الطب وصحة

ثورة في رعاية مرضى السرطان

رحلة الدكتور سالم الشمري في الطب الدقيق

بروفايل  الدكتور سالم حمد الشمري

المؤهلات الأكاديمية:
• بكالوريوس الطب والجراحة (B.M.B.CH)، جامعة الكويت، 1987.
• زمالة الكلية الملكية للأطباء في كندا (FRCPC)، الطب / أمراض الدم – غرب أونتاريو، كندا، 1994.
• زمالة في زراعة نخاع العظام – مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، الولايات المتحدة الأمريكية، 1994-1995.

الوظائف الإكلينكية:
• رئيس وحدة الأورام الليمفاوية، مركز الكويت لمكافحة السرطان (KCCC).
• مدير وحدة زراعة الخلايا الجذعية ومختبر المعالجة، مركز الكويت لمكافحة السرطان.
• عضو اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان ولجنة زراعة الأعضاء.

 الوظائف الأكاديمية:
• أستاذ مشارك إكلينيكي، كلية الطب، جامعة الكويت، (منذ العام 1997).
• منسق دورة أمراض الدم (1998 – 2005، 2008).
• فاحص ومحاضر للتعليم الطبي الجامعي والدراسات العليا.
• مطور تقنيات التدريس المبتكرة بجانب السرير وتدريب الفحص السريري المنظم (OSCE).

الوظائف الإدارية:
• مساعد مدير التعليم الطبي، كلية الطب، جامعة الكويت (2002 – 2004).
• رئيس / عضو في العديد من لجان أعضاء هيئة التدريس والأقسام، بما في ذلك لجان الامتحانات والميزانية.

الإسهامات البحثية:
• باحث رئيسي في المنح التي تعالج اضطرابات فرط التخثر، الليمفوما، وتكرار جين HLA في الكويت.
• باحث مشارك في دراسات استكشاف التشوهات الخلوية والعدوى الفطرية لدى المرضى الذين يعانون نقص المناعة.

تنظيم الدورات وورش العمل:
• تحديث الخثار الوريدي (1999).
• ورشة عمل الطب التطبيقي القائم على الأدلة في أمراض الدم (2004 – 2005).
• أنشطة التعليم الطبي المستمر المختلفة حول اضطرابات الجهاز المناعي والإحصاء الحيوي وعلم الأحياء الجزيئي.

عضوية الجمعيات المهنية:
• سجل زراعة نخاع العظم الدولي.
• الجمعية الأمريكية لأمراض الدم (ASH).
• سجل نخاع العظم الأوروبي.

الإنجازات الرئيسية:
• إنشاء وحدة علاج سرطان العقد الليمفاوية ووحدة زراعة الخلايا الجذعية في مركز الكويت لمكافحة السرطان.
• إجراء أبحاث مؤثرة حول الليمفوما وزراعة الخلايا الجذعيةوسرطان الدم.
• تعزيز التعليم الطبي من خلال تطوير المناهج وطرق التدريس المبتكرة.

نتائج هذا البحث

تُستخدَم المعلومات الجزيئية والجينومية بشكل متكرر من أجل:
• تشخيص السرطان.
• تقدير مآل المرض (التنبؤ بسير المرض).
• اختيار العلاجات المستهدفة الآمنة والفعالة.

الطب الشخصي يصمم العلاج وفقًا للتركيبة الجينية لكل مريض، مما يوفر:
• رعاية أكثر أمانًا وفعالية.
• إمكان تسريع إجراء التجارب السريرية من خلال التركيز على المرضى الذين لديهم سمات جينية محددة.

بروتوكول جديد طوره فريق البحث:
• تصنيف المرضى على أساس العلامات الجينية والنتائج الخلوية الوراثية.
• يوفر نهجًا علاجيًّا أكثر فعالية لعلاج مرضى السرطان.

أهمية الدراسة:
• لا توجد دراسات مماثلة أجريت في الكويت أو البلدان المجاورة.
• يملأ البحث فجوة المعرفة بين الكويت والتقدم العالمي في علاج السرطان.

تركيز الدراسة:
• تحديد الملف الجزيئي لسرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL).
• يوفر مرجعًا أساسيًّا ومستقبليًّا للطب الشخصي في المنطقة.

الدكتور سالم الشمريالمقدمة
الدكتور سالم الشمري طبيب وأكاديمي مشهور، متخصص في أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية. وبخبرة تزيد على عقدين من الزمن، كانت له إسهاماته في تحسين الرعاية الإكلينيكية (السريرية)، والبحث العلمي، وتعليم الطب في الكويت. وهو حاليًا أستاذ مشارك إكلينيكي في كلية الطب بجامعة الكويت، ورئيس وحدات الأورام الليمفاوية وزرع الخلايا الجذعية في مركز الكويت لمكافحة السرطان (KCCC).

حصل الدكتور الشمري على شهادته في الطب من جامعة الكويت في العام 1987، وحصل على زمالة الكلية الملكية الكندية للأطباء في الطب وأمراض الدم في العام 1994. كما تخصص في زراعة نخاع العظم في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان. وفي مركز الكويت لمكافحة السرطان، كان رائدًا في إنشاء وحدة الأورام الليمفاوية ومختبر معالجة الخلايا الجذعية المتطور، مما أدى إلى تعزيز خدمات زراعة الأعضاء في الكويت.

في المجال الأكاديمي، كان الدكتور الشمري حجر الزاوية في تعليم الطب منذ العام 1997، حيث درّس طــلبة البكــالوريوس والدراســات العليا، وأسهم في تطوير المناهج، وتوجيه الطلبة. وقد نال أسلوبه التدريسي الجذاب تقييمات عالية باستمرار. كما أن له دورًا حيويًّا في تدريب الأطباء المقيمين في الطب العام والجراحة.

تـــركـــز أبحـاث الدكتــور الشـــمري عـــلى الأورام الليمفاوية، وزرع الخلايــا الجذعية، واضــطرابات فرط التخثر. وحصل على منح مرموقة لتمويل العديد من دراساته وأبحاثه. تبحث أعماله في الانحرافات الخلوية في الأورام الليمفاوية وحالات فرط التخثر لدى مرضى السل.

إلى جانــــب الأدوار الإكليـــنيكية (السريريــة) والأكاديمية، يشارك الدكتور الشمري – بنشاط – في المبادرات الصحية الوطنية، ويحرص على التعاون الدولي في أعماله. كما إنه عضو في منظمات مرموقة مثل: «سجل زراعة نخاع العظم الدولي» و«الجمعية الأمريكية لأمراض الدم».

في السابق، كان علاج السرطان يتبع نهجًا واحدًا للجميع، وخاصة مع العلاج الكيماوي. في ثمانينيات القرن العشرين، كان العلاج الكيماوي غالبًا الأداة الوحيدة المتاحة، ولكن على حساب السمية الكبيرة. اليوم، يُحوِّل الطب الدقيق Precision medicine رعاية السرطان تحويلًا جذريًّا، وذلك من خلال تصميم العلاجات وفقًا للبيولوجيا الفريدة لكل مريض. يقول الدكتور سالم الشمري، أخصائي أورام الدم الكويتي البارز ورئيس مركز الكويت لمكافحة السرطان: «على سبيل المثال، في سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL) – سرطان الدم البطيء النمو، يمكننا الآن البحث عن الطفرات واكتشافها في وقت مبكر، وتجنب اللجوء إلى العلاج الكيماوي مع المرضى الذين من غير المرجح أن يستجيبوا له».

إن سرطان الدم النقوي الحاد (AML)، وهو نوع نادر وشرس من سرطانات الدم يصيب ما بين 40 و 50 حالة سنويًّا في الكويت، كما أفاد الدكتور الشمري، هو محور أحد أكثر مشاريعه البحثية طموحًا. وباستخدام الجيل التالي من تقنيات السَلْسَلَة الجينيةNext-Generation Sequencing (اختصارًا: التقنية NGS)، يحدد فريقه الطفرات الجينية لتصنيف المرض والتنبؤ بسلوكه. ويوضح: «تكشف لنا تقنيات الجيل التالي من السلسلة الجينية عن الخصائص الجينية والجزيئية لهذه السرطانات، مما يسمح لنا بتحليل جينات متعددة في وقت واحد وتحديد سلوكها». ويركز هذا النهج أيضًا على دراسة المجموعة السكانية في الكويت بالذات، حيث قد تختلف العلامات والنتائج الجينية بشكل كبير عن البيانات الأوروبية.

ويتابع قائلًا: «إذا نظرت إلى الأدبيات العلمية المنشورة، فستجد أنها تستند بشكل كبير إلى المجموعات السكانية الأوروبية». هذا التفاوت مهم لأن العلامات الجينية والإكلينيكية (السريرية) غالبًا ما تختلف بين السكان، كما هو موضح في عمله السابق على سرطان الدم الليمفاوي المزمن (CLL)، وهو سرطان دم يتطور تدريجيًا ويؤثر في خلايا الدم البيضاء، مما يضعف الجهاز المناعي بمرور الوقت. يقول د. سالم: «متوسط عمر تشخيص سرطان الدم الليمفاوي المزمن هو 72 عامًا في أوروبا والولايات المتحدة، مقارنة بـ 59 عامًا فقط في الكويت». ولهذا آثار كبيرة. غالبًا ما يقترب المريض البالغ من العمر 72 عامًا من نهاية عمره المتوقع، في حين أن المريض البالغ من العمر 59 عامًا قد ربما تكون أمامه سنوات عديدة. وبالمثل، بالنسبة إلى سرطان الدم الليمفاوي الحاد، يستكشف بحثه ما إذا كانت العلامات المحددة أكثر انتشارًا في المجموعة السكانية في الكويت، وما إذا كانت نتائج العلاج تختلف.

