هاكاثون لمعالجة أزمة كوفيد 19
مسابقة البرمجة تنتج أدوات رقمية تهدف إلى الاستجابة للجائحة
عندما نظمت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مسابقة برمجة لتطوير حلول رقمية مبتكرة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، أقبل مئات الطلبة والمهنيين الكويتيين بشغف على خوض التحدي. وعلى مدار ثلاثة أيام، طوروا سلسلة من نماذج العمل الأولية للأدوات الرقمية لمساعدة الحكومة والشركات في الكويت. وقد بدأت الفرق الفائزة بالفعل محادثات مع الجهات المحلية المعنية لطرح أفكارها في السوق.
قال الدكتور بسام الفيلي، مدير إدارة الشركات والابتكار في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي: “لقد تجاوز الأمر التوقعات … لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك بتلك السرعة، لكن الجميع هبوا لاغتنام الفرصة – وهو أمر رائع. أعتقد أنه مؤشر جيد على أننا حققنا هدفنا المتمثل في توفير الحلول الممكنة للمعنيين في البلاد”.
جمع هاكاثون كوفيد19- الذي أقيم ضمن فعاليات برنامج الاستجابة الطارئة التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، نحو 170 طالباً ومهنياً شاباً من جميع أنحاء البلاد في الفضاء الافتراضي لمواجهة التحديات اللوجستية الناتجة عن عمليات الإغلاق وحظر التجول وإجراءات التباعد الاجتماعي الأخرى.
تعاونت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مع أكاديمية كودد CODED، وهي أكاديمية برمجة مقرها الكويت، لتنظيم هذا الحدث. وقال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لأكاديمية كودد أحمد معرفي: “كانت تلك هي المرة الأولى التي نجسر فيها الفجوة بين الجهات الحكومية والمنظومة البيئية للتكنولوجيا”.
ومن بين الشركاء الآخرين شركة أجيليتي Agility، وهي شركة خدمات لوجستية مقرها في الكويت، والسفارة الأمريكية لدى الكويت.
بدأ الهاكاثون بندوتين في الفضاء الافتراضي بمشاركة متحدثين مشهورين على المستوى الدولي، منهم مؤسس كاياك KAYAK، تيري جونز Terry Jones، وخبير علم البيانات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT أليكس بنتلاند Alex Pentland. قال معرفي: “أعطى هذا المستوى من المتحدثين للمشاركين دفعة للتفكير على المستوى العالمي وليس فقط على المستوى المحلي”.
في اليوم الثالث بدأت المسابقة. وفي السادسة مساء، توجه 40 فريقاً من المطورين والمصممين وغيرهم من المتخصصين في مجال التكنولوجيا إلى غرف الدردشة الخاصة عبر الإنترنت للعمل معاً لتطوير برمجيات فعالة، على مدار 24 ساعة.
نجحت ثمانية فرق في النهاية في إنشاء تطبيقات تعمل على دعم الانتقال إلى الواقع الرقمي الجديد. وركزت المشروعات على مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالجائحة، من مساعدة المراكز الصحية للانتقال إلى العمل في الواقع الافتراضي، إلى توفير الوصول الرقمي إلى الخدمات الحكومية.
عرضت الفرق الفائزة حلولاً حول تحسين مسارات تسليم البضائع، وطلبات التموين (المواد الغذائية المدعومة) عبر الإنترنت، وتمكين المواطنين من الإبلاغ عن المشكلات الحضرية مثل عدم جمع القمامة أو أضرار الطرق.
وحالياً، كل مجموعة فائزة مؤهلة للحصول على جائزة نقدية قدرها 5,000 دينار كويتي – لكن فقط إذا تمكنت من ضمان التزام هيئة حكومية أو شركة بدعم نموذجها الأولي وتطويره. قال الفيلي: “لا يتعلق الأمر فقط بطرح فكرة رائعة، إنما بالحصول على فكرة جيدة بما يكفي لكي يرغب الناس في تبنيها”.
وهذا يعني بالنسبة إلى المتسابقين الفائزين مثل أسامة قاسم أنه لا يزال هناك عمل يتعين فعله. إذ تهتم بلدية الكويت بأداة الإبلاغ عن المواطنين التي طورها فريق قاسم تيم ألفا Team Alpha ، لكن ينبغي أولاً إدخال مزيد من التحسينات عليها.
وكطالب شاب في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا (GUST)، رحب قاسم بالمكافأة المالية. وهي ليست المرة الأولى التي يشارك فيها في هاكاثون، لكن هذا الحدث كانت له أهمية تتجاوز قيمة الجائزة، لأنه أتاح له فرصة للمساهمة في المجتمع في وقت يمر فيه بأزمة وطنية ذات بعد عالمي.