نجوم البحر في المياه الكويتية
داود الــشـــراد
نظرا إلى طبيعة البيئة البحرية الكويتية وقربها من مصب شط العرب، فقد تدرجت ملوحتها، وتباينت رواسبها، ومستويات المد والجزر على امتداد شواطئها، وهو ما ساعد على ازدهار الكائنات الحية فيها، وارتفاع تراكيز المغذيات المذابة، ولاسيما في فصل الربيع.
وأسهم ذلك في اتسام الحياة البحرية فيها بكثرة تنوعها عن أي بقعة أخرى في الخليج العربي، لذا يلاحظ أن المسطحات الطينية الشمالية تحظى بأنواع متعددة من الحيوانات البحرية، مثل الديدان والحلازين والسرطانات البحرية وأسماك نطاط الطين البرمائية. وفي الشواطئ الجنويبة والوسطى هنالك عدد من الكائنات البحرية منها شوكيات الجلد، مثل قنافذ البحر ونجوم البحر.
النجميات الحديثة
تنتمي طائفة النجميات الحديثة Asteroidea اللافقارية إلى شعبة شوكيات الجلد، تحت شعبة الحيوانات النجمية Asterozoa. ولنجوم البحر Sea Stars (Starfish) شكل النجمة. وتطلق تلك التسمية أيضا على طائفة الأفعوانيات التي تمثلها أساسا النجوم الهشة، أو النجوم السلية.
ولعل أول من استخدم اسم «نجم البحر»، كان عالم الحيوان الفرنسي بلينيفل Deblainville (1850-1777) في عام 1830، وهو مشتق من اليونانية، ويعني شبيه نجم البحر، وتعرف النجوم محليا بالعوعو.
ويوجد نحو 2000 نوع من النجوم التي تنتشر على قيعان البحار في موائل مختلفة في كل المحيطات، وفي شعاب المرجان في المناطق الاستوائية، وحتى في المياه القطبية القارسة. وتظهر في برك مناطق المد والجزر، وبمقدورها الابتعاد عن الماء أثناء الجزر لعدة ساعات، ويمتد وجودها حتى مناطق قيعان الأعماق السحيقة على عمق نحو 6 كم. وليس لها وجود في المياه العذبة، وإنما أعداد محدودة في المياه القليلة الملوحة (المويلحة). وتشاهد على كل من: الشواطئ الحجرية، والقيعان الرملية، والطينية، وأحراج العشب البني (القحلة) ومروج الأعشاب البحرية، ولها تنوع كبير في المناطق الشاطئية، وتعيش ملتصقة بسطح مرتكز صلب ملائم بواسطة أقدامها الأنبوبية، وبمقدورها أن تندس في شق ما بين الرمال، أو الصخور. ويعرف عن النجوم أن لها سجل أحافير قديما جدا، يعود إلى نحو 450 مليون سنة خلت إلى العصر الأرودفيشي. ولعل ضعف سجلها الكبير يعود إلى سرعة تحللها بعد فنائها مخلّفة وراءها الأشواك والعظميات فقط..
وللطائفة نحو تسع رتب، منها اثنتان منقرضتان، ويفتقد أفراد رتبة النجميات الشوكية، التي لها نحو 121 نوعاً، الملاقط والصفائح الثانوية حول الأذرع، ولها على سطحها اللافموي مجموعة كبيرة من الأشواك القصيرة. وتتوافر لأفراد رتبة النجميات الملقطية، التي لها نحو 269 نوعاً، رجيلات ملقطية ظاهرة، ورجيلات قصيرة، وثلاث عظميات هيكلية، ولمعظم الأنواع في رتبة مصراعية الباب Valvatida، التي لها نحو 695 نوعاً، خمس أذرع، وصفان من الأقدام الأنبوبية والممصات، ولها أيضا صفائح ثانوية ظاهرة على القرص والأذرع. ومن المجموعة أيضا نجم الوسادة، والنجم الجلدي، ولولية البحر الضئيلة.
نجوم البحر في المياه الكويتية
هناك عدد من أنواع نجوم البحر التي تشاهد في المياه الكويتية هي:
– نجم البحر الحديث
ينتمي نجم البحر الحديث نوع (Asterina b.) Aquilonastra burtoni إلى شعبة شوكيات الجلد، طائفة النجميات الحديثة، رتبة المصراعية التي لها نحو 695 نوعا في 172 جنسا في 17 فصيلا.
ويوجد النوع الحديث في المياه الكويتية على المرتكزات الرملية، من منطقة رأس الأرض (في منطقة السالمية القريبة من العاصمة الكويت) وحتى رأس الزور جنوبي البلاد. ويعرف محلياً بالعوعو، ويوجد في معظم البحار من السطوح وحتى الأعماق السحيقة، ومن القطبين حتى المناطق الاستوائية. ويتحمل في البرك الضحلة القريبة من الخليج العربي درجات ملوحة عالية تعادل نحو %60. كما يشاهد في المياه الكويتية نوع A.cephea تحت الصخور المفككة والأحجار على امتداد الشاطئ، وقرب المرجان والأعشاب البحرية. وتتوارى النجوم الحديثة عادة تحت الصخور، أو في الشقوق، وتراوح أقطارها بين 7-1 سم، وقد تفوق أنواع الفصيلة في المياه السحيقة ذلك، مثل جنس أقدام الوزة Anseropoda الذي يبلغ قطره نحو 35 سم.
