الطب وصحةوباء الكورونا

الإشكاليات الطبية لمرض كوفيد 19

أعراض واضحة وعلاجات أولية

د. جمال المطر
اختصاصي في أمراض الأذن والأنف والحنجرة، (الكويت)

تعد الكائنات الحية الدقيقة والفيروسات من العوامل الممرضة الشائعة للإنسان، ويتميز بعضها عن بعض بعدد من الخصائص والسمات. فبعض الفيروسات يصيب النباتات وبعضها يصيب الحيوانات، وهناك أنواع تصيب الإنسان مسببة له أمراضاً متنوعة مثل متلازمة عوز (نقص) المناعة المكتسبة (الإيدز)، والتهاب الكبد الفيروسي، والحصبة.
ويشهد العالم حاليا أول جائحة يسببها فيروس كورونا الذي ينتمي إلى فصيلة فيروسات واسعة الانتشار يعرف أنها تسبب أمراضاً تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد حدّة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (مِرس)، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس). وفيروس كورنا المستجد هو سلالة جديدة من الفيروسات لم يسبق اكتشافها لدى البشر.

انتشار مرض كوفيد 19
قد يصاب الأشخاص بعدوى مرض الكورونا كوفيد 19 عن طريق آخرين مصابين بالفيروس، وذلك عن طريق القطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عند سعال أو عطاس الشخص المصاب بالمرض وتساقط هذه القطيرات المتناثرة على الأشياء أو الأسطح المحيطة به، وبذلك قد يصاب أشخاص آخرون بمجرد ملامستهم لتلك الأسطح أو الأشياء، ثم لمس أعينهم أو أنوفهم أو أفواههم. كما يمكن أن يصاب أشخاص إذا دخلت القطيرات إلى مجرى التنفس لديهم من خلال سعال أو زفير شخص مصاب بالمرض، لذا يوصى بمراعاة الابتعاد عن شخص مريض بمسافة كافية تعادل نحو مترين.

أعراض شائعة
إن فترة حضانة المرض هي الفترة التي تبدأ بدخول العامل الممرض (الفيروس) إلى جسم الإنسان وتنتهي بظهور الأعراض المرضية، وتتراوح معظم تقديرات فترة حضانة مرض كوفيد 19 بين 2 و14 يوما، وعادة ما تستمر خمسة أيام، وتتمثل الأعراض في الحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم)، والتعب والشعوب بالإرهاق، والسعال الحاد الذي يكون في البداية جافاً.
وهناك أعراض قد تصيب بعض المرضى مثل احتقان وسيلان الأنف، والتهاب البلعوم والحلق، وآلام في عضلات الصدر وآلام عامة، وصعوبة في التنفس.
وقد تتطور الأعراض السابقة لدى بعض الأشخاص الذين يعانون ضعفا في جهازهم المناعي، أو الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة مثل أمراض الرئة المزمنة وداء السكري والسرطان والذين يتناولون بعض الأدوية التي تضعف المناعة. وهؤلاء المرضى قد تتطور الإصابة لديهم إلى حالة من الالتهاب الرئوي الحاد، وقد تصل إلى تدهور وضعهم وحاجتهم إلى العلاج والمراقبة في العناية المركزة.

الوقاية من العدوى

تتشابه طرق الوقاية لمعظم الإصابات الفيروسية، وتتمثل في الأمور الآتية:

  • استعمال اللقاحات الوقائية لفترات وأعمار معينة قبل حدوث المرض.
  • استعمال علاجات وأدوية ملطفة للأعراض وداعمة لصحة المريض أثناء تعرضه للمرض.
  • أما بالنسبة لفيروس كورونا المستجد، فيجب اتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من انتشار المرض والعدوى عن طريق:
  • غسل اليدين بالماء والصابون بشكل منتظم لمدة لا تقل عن 20 ثانية حسب توصيات منظمة الصحة العالمية، أو استعمال محلول كحولي بتركيز لا يقل عن %60.
  • الاحتفاظ بمسافة لا تقل عن متر واحد بين الأشخاص ويفضل أن تزيد إلى مترين، بحيث إنه عندما يسعل الشخص أو يعطس وتتناثر من أنفه أو فمه القطيرات السائلة الصغيرة التي قد تحتوي على الفيروس تسقط ضمن هذه المسافة ولا تصل إلى الشخص الآخر.
  • تجنب لمس العينين والأنف والفم؛ لأن اليدين قد تلمسان العديد من الأسطح الملوثة فتدخل الملوثات إلى العينين أو الأنف أو الفم.
  • التأكد من أن المحيطين بك يأخذون الاحتياطات اللازمة لعدم انتشار الرذاذ والقطيرات الصادرة عند السعال أو العطس وتغطية الأنف والفم أثناء السعال والعطس باستخدام مناديل ورقية والتخلص منها بعد الاستعمال فوراً.
  • التزام المنزل إذا شعرت بالمرض ولاسيما إذا ظهرت أعراض واضحة مثل الحمى والسعال وصعوبة في التنفس. ويجب عندها الاتصال بمقدم الرعاية الصحية قبل التوجه إليه واتباع توصيات السلطات الصحية المحلية.
  • الاطلاع باستمرار على آخر تطورات المرض واتباع المشورة التي تسديها الجهات الصحية المعنية.
  • تجنب مخالطة الآخرين واللقاءات الجماعية والخروج من المنزل، والتقليل من زيارة المرافق الطبية.

أسئلة شائعة
هل المضادات الحيوية فعالة في الوقاية من مرض الكورونا المستجد كوفيد – 19؟
لا تقضي المضادات الحيوية على الفيروسات وإنما تعالج العدوى الجرثومية فقط، لذا ينبغي عدم استخدام المضادات الحيوية للوقاية منه أو لعلاجه.

هل هناك لقاح أو دواء لعلاج مرض الكورونا المستجد؟
لا يوجد حتى اليوم لقاح أو دواء محدد مضاد للفيروسات للوقاية من مرض كورونا المستجد أو علاجه، ومع ذلك ينبغي أن يتلقى المصابون بهذا المرض الرعاية لتخفيف الأعراض، وينبغي إدخال الأشخاص المصابين إلى المستشفيات حيث يتعافى معظم المرضى بفضل الرعاية الطبية الداعمة. ويجري حالياً تحرّي بعض اللقاحات المحتملة والأدوية الخاصة لعلاج هذا المرض. وتقوم منظمة الصحة العالمية بتنسيق الجهود المبذولة لتطوير اللقاحات والأدوية للوقاية من المرض أو علاجه.

هل يجب علينا استخدام كمامة لحماية أنفسنا؟
الجواب: لا يتعين على الأشخاص غير المصابين بأعراض تنفسية مثل السعال أن يستخدموا كمامات طبية، ويوصى باستخدام الكمامة للأشخاص المصابين بأعراض المرض، وأولئك القائمين على رعاية المصابين والأشخاص الذين يقدمون الرعاية لأحد المرضى سواءً في المنزل أم أحد مرافق الرعاية الصحية.

هل يمكن أن يصاب الشخص بالمرض من طريق شخص عديم الأعراض؟
بما أن الطريقة الرئيسية لانتقال المرض هي بسبب القطيرات التنفسية التي يفرزها الشخص عند السعال أو العطس، فإن احتمال الإصابة من شخص عديم الأعراض قليل جداً، لكن العديد من الأشخاص من المصابين بالمرض ربما لا يشتكون إلا من أعراض طفيفة خاصة بالمراحل المبكرة للمرض، وهذا ما يدفعنا إلى القول إن الشخص الذي يشتكي من سعال خفيف ولا يشعر بالمرض قد يؤدي إلى إصابة شخص سليم.

هل يمكن انتقال المرض عن طريق براز شخص مصاب بالمرض؟
تبدو مخاطر انتقال المرض عن طريق براز المصابين محدودة، على الرغم من أن الدراسات المبدئية تشير إلى أن الفيروس قد يوجد في البراز لدى بعض الحالات، لكن انتشاره بهذا المسار لا يشكل سمة وسببًا لانتقاله.

belowarticlecontent
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى