عقد «برنامج الكويت» مع كلية لندن للاقتصاد (LSE) مؤتمره للعام 2024 في الكويت، والذي سلط الضوء على أهمية الابتكار في مجال الرعاية الصحية وإصلاح السياسات. وبرعاية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، تضمن الحدث مناقشات بناءة حول تكنولوجيا الرعاية الصحية والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتحسينات المطلوبة على مستوى النظام. وبحضور ما يقرب من 80 مشاركًا من الأوساط الأكاديمية والدبلوماسية والصناعة وصناع القرار، أكد مؤتمر هذا العام على أهمية التعاون العلمي والدبلوماسية العلمية بين الكويت والمملكة المتحدة؛ إذ تزامن انعاقد المؤتمر مع الذكرى السنوية الـ 125 للعلاقات الثنائية بين البلدين.
تعزيز العلاقات بين الكويت والمملكة المتحدة من خلال العلوم
منذ تأسيسه، كان «برنامج الكويت» بمنزلة رابط بحثي بين الكويت والمملكة المتحدة منذ تأسيسه، مدفوعًا برؤية المؤسسة ورسالتها. ويعمل البرنامج كجسر يعزز الحوار، ويساعد الكويت على معالجة القضايا المحلية ضمن الأطر العالمية، استنادا إلى الرؤى العلمية. منذ إنشائه، استفاد البرنامج من الخبرة الأكاديمية لكلية لندن للاقتصاد في مختلف التخصصات؛ من الاقتصاد والحوكمة، إلى الرعاية الصحية، وأجرى دراسات حول تكييف هذه الرؤى مع التحديات الفريدة التي تواجه الكويت.
موضوعات مؤتمر 2024
ركز المؤتمر هذا العام على موضوع تقديم الرعاية الصحية المتميزة للكويت. في كلمته الافتتاحية سلط أ.د. أليستير ماكغواير من كلية لندن للاقتصاد، وهو خبير في اقتصاديات الصحة، الضوء على أهداف المؤتمر، وحثَّ الكويت على النظر في كيفية تعزيز المهارات التقنية، مثل التطبيب من بعد، والسجلات الصحية الرقمية لنتائج المرضى.
وناقشت جلسات المؤتمر موضوعات مثل: البنية التحتية الرقمية للرعاية الصحية، وإدارة الأمراض المزمنة، وتحليلات البيانات الصحية. وتألف المؤتمر من ثلاث جلسات حوارية رئيسية.
في الجلسة الحوارية الأولى، برئاسة د. مريم بهبهاني من معهد الكويت للأبحاث العلمية (KISR)، ناقش الخبراء الدور التحويلي للتكنولوجيا في تقديم الرعاية الصحية. كما استعرض د. ضاري الحويل (من جامعة الكويت KU)، ود. هدى الرشيدي (من كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا KCST) الابتكارات في مجال المعلوماتية الصحية، مؤكدَين على إمكانات السجلات الرقمية للمرضى، وأدوات التنبؤ التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي AI لحالات مثل تلوث الهواء، والتي لها تأثيرات صحية كبيرة في الكويت.
كذلك قدم د. سعد الشراح (من معهد دسمان للسكري DDI- التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي) بحثًا عن استخدام البيانات الجغرافية المكانية لتحديد مجموعات الأمراض، وكيف يمكن أن تكون هذه الأفكار حاسمة في معالجة معدلات الإصابة بمرض السكري، وأمراض نمط الحياة الأخرى في الكويت، والتي أصبحت أولويات صحية وطنية.
وتناولت الجلسة الثانية نمط الحياة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تسهم في الأمراض المزمنة، برئاسة د. عبدالله الإبراهيم (من جامعة الكويت). كذلك قدم د. زلاتكو نيكولوسكي (من كلية لندن للعلوم والتكنولوجيا) بحثًا عن مرض السكري، مع التركيز على الخسائر المالية والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية. وناقشت د. مريم بهبهاني تكاليف علاج العقم، وهي قضية ملحة؛ حيث تواجه الأسر الكويتية تحديات مالية تتعلق بالرعاية الصحية طويلة الأجل. وقد سلطت هذه المناقشة الضوء على الحاجة إلى توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية لجميع فئات الدخل.
في الجلسة الأخيرة التي أدارها د. زلاتكو، ناقشت د. زينب المعراج (من جامعة الكويت) كيف يمكن للوصول إلى الرعاية الصحية، خاصة من خلال القنوات الرقمية، أن يخلق نظامًا أكثر شمولًا. واستعرض د. عبدالله الإبراهيم رؤى حول السياسات التي تركز على المريض، والتي تعطي الأولوية لجودة الرعاية والوصول إليها، مؤكدًا أن المعاملة العادلة – عبر القطاعين العام والخاص – يمكن أن تزيد من الثقة في نظام الرعاية الصحية في الكويت.
أظهرت الشراكة مع كلية لندن للاقتصاد أهمية تضمين وجهات النظر الأكاديمية الدولية في معالجة تحديات الرعاية الصحية في الكويت. إذ أسهم كل خبير دولي- جنبًا إلى جنب مع المتحدثين الكويتيين – برؤى فريدة، من اقتصادات الصحة، إلى علم البيانات؛ مما أثرى الخطاب حول إصلاح الرعاية الصحية. ويساعد هذا التعاون الأكاديمي في صياغة السياسات ذات التطبيقات العملية للبنية التحتية للرعاية الصحية في الكويت، مع توفير منصة للباحثين الكويتيين لتقديم نتائجهم القيمة لجمهور كبير من شبكة الرعاية الصحية.
المضي قدمًا: إرث من التعاون
أكد مؤتمر هذا العام على أهمية الاستمرار في دعم «برنامج الكويت» لمعالجة الاحتياجات الصحية والعلمية في الكويت، من خلال ربط رؤى البحث بالسياسيات العامة. ومع تطور الشراكة، يظل هذا البرنامج مثالًا للتعاون الدولي الذي يشجع على تبادل المعرفة والأبحاث التطبيقية؛ مما يساعد في تعزيز مبادرات الصحة العامة في الكويت.