– نجم الوسادة الحمراء البحري
ينتمي نجم الوسادة (غرب الهندي) Cushion نوع Oreaster reticulatus إلى شعبة الشوكيات، تحت شعبة الحيوانات النجمية، طائفة النجميات الحديثة، رتبة المصراعية، فصيلة النجميات. وهي توجد في المياه الضحلة، وتعدّ الأضخم في منطقتها، وتعيش البالغة عادة على القيعان الرملية، وكسارة المرجان، على أعماق نحو 37 مترا، في حين تستوطن اليافعة مروج الحشائش البحرية، وتساعدها ألوانها على الاختفاء. ويهاجر الحيوان في الشتاء إلى مواقع بعيدة عن الشاطئ، ويفضل عادة مناطق المياه الهادئة. وقد يبلغ قطره نحو خمسة سنتيمترات.
– نجم البحر الشائع (السكري)
ينتمي النجم الشائع نوع (A. rubens) Asterias Rulgaris إلى شعبة الشوكيات، طائفة النجميات الحديثة، رتبة النجميات الملقطية Foreipulatida، التي لها نحو 49 جنساً. وثلاث فصائل من فصيلة النجميات الحديثة.
ويوجد في المياه الكويتية، ويظهر على المرتكزات الصخرية والحصوية، وهو أيضا شائع كثيرا في شمال شرق الأطلسي، ولا يوجد في المتوسط. وبمقدوره العيش في المياه القليلة الملوحة. وقد يؤدي تغير المناخ والعواصف معاً في البحار، مع درجات من المد والجزر غير المتوقعة إلى حدوث جنوح شامل لأعداد هائلة جداً من النجم الشائع. ويعادل قطر النجم ما بين 10 و30 سنتيمترا، على الرغم من أن قطر الضخم منه قد يبلغ 52سم، ويعيش عادة ما بين 7 – 8 سنوات.
– نجم البحر ناخل الرمل (المشطي)
ينتمي نجم ناخل الرمل Sand Sifting البحري نوع Polyacanthus Astropecten إلى شعبة شوكيات الجلد، تحت شعبة الحيوانات الحرة Eleutherozoa، طائفة النجميات الحديثة، رتبة صفائحية زوايا الفم الوتدية Paxillpsoda، فصيلة النجوم المشطية Astropectinidae (comb sea stars).ولجنس النجم المشطي Astropecten نحو 100 نوع، منها النوع الصغير الذي يوجد في المياه الكويتية، ولونه برتقالي بني. وللنوع ناخل الرمل نحو ثمانية أسماء مرادفة، ويعدّ أكثر الأنواع انتشارا في جنس النجم المشطي.
ويوجد في المياه الكويتية أيضا كل: من تحت نوع الرمل متعدد الموق وتحت النوع ناخل الرمل المطوق (الشوكي) وتحت النوع القرنفلي البني الذي بمقدوره تحمل ملوحة تبلغ نحو %60 في البرك الضحلة القريبة من الخليج العربي. ويوجد أيضا في البحار الاستوائية وشبه الاستوائية، على الرمال الطينية، وقرب الشواطئ الضحلة، وحتى عمق يبلغ نحو 185 مترا، ويفضل عادة قيعان رواسب الرمال الغرينية في مصبات الأنهار والمرافئ. ويقضي الحيوان معظم وقته مدفوناً في القاع الغريني، وتساعده أشواكه على سرعة الحفر، ويغادر مع الغروب بحثاً عن الغذاء. وقد يشاهد باحثا عن الغذاء على الأرض في الصباح، أو في أواخر اليوم بعد الظهر. ويتشابه جنس النجم المشطي فيما بينه، ومن الصعب التفريق بين الأنواع، ويجب تحليل بعض الحالات في المختبر، أو باستخدام الاختبارات الوراثية وهي عادة غير متوافرة. ولتعرف الأنواع مع احتمال حدوث خطأ ضئيل، لا بد من فحص الشكل، ولا سيما من خلال التركيز على عدد من السمات النموذجية. ولعل العناصر الأساسية في تحديد الأنواع المختلفة من ذلك الحيوان تكمن في: هيئة النوع، وشكل الأشواك والصفائح الحدية الظهرية وحجم القرص، والأذرع. وقد يلاحظ أحيانا وجود العديد من الحلازين على جانبه العلوي، وهي حلازين متطفلة، ويعادل قطر الحيوان مع الأذرع ما بين 5 و10 سنتيمترات، وقد تنبسط الأذرع في بعض الأنواع لتبلغ نحو 20 سنتيمترا.