أبحاث ممولةوباء الكورونا

نمذجة جديدة تسلط الضوء على العلاقة بين سكر دم الصائم وحدّة مرض كوفيد19-

تظهر أدلة جمعها فريق بحثي كويتي أن ارتفاع مستوى السكر في الدم قد يكون مؤشرا إلى مدى خطورة الإصابة بأعراض كوفيد19-الشديدة

توفر دراسة جديدة تربط بين مستوى غلوكوز دم الصائم لدى مرضى كوفيد19- وشدة الأعراض لدى الإصابة بفيروس كورونا وخطر إدخال المريض إلى وحدة العناية المركزة رؤى جديدة باستخدام تقنية جديدة للنمذجة الإحصائية.
تقليديًا، ووفقًا لجمعية السكري الأمريكية American Diabetes Association، يُقسم المرضى عادةً إلى ثلاث فئات بناءً على مستويات سكر الدم للصائم: غير مصاب بالسكري، ومريض ما قبل السكري، ومريض السكري، وهو أمر ييسر التعامل مع هذه المعطيات من الناحيتين الإكلينيكية والإحصائية. قال حمد علي من مركز العلوم الصحية في جامعة الكويت: “من الناحية الإكلينيكية، إذا كانت لديك هذه القيمة، فأنت تنتمي إلى هذه المجموعة وستعتمد إدارتك للحالة على الفئات الثلاث، مثل تغيير نظامك الغذائي أو البدء في تناول دواء مضاد للسكري. … إحصائيًا، كنا نعتمد أيضًا على هذه الفئات أو التقابل الثنائي بين مرضى السكري وغير المصابين بالسكري لطرح أسئلة مثل: “ما احتمال الإصابة بأعراض كوفيد الحادة إذا كنت في أي من الفئتين؟”.
وبينما يكون الاعتماد على هذه المعلومات، أو هذا التقابل الثنائي، أمرا بديهيا للعلماء ويسهل تفسيره، فإنه يأتي، كما قال علي، مع “العديد من الافتراضات القوية غير الواقعية التي تكون أحيانًا غير مقنعة بيولوجيًا”. على سبيل المثال، قد يؤدي اختلاف بسيط في قراءة مستوى غلوكوز الدم للصائم – يصل إلى 0.1 مليمول/لتر – إلى تصنيف المريض ضمن فئة مختلفة، مع مجموعة متنوعة من المخاطر المتوقعة، وخطة علاج مختلفة.
بدلاً من ذلك، قرر علي وزملاؤه اتباع نهج نمذجة آخر عند اختبار غلوكوز الدم للصائم كمؤشر إلى كوفيد19-. قال علي: “اخترنا نمذجة البيانات المأخوذة من مرضى السكري في الكويت لتتبع مرونة تطور المرض ولندع البيولوجيا تحدد شكل العلاقة”.
باستخدام التقنيات الإحصائية المعروفة باسم Smoothing and penalized splines، التي تتبع البيانات وليس الافتراضات السابقة للباحث حول المرضى أو موقعهم في نطاق مرض السكري، توصل الباحثون إلى علاقة مثيرة للاهتمام – وتسلط الضوء على مسار جديد – هي العلاقة بين “التعرض والاستجابة” “Dose-response”، “بدون ملاءمة البيانات زيادة أو نقصانًا”، كما قال علي. وأضاف: “تُظهر النتائج والرسوم البيانية أن هناك مخاطر مرتفعة خطية شديدة للإصابة بأعراض كوفيد الحادة تزداد مع كل وحدة زائدة في غلوكوز دم الصائم”.
بعبارة أخرى، أظهرت نمذجتهم الإحصائية أنه حتى الزيادة التدريجية الصغيرة في المعدل الطبيعي لسكر دم الصائم لدى المريض ارتبطت بزيادة كبيرة بخطر دخول وحدة العناية المركزة إذا أصيب بكوفيد19-. وقال علي: “هذا يدعو إلى إدارة صارمة للغلوكوز لدى دخول المريض ]المستشفى ومواصلة التحكم بدقة في مستوى الغلوكوز دون الاضطرار إلى تصنيفه في إحدى فئات مرض السكري الثلاث”.
أخيرًا، يقول علي إن الزملاء الباحثين يمكنهم استخدام نهج النمذجة الإحصائية هذا باستخدام متغيرات مختلفة، وليس فقط غلوكوز الدم، لتتبع تطور المرض؛ يمكن أيضًا إدخال مؤشرات مثل العمر وكتلة الجسم BMI ومحيط الخصر ومستويات الكوليسترول وضغط الدم.

belowarticlecontent
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى