد الجمع بين الزراعة المحمية والتقنيات الحديثة… شراكتنا هي جزء من رؤية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لمستقبل مستدام للكويت بهدف تحفيز التغيير المطلوب في البلاد لتعزيز التنمية المستقبلية والاستدامة على المدى الطويل.”
تعاونت شركة (ما بعد الزراعة العضوية) مع عدد من الخبراء لتحسين فهم التكنولوجيا والتطبيقات ضمن السياق الفريد للبيئة والزراعة في الكويت. وأمكن تحقيق إنجاز مهم من خلال إنشاء دفيئة مزرعة عمودية تجريبية تضم 135 نظامًا برجيًا في منطقة الوفرة.
تعد تكنولوجيا الزراعة الهوائية مفهوما جديدا لاسيما في الكويت ومنطقة الشرق الأوسط. وكجزء من جهودها من أجل مستقبل مستدام، تولي شركة (ما بعد الزراعة العضوية) اهتماما بالغا لمشاركة المجتمع وتوعيته، من خلال توفير برامج تعليمية حول فوائد هذه التقنية لبيئة الكويت ومستقبلها. والهدف الرئيسي هو تمكين الجيل القادم من خلال امتلاكه المعرفة والتحلي بالحماس اللازم لاعتماد الممارسات الزراعية المستدامة.
إضافة إلى ذلك، تتيح الزراعة الهوائية إنتاج المحاصيل طوال العام من دون توقف، وذلك بفضل تكييف المناخ من خلال التحكم الآلي في بيئة مغلقة.
بقلم غدير العرادي