رحلة علمية تعليمية إلى كوريا
شاركت مجموعة من الطلبة الكويتيين في رحلة تعليمية إلى كوريا الجنوبية نظمتها مؤسسة الكـويت للتـقدم العـلمي (KFAS). تمـحورت الرحلة حول العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM، وتضمنت برامج أعدتها مؤسسات كورية جنوبية مرموقة مثل المعهد الكوري لمعلومات العلوم والتكنولوجيا وجامعة دانكوك. وركزت البرامج على المجالات المتطورة للذكاء الاصطناعي وتطبيقات الواقع الافتراضي.
في أغسطس 2022، سافر 15 طالبا وطالبة من المـرحلة الـثـانوية، بـرفـقة مشـرفين من المؤسسة، في رحـلة مدتـها أسبوعان شملت خمس مدن كورية جنوبية. يندرج هذا البرنامج ضمن جهود تبذلها المؤسسة لدعم الناشئة والشباب الكويتي وتشجيعهم على الاهتمام بمجالات من شأنها أن تثري مستقبل الكويت والمنطقة. وتسعى المؤسسة من خلال مثل هذه البرامج إلى تهيئة وإعداد الناشئة للمستجدات التي تطرحها التطورات التكنولوجية في المستـقبل. شارك الـطلبة في العديد من البرامج التعليمية الـشــامــلـة التي ركّزت على عالَم المـيـــتافـيرس والذكاء الاصطناعي.
أثناء وجودهم في المعهد الكوري لمعلومات العلوم والتكنولوجيا، وهو مؤسسة بحثية رائدة في كوريا الجنوبية، تعرف الطلبة على الجوانب المتعددة للذكاء الاصطناعي. وخلال برنامج مدته ثلاثة أيام، تلقوا دورة مكثفة حول تعلم الآلة Machine Learning والمـبـادئ والمـصطــلحـات الأســـاسـيـة في مــجـال الـذكـاء الاصــطنـاعي وتطبيقاته المختلفة على أرض الواقع. وتمكن الطلبة من استخدام ما تعلموه للعمل معًا على تصميم لعبة فيديو بسيطة في نهاية الدورة.
بعد ذلك، شاركت المجموعة في برنامج مدته ستة أيام في جامعة دانكوك، وهي مؤسسة بحثية مرموقة في وادي التكنولوجيا الكوري. صُمم البرنامج وأعد باسم أول مدينة ذكية في الكويت، في إشارة إلى مدينة جنوب سعـد العبد الله في الـكـويت المصمـــمـة على غرار بوندانغ في كوريا الجنوبية. في إحدى الدورات، تعلم الطلبة متطلبات بناء عالم الميتافيرس من خلال اسـتـخـدام برمــجيـة مـايـنـكـرافت الـتـعـلـيـمـية Minecraft Education Edition، وهي أداة تعليمية تفاعلية في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يشارك الطلبة فيها من خلال منصة ألعاب عبر الإنترنت. واختتم الطلبة البرنامج التفاعلي بورشة عمل حول المراحل الخمس المرتبطة بالتفكير.
إضـافة إلى المحـتـوى التعـليـمي الـشامل للرحلة، أتيحت الفرصة للمجموعة لاستكشاف تجارب ثقافية محلية مختلفة مع البرنامج الـكـوري الـثـقافي K-Cultural Program. كـان الغرض من ذلك تعريفهم بالثقافة الكورية والاطلاع على جوانب الحياة اليومية الكورية. تضمن البرنامج عروضًا موسيقية تقليدية وورش عمل لتعلم اللغة الكورية والتنزه في المشاهد الطبيعية وزيارة متاحف عدة للتعرف على تاريخ كوريا الجنوبية.
قال الطالب محمد العلي الذي شارك في الرحلة: “المدهش أن أكثر الأشياء التي تعلمتها وجذبت اهتمامي كانت عن الثقافة”. وأضافت والدته أن “زيارة بلد جديد يتميز بطابع ثقافي مختلف تمامًا ومزدهر، ورؤية مبانيه المميزة ومناظره الطبيعية الخلابة تركت بالتأكيد تأثيرًا إيجابيًا” في محمد.
إن تجربة كهذه لها تأثير كبير في إفساح المـجال لتــحــقـيق إمكــانـات العـقول الــشـابة والطـمـوحة على غرار مـحمـد الذي يـحلم بالتخصص في عـلـوم الحـاسـوب والبرمجة. وترى والدته أن مؤســسـة الكــويـت للتــقـــدم العلـمي “تؤدي دورًا مهمًا وبارزًا في تحقيق هدف محمد من خلال برامجها ودوراتها ومحاضراتها المستمرة التي تُنظم على مدار العام”. وأضافت أن جهود المؤسسة في ربط الطلبة، مثل ابنها، بالخبراء والمتخصصين في مجال العلوم والتكنولوجيا قطعت شوطًا طويلاً في مسار رعاية ودعم المواهب الوطنية الشابة.
بقلم لولوة العفتان