وفي مشروع آخر، يستهدف الدكتور الشمري الأورام التكاثرية النقوية (MPNs)، وهي مجموعة من اضطرابات الدم النادرة التي تشمل سرطان كثرة الكريات الحمر الحقيقية (PV)، وكثرة الصفيحات الأساسية (ET)، والتليف النقوي (MF). ويشكل تشخيص هذه الأمراض تحديًّا بسبب تشابه أعراضها مع حالات أخرى. ويوضح: «قد لا تظهر الأورام التكاثرية النقوية أعراضًا واضحة، وقد تبدو الخلايا طبيعية». وغالبًا ما يؤدي هذا إلى خطأ جسيم في التشخيص، إذ يعاني نحو 20 % من مرضى الأورام التكاثرية النقوية في البداية تجلطا شديدا قبل تشخيصهم بشكل صحيح، كما يقول. تسمح التطورات في المؤشرات الحيوية (مثل طفرات JAK2 وCALR وMPL) الآن بتشخيصات أكثر دقة وعلاجات مستهدفة. ويوضح الدكتور الشمري: «باستخدام المؤشرات الحيوية، يمكننا تشخيص وعلاج المريض بدقة، سواء كان ذلك يعني فصد الدم العلاجي أو الأسبرين لمنع تجلط الدم».

ومع استمرار الطب الدقيق في تحويل علاج السرطان، امتد تركيز العالِم الكويتي إلى التحديات الفريدة التي فرضتها جائحة كوفيد19-. وقد بحث أحد مشاريعه البحثية في تأثير الجائحة على مرضى السرطان، خاصة المصابين بأورام الدم الخبيثة، وكشف عن ارتفاع معدلات الوفيات في الحالات المتقدمة. كما سلطت الدراسة الضوء على التحول إلى التطبيب من بعد Telemedicine والعلاجات الفموية Oral treatments كإستراتيجيات للحد من المخاطر. ويقول: «أصبح التطبيب من بعد أكثر شيوعًا، ولدهشتي، فإن المرضى يقدرون توافر مثل هذا الخيار لهم»، مشيرًا إلى كيف حافظت الاستشارات الافتراضية على تقديم الرعاية مع تقليل التعرض للمخاطر.

وعلى الرغم من إنجازاته العلمية المذهلة، فإن الدكتور الشمري يظل متواضعًا، ويؤكد أن الطب هو جهد جماعي: «يؤدي طاقم التمريض وفنيو المختبر وفريق الإدارة أدوارًا حيوية. قد يصمم الأطباء خطة العلاج، لكن الفريق هو الذي ينفذها».

وفي الوقت نفسه، ينتقد عقلية المدرسة الطبية القديمة التي تتلخص في «لا خيار لك سوى ما أقوله أنا»، مؤكدًا أنها قد تؤدي إلى تدهور الثقة بين الطبيب والمريض، وكذلك بين الطبيب والزملاء. ويقول: «حاليا، نعقد اجتماعات متعددة التخصصات حيث نشرك الجميع (أخصائيي الألم، والممرضات، وخبراء التغذية، وأخصائيي العلاج الطبيعي) للتخطيط لتوفير الرعاية الشاملة للمريض. وتمتد احتياجات المرضى إلى ما هو أبعد من العلاج الطبي؛ فالقضايا مثل الاكتئاب، والتغذية، والقدرة على الحركة لا تقل أهمية عند وضع الخطة العلاجية».

ويشبه الدكتور الشمري هذه العملية بإدارة السفينة: «يحتاج القبطان إلى طاقم للعناية بالمحركات والأجزاء الأخرى. ومساهمة الجميع مهمة».

ولعل الهوية المزدوجة التي يمتاز بها كونه أكاديميًّا وطبيبًا – يعمل في الصفوف الأمامية – هي التي تجعله متجذرًا في الواقع. ويقول: «أنصح طلبتي دائماً بأن يميزوا أنفسهم ليس فقط من خلال علاج المرضى، بل وأيضًا من خلال إجراء الأبحاث؛ فالأبحاث تسمح لنا بفهم الأمراض بشكل أفضل وتطبيق النتائج مباشرة على رعاية المرضى». وهذا المفهوم المتمثل في الطب الانتقالي Translational medicine (أخذ الأفكار من المختبر وتطبيقها على المرضى، وبالعكس) مفهوم مهم جدًّا بالنسبة إليه. وفي الوقت نفسه، ينصح الأطباء بألا ينسوا أبدًا مدى جمال الحياة خارج العمل.

يقول الدكتور الشمري: «أحيانًا لا ندرك الضغوط التي نتعرض لها، ولكنها موجودة. لقد رأيت أطباء يعانون الإرهاق، وخاصة عندما يصبحون مرتبطين بمرضاهم ارتباطًا مفرطًا. من الصعب أن ترى مريضك تتدهور حالته أمامك. ويحتاج الأطباء إلى إدراك تأثير هذا الأمر فيهم، وأخذ فترات راحة. اقضِ بعض الوقت مع العائلة، أو سافر، أو مارس هوايات شخصية – هذه الأمور بالغة الأهمية».

يعتقد أنