تطبيقات الليزر في طب الأسنان
د. أسامة الصالح
شكل استخدام الليزر في طب الأسنان ومعالجة اللثة فتحا علميا كبيرا، وكان نقطة تحول مهمة في طرق العلاج وسرعة الشفاء والحد من الأعراض الجانبية السلبية. وأتاح استخدام هذه التقنية الحديثة للمرضى شعورا أفضل بنوعية المعالجات السنية والفموية، ورضا أكبر عن جودة العلاج وأساليبه.
والليزر هو مصدر لتوليد الضوء المرئي وغير المرئي الذي يتميز بمواصفات عدة لا توجد في الضوء الذي تصدره مصادر الضوء الأخرى. وبسبب المزايا الكثيرة التي يتمتع بها، فإن الليزر يستخدم في طيف واسع من مجالات الحياة، إن لم يكن جميعها.
معالجات سنية متنوعة
في طب الأسنان أخذت أشعة الليزر مكانها المميز في استخدامات عديدة، وبخاصة إجراء المعالجات الدقيقة والجراحات التجميلية؛ نظرا إلى فعاليتها في معالجة النسج الرخوة والصلبة على حد سواء. ويستخدم الليزر في العيادات السنية في الجراحة والمداواة والتعويضات، ليقدم معالجة نوعية متميزة خالية من بعض المضاعفات كالالتهاب والتورم والندبة والنزف، مع شعور كبير بالراحة والرضا، وأقل بالآلام التي تصاحب هذه المعالجات.
ويمكن تصنيف الليزر المستخدم في طب الأسنان إلى نوعين، هما:
أولا – الليزر اللين soft laser
يمتاز بطاقته المنخفضة، ويدعى أيضا بالليزر البارد أو الليزر المنخفض الطاقة. ويستخدم هذا النوع من الليزر في تنشيط الفعاليات الخلوية، وكعامل مساعد على تجديد النسج، ومسرع للشفاء، وفي معالجة التقرحات الفموية، وتخفيف الآلام والوذمات.
ثانيا- الليزر الصلب: Hard laser
يمتاز بطاقته المرتفعة. ويستخدم هذا النوع في الجراحة الفموية، وإزالة التصبغات اللثوية، و في مجال زرع الأسنان.
معالجة جفاف الفم
أقرت منظمة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) سلامة استخدام الليزر المنخفض الطاقة، وأوصت باستعماله في مجالات طبية عدة. ومنذ ذلك الاعتراف تتوالى الأبحاث في هذا المجال من مراكز علمية عديدة في شتى أنحاء العالم. وتشمل التطبيقات العلاجية لليزر المنخفض الطاقة تحفيز الاستقلاب الخلوي في الأنسجة الحية دون تعريضها للأذى.
وأهم الاستطبابات في هذا المجال:
> تخفيف الألم والوذمة عقب القلع الجراحي للأسنان المنطمرة.
> تسريع الشفاء عقب الإجراءات الجراحية والتقويمية.
> معالجة أعراض آلام المفصل الفكي الصدغي.
> فرط حساسية الأسنان.
> تخفيف الألم الناتج عن الإصابة بالحلأ البسيط والقرحات القلاعية.
> تخفيف الالتهابات المخاطية الفموية، والألم العصبي لعصاب مثلث التوائم، والتهاب النسيج حول السنية.
> علاج جفاف الفم وتحفيز الغدد اللعابية الرئيسية على إفراز اللعاب
جفاف الفم Xerostomia
هو حالة يشعر فيها المريض بوجود أعراض جفاف في الحفرة الفموية قد تترافق مع نقص في كمية اللعاب داخل الفم.
ويعتبر اللعاب من السوائل الأساسية التي تؤدي دوراً مهماً في الحفاظ على الصحة الفموية، ويؤدي نقص كميته إلى حدوث مضاعفات تجعل الشخص المصاب بها قلقاً بشأنها، لأنها ربما تؤثر على نوعية الحياة.
وجفاف الفم أحد أكثر الأعراض شيوعاً التي تدفع المريض إلى مراجعة طبيب الأسنان أو الطبيب المختص، إذ يؤثر على كل الوظائف الفموية، فنجد أن المريض يعاني صعوبة في المضغ والبلع والكلام، وحرقة وألما في المخاطية الفموية، ولديه ميل لحدوث الإنتانات الفطرية، إضافة إلى زوال تمعدن الأسنان، وزيادة النخور السنية، وحدوث خلل في التذوق، وبخر فموي، وصعوبة في وضع الأجهزة التعويضية المتحركة. ومن ثم فمن أجل الحفاظ على صحة فموية جيدة يجب أن يفرز اللعاب بشكل كاف كماً ونوعاً.
وحاليا، يستخدم الليزر المنخفض الطاقة في معالجة جفاف الفم، فيتم ضبط الإعدادات العلاجية لجهاز الليزر وهي طول الموجة، والطاقة، والجرعة العلاجية، باعتبارها أساس المعالجة بهذا الصدد. ويستخدم الباحثون إعدادات مختلفة للوصول إلى الإعدادات المثالية اللازمة لتحفيز إفراز الغدد اللعابية.
طرق علاجية حديثة
هناك عدة طرق يستخدمها الباحثون في تطبيق الليزر المنخفض الطاقة في علاج جفاف الفم. فمنهم من يطبق الليزر من داخل الفم وآخرون من خارج الفم، ومنهم من يطبق الليزر على غدة لعابية واحدة، ومنهم على غدتين لعابيتين، ومنهم على الغدد اللعابية الثلاث، إضافة إلى اختلافهم في عدد مرات التطبيق للوصول إلى تحسين الحالة.
وتتم عملية العلاج وفق أمور معنية تشمل ضبط الإعدادات العلاجية لجهاز الليزر، واستخدام دليل ضوئي على قبضة الليزر لمعرفة المكان الصحيح لتطبيق الأشعة. ثم يتم تطبيق الليزر على كل من الغدتين النكفيتين والغدتين الواقعتين تحت الفكين من خارج الفم، ويكون الفم مغلقا، حسب المنطقة التشريحية لكل غدة.
وتبتعد نبضة جهاز الليزر (2 – 5) ملم عن سطح الجلد للمنطقة المطبق عليها الأشعة، ويجب إجراء دوران بطيء لقبضة الليزر فوق المنطقة المستهدفة كي يشمل التطبيق كامل الغدة اللعابية.
وتتم المعالجة بالليزر المنخفض الطاقة للغدد اللعابية (النكفية- تحت الفكية) ثلاث مرات في الأسبوع مدة أسبوعين متتاليين، أي ما يعادل ست جلسات. وفي كل جلسة يتم تعريض كل غدة نكفية لأشعة الليزر لمدة 15 دقيقة، في حين يتم تعريض الغدة تحت الفك مدة سبع دقائق.
ووجد الباحثون أن استخدام هذه الطريقة يزيد من إفراز كمية اللعاب من الغدد اللعابية لتصل إلى مستواها الطبيعي ضمن الحفرة الفموية. واللافت أن الأعراض المصاحبة لجفاف الفم تتراجع إلى حدودها الدنيا، ومن ثم تتحسن نوعية الحياة عند المريض المصاب بجفاف الفم.
ويجب الانتباه دائما عند استخدام الليزر إلى ضرورة ارتداء نظارات واقية من أشعة الليزر لكل من الطبيب والمريض، وهنالك نظارات خاصة تستخدم بهذا الصدد.
إن معظــــــم أعراض جفاف الفم تزول بعــــد نهايــــة المعالجـــة بالليزر المنخفض الطاقــــة، ويتحسن المضغ والبلع، ويقل شرب المــــاء أثناء وجبات الطعام، ويزول الإحســــاس بالحرقة والألم من اللسان والمخاطية الفموية، ومن ثم تتحسن نوعية حياة المريض كليا.