بثينة أسامة
غرفة أخبار متخيلة، محرروها في دول وصحافيوها وكتابها في دول أخرى، يجتمعون عبر الإنترنت، ينسقون إنتاجهم من الموضوعات العلمية التي يستهدفون نشرها في عدد من المنصات الإعلامية، ثم يبدأ كل منهم أداء دوره في الكتابة والتحرير والنشر، ليخرج المنتج؛ إنه إعلام علمي مهني. هذا ليس تخيلاً للمستقبل، بل هي أول غرفة أخبار متخيلة للإنتاج الإعلامي العلمي وبصحافيين ومحررين عرب، يرعاها الاتحاد الدولي للإعلاميين العلميين، دشنت في مطلع أكتوبر الماضي. وهذا هو حاضر الإعلام العلمي على الإنترنت، فكيف سيكون مستقبله، وما التحديات التي تواجهه؟
الإنترنت، أو الشبكة العنكبوتية، أداة للإعلام والاتصال، حَوَت كل ما سبقها من وسائل الإعلام والاتصال، بل وأضافت إليها أبعاداً جديدة لم يكن يدركها متلقي أو مرسل الرسالة الإعلامية. مرت تلك الأداة بمراحل تطور مختلفة، سواء تقنياً أو على مستوى المحتوى الذي استفاد من إمكانات الأداة بشكل تدريجي، ومثلما تطورت الأداة تطور سلوك مستخدميها، وتطور تبعاً له أداء منتجي المحتوى على الإنترنت وضمنه المحتوى العلمي.
وحسب إحصاءات الاتحاد الدولي للاتصالات، فإنه مع نهاية عام 2011 كان %30 من مجموع سكان الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية على اتصال بالإنترنت، وهذا يعد نمواً نسبياً سريعاً لمستخدمي الإنترنت في الوطن العربي، حيث كان العدد يقل بقليل عن %4 في عام 2004.
جمهور المحتوى العلمي على الإنترنت
لمخاطبة جمهور ما بمحتوى إعلامي؛ يجب أن تعي مواصفاته حتى يمكنك التواصل معه بمحتوى مناسب يرقى لمستوى طموحه، وتجديد قراءتك لسلوكه باستمرار، لأن شبكة الإنترنت سريعة التغير. وإذا أردنا توصيف جمهور المحتوى العلمي على الإنترنت في الوطن العربي فيمكن أن نصفه بأنه: مستخدم الإنترنت قارئ العربية، المهتم بالشأن العلمي والصحي والتكنولوجي والبيئي، سواء بالاستفادة من معلومة معروضة في شكل نصي أو في شكل متعدد الوسائط، أو بالحصول على خدمات متخصصة، أو بالتواصل مع غيره من المهتمين في مجال اهتمامه نفسه بأشكال عدة.
وبقراءة ملامح هذا الجمهور عبر استطلاعات الرأي وجد أن «البحث عن معلومة» هو السبب الأهم لدخول الإنترنت لدى المجتمع العربي. وبالنسبة للمعلومة العلمية وبخاصة الصحية، تبين أن %40 من مستخدمي شبكة الإنترنت بصورة عامة استخدموها من أجل البحث عن معلومة صحية، مما يجعلها ثاني أكثر النشاطات شعبية على الإنترنت بعد المواقع الإباحية.
ومن ثم، فنحن أمام جمهور عربي مهتم بالمحتوى العلمي، وشغوف للحصول على المعلومة العلمية من مصادر يثق بها. وكما أن هناك خصائص خاصة بالمجتمع العربي، فلجمهور الإنترنت ملامح عامة لا تختلف باختلاف الجنسية أو اللغة أو الخلفيات والمرجعيات؛ فجمهور الإنترنت ملول بطبعه، بنقرة واحدة من إصبعه ينتقل من صفحة إلى أخرى في جزء من الثانية.
وحالياً، يستخدم هذا الجمهور منافذ متعددة لتلقي المحتوى نفسه، فقد يستخدم الحاسوب، أو الحاسوب اللوحي، أو الهاتف الجوال، لذا فهو لا يستهلك النصوص الطويلة بصورة عامة. وهو جمهور يهتم بالوسائط المتعددة (فيديو + ملفات الصوت + ملفات الصور) المرفقة بالمنتج النصي أو المستقلة، كما أنه متشكك دائما فيما تسوقه له من معلومات، نتيجة لكثرة المواد غير الدقيقة وغير الجديرة بالثقة على الإنترنت، لذا يجب دائماً بناء جدار الثقة معه، وبذل الجهد حتى لا يخدش هذا الجدار بأي معلومة غير موثقة.
خصائص المحتوى العلمي
وباستيعاب تلك الخصائص لجمهور الإنترنت العربي، كان لابد أن يؤثر ذلك في طبيعة المحتوى المنتج، إذ تميز هذا المنتج بخصائص تتسم بها المادة الإعلامية العلمية المبثوثة عبر الإنترنت بأشكالها المختلفة، وأبرز تلك الخصائص بالنسبة للمواد النصية التي تتنوع بين تقارير صحافية أو مقالات أو مدونات لمتخصصين وغيرها، هو القصر الذي يعد السمة الأولى التي يجب الحفاظ عليها عند الكتابة في الإنترنت، فالقارئ عبر أحجام الشاشات المختلفة من الحاسوب إلى الهاتف الجوال غالباً ما يبدأ انتباهه في التشتت بعد قراءة نحو 500 كلمة، وربما أقل.
والتكثيف المعلوماتي هو مفتاح خدمة الأفكار المطروحة داخل الحيز الضيق المتاح من الكلمات. فالقارئ يجب أن يأخذ ما يحتاج إليه من معلومات في أقل وقت. ولتحقيق ذلك هناك نصائح عدة، منها:
< استخدام الجمل القصيرة البسيطة التركيب، فهي تساعد على تركيز المعلومات.
< عدم الاستطراد في المرادفات، والحرص على الاختصار. تخيل أنك تدفع مقابلاً مالياً لكل حرف تكتبه فهل تكتب حرفا يمكنك الاستغناء عنه؟!
< تركيز الفكرة التي يدور حولها التقرير أو المقال، وعدم الخروج عنها للحديث في تفاصيل أخرى. فالاستطراد في جزئيات فرعية يشتت القارئ، و يزيد من طول المادة النصية. فإذا شبهنا الهيكل العام لتقرير مكتوب بشكل هندسي، فالشكل الأنسب هو الخط المستقيم، احذر من خروج الموضوع في شكل متعرج «زكزاك» يخرج عن الفكرة الرئيسية لأفكار فرعية بعيدة ثم يعود إليها. والصحافي أو الكاتب المتميز هو مَن يحذف مما كتب ليس المعلومات غير المهمة فقط، بل المعلومة المهمة التي تخرج عن فكرته الرئيسة وتشتت قارئه.
< الدخول إلى الموضوع مباشرة، وعدم الإطالة في المقدمات، فالقارئ من الإنترنت لن يمكث ليقرأ أكثر من ثلاثة أسطر ليعرف ما تتحدث عنه، وإلا سينقر بإصبعه ليذهب إلى شيء آخر. لذا يجب ألا تطول المقدمة عن 80 كلمة تلخص الفكرة التي سيتحدث عنها التقرير ويشوق القارئ ليستكمله.
< المحافظة على ترابط التقرير أو المقال، والانتقال بين الفقرات والأفكار الفرعية بسلاسة بلا قطع يحدث توقفا؛ فالتوقف يساعد القارئ على النقر والخروج إلى صفحة أخرى، لذا يجب الاحتفاظ بروح التشويق حتى آخر سطر. والتحدي الأكبر أمام الكاتب على الإنترنت هو الحفاظ على القارئ حتى نهاية الموضوع، وهذا غالباً لا يحدث ولكن يستحق المحاولة.
< يجب عدم بذل الكثير من الجهد في أي شرح تفصيلي للكثير من الخلفيات، ويجب عدم كتابة أكثر من جملة واحدة تشرح ما يرى الكاتب أنه قد يصعب على القارئ العادي فهمه، ومن الأفضل اللجوء إلى الحل السحري على الإنترنت، وهو الروابط (links) فهي كهرباء الكتابة على الإنترنت، ومن دونها تصبح الموضوعات مظلمة. ويفضل ربط كل كلمة أو مصطلح يحتاج لشرح تفصيلي – أطول من الجملة المختصرة الشارحة التي يذكرها الموضوع- بموضوع آخر أو موقع آخر تحدث عنها تفصيلاً، فبهذا لا يساعد الكاتب القارئ فقط على فهم أفضل لما أشار إليه، وإنما يفتح أمامه آفاقاً أوسع للمعرفة.
< ذكر مصادر المعلومات التي تم الاستناد إليها في الموضوع بكل أشكالها من أهم خصائص المحتوى العلمي على الإنترنت، فهو جدار المصداقية الذي يبنيه الكاتب مع قارئ متشكك بطبعه كما ذكرنا، وبالطبع يمكن الاستفادة من الروابط (links) لصفحات تلك المصادر على الإنترنت، فهذا يضمن إيصال المستخدم لأكبر قدر من المعلومات حول الموضوع. ويجدر الحذر من كلمات مثل «أوضحت دراسات»، إذ يجب ذكر من أجرى تلك الدراسات وأين؟ وفي أي دورية علمية نشرت، فهذا يؤكد المعلومات التي يسوقها الكاتب.
< تدقيق المصادر قبل الاستعانة بها أمر شديد الأهمية، فقارئ الإنترنت يمكنه التحقق من صحة المعلومة بقدر ضئيل من المجهود في البحث، ومن ثمّ إذا تحقق من معلومة واكتشف خطأها يفقد الثقة في الجهة الإعلامية التي بثت معلومات مغلوطة.
< التدقيق في المادة الخبرية التي يتم تناولها أمر مهم جداً، فالضخ الضخم للأخبار العلمية المبنية على دراسات واهية غير مبنية على أدلة علمية راسخة، وتحكم الشركات المتعددة الجنسيات في بعض المراكز البحثية بتمويلها، أصبح يثير ارتباكا كبيرا للإعلامي العلمي، فاليوم يظهر خبر مثل: «القهوة شديدة الضرر على الصحة»، وغداً «القهوة ترفع مستوى ذكاء الأشخاص»، حتى إنني قرأت خبراً عن دراسة أثبتت أن المشروبات الغازية تساعد على بياض الأسنان وتقويتها!! فكل هذا يستدعي أن يتعلم الإعلامي العلمي مبادئ العلم المبني على الدليل أو ما يسمى Evidence based science حتى يمتلك – إلى حد ما- بعض الأدوات التي تساعده على الحكم على جدية الدراسات.
< تبسيط المصطلحات العلمية لتصل إلى المستخدم العادي غير المتخصص هو أهم عبء يحمله كاتب المحتوى الإعلامي العلمي على عاتقه بصورة عامة وعلى الإنترنت بصورة خاصة، فيجب عدم كتابة إلا ما يفهمه الكاتب ويتأكد من صحته علمياً. وعلى الكاتب أن يفترض دائماً في القارئ الجهل بالشيء وليس العلم به، ومن ثمّ من الضروري محاولة إضافة عبارات توضيحية لكل ما يعتقد أنه قد يستعصى فهمه، لكن في الوقت نفسه لا تجدر المبالغة في ذلك، فلا يزيد الشرح على جملة واحدة، والاعتماد على الروابط لتحل لك بعض الأمور في هذه المشكلة.
المواد المرئية
تتنوع المواد المرئية العلمية المتاحة على الإنترنت تنوعاً كبيراً ، فمنها ملفات مصورة تستغل الصور الثابتة المتحركة بشكل شرائح متتالية، تستخدم في الحديث عن واقع بعض القضايا العلمية، والصحية، والتكنولوجية، والبيئية، عبر صور مذيلة بتعليق نصي أو صوتي يوضح محتواها. ومثل تلك الملفات يسهل على الإعلامي عملها بنفسه إذا تعلم استخدام بعض البرامج البسيطة والمتوافرة على الإنترنت لتحرير ملفات الصوت وملفات الصور وجمعها معاً في ملف واحد.
وهناك نوع آخر من المواد المرئية هو الملفات المصورة المتحركة أو المصممة عبر برامج مثل Adobe Flash، ومثل تلك الملفات تستخدم لتوضيح وتبسيط المعلومة العلمية للمستخدم غير المتخصص، وهو ما يعرف بـالــ info-graph، وهي منتجات تحتاج لمتخصص لإنتاجها.
والمواد الفيلمية والوثائقية هي أهم المواد المرئية، غير أنها غير متاحة بصورة مناسبة في المحتوى العلمي العربي نظراً للتكلفة العالية لإنتاجها.
ومن أهم خصائص المواد المرئية على الإنترنت، أنها تحمل رسائل نصية يحملها الإمتاع البصري للصورة، لذا يجب اختيار الموضوعات التي يتم استخدام المواد المرئية فيها بدقة لكي تناسب التعبير بالصورة.
وعند استخدام أداة الملفات المصورة الـ Info-graph، يجب الاستفادة من الأداة في توضيح المعلومة العلمية المراد شرحها. فيجب عدم الإكثار من النص والتركيز على الصورة وحركتها لتشرح وتتكلم، فالصورة تغني عن ألف كلمة، وعلى الإعلامي إعداد النص وتخيل الحركة داخل الملف المصور. ونظراً لعدم وجود مصمم الغرافيك ذي الخلفية العلمية المناسبة بكثرة لذا يجب أن يرافق الكاتب المصمم في خطوات التصميم، ويوضح له ويشرح بدقة فكرة الملف المصور والشكل التخيلي لتنفيذه.
شرائح الصور المتتالية
أما إذا أراد الكاتب إنتاج ملفات شرائح الصور المتتالية، فهي تراوح عادة بين 10 و 15 صورة، تعرض متتالية مرفقة بتعليق نصي مكتوب أو بملف صوتي، سواء كان تعليقاً من الكاتب نفسه أو حتى في شكل حوار مع مصادر تعلق على موضوع الملف.
مثل تلك الملفات مع سهولة تنفيذها تكون بديلا مميزا لملفات الفيديو، ولاسيما مع خدمة الإنترنت التي مازالت بطيئة نسبياً في معظم الدول العربية، حيث تعطي تقريباً الإيحاء النفسي نفسه، كما أنها تساعد بالصوت والصورة على توصيل الرسالة المعلوماتية المراد إيصالها. وعند تنفيذ تلك الملفات يجب ألا تزيد مدة عرضها على ثلاث دقائق حتى لا يتشتت المستخدم أو يمل منها، أو تكون ثقيلة نسبياً في التحميل. أما بالنسبة للمواد المسموعة فمعظم المتاح منها على الإنترنت هو تسجيلات صوتية لندوات ونقل مباشر لمؤتمرات، إضافة إلى حلقات نقاشية، أما المواد الإذاعية أو
الـ Pod-Cast فتركز على المحتوى الصحي الأكثر طلباً من الجمهور.
و في بعض الأحيان يوضع الحوار الصوتي مع مصدر ما معلقاً على موضوع محدد ملحقاً بالمادة النصية الخبرية أو التحليلية المنشورة، وهو ما يكون وسيلة مميزة للتوثيق ولإعطاء مزيد من الجاذبية لمعرفة بعض التفاصيل المهمة عبر سماع الملف الصوتي.
وأهم ما يجب أخذه في الاعتبار عند تقديم المواد المسموعة على الإنترنت هو أن المستخدم عادة يفضل الملفات الصغيرة الحجم السريعة التحميل، لذا يفضل تقسيم المحتوى الصوتي إلى مقاطع قصيرة، على أن يكون لكل مقطع فكرة رئيسة.
التحديات المستقبلية
بعد محاولة توصيف ملامح تلك الأداة الإعلامية الخلاقة في تقديم المحتوى الإعلامي العلمي، وما تحويه من تميز أصبح يسحب البساط شيئاً فشيئاً من تحت أقدام الإعلام الورقي التقليدي، علينا أن نقر بأن أمام تلك الأداة تحديات كبيرة في تقديم المحتوى العلمي عليها مواجهتها لتحتفظ بأعداد مستخدميها وبثقتهم، أهمها تدقيق المعلومة العلمية من مصادرها؛ لأن التحقق من المعلومة يزداد صعوبة يوما بعد يوم مع كثرة المواد العديمة القيمة Junk الملقاة على الإنترنت، وقصور محركات البحث عن التوصل إلى نتائج دقيقة، وبخاصة في اللغة العربية.
ومع الزيادة الكبيرة في التفاعلية التي تتيحها الإنترنت، إذ لم يعد مقدم الخدمة الإعلامية بالضرورة هو الإعلامي المتخصص، بل يمكن أن يفعل ذلك زائر الإنترنت العادي ذو الاهتمام العلمي، أو حتى العلماء المهتمون بالتواصل بالعلوم مع الجمهور العادي أو مع المهتمين بالعلوم، و أصبح هؤلاء من يقدمون شقاً لا بأس به من المحتوى الإعلامي العلمي على الإنترنت، سواء في شكل مدونات نصية أو حتى عبر الفيديو، وهنا تتصاعد إشكالية دقة المعلومات المتاحة وتتداخل التحيزات الشخصية والانتماءات الأيديولوجية لتؤثر في جودة المحتوى العلمي المقدم.
وعلى الرغم من التخوف الذي تثيره التفاعلية من دقة المعلومات المتاحة، فإن استجابة المحتوى العلمي للتفاعلية العالية التي تتيحها الإنترنت، تدفع زائر الإنترنت بشدة تجاهها؛ لذا فإن التحدي هو إتاحتها مع إيجاد آليات لضبطها، فمثلاً في موسوعة حرة مثل ويكيبيديا يحدث تنقيح دوري من الزائرين للمواد المنشورة من زوار آخرين، وكأنهم أخذوا بالمثل القائل «الماء الجاري يطهر بعضه بعضاً»، فقد تكون هذه آلية مناسبة، لكن لا يمكن الاعتماد عليها في كل الموضوعات.
إن ظهور منافذ جديدة كل يوم للدخول على الإنترنت هو تحد آخر، يستدعي أقلمة المواد المنتجة مع هذه المنافذ الجديدة، فيجب على الإعلامي أن يعيد قراءته لهذه الشريحة الأدق من جمهور الإنترنت العربي، ويسعى إلى تقديم مادة تناسب أداة العرض الجديدة.
إن آفاق تقديم المحتوى العلمي على الإنترنت واسعة، ومازال المحتوى العربي على الإنترنت في مرحلة الحبو مقارنة باللغات الأخرى. لكن على مقدمي هذا المحتوى أن يأخذوا على عاتقهم الحفاظ على الدقة والمصداقية في المعلومة المقدمة، والبحث دائماً عن التميز في العرض بما تتيحه الأداة كل يوم من جديد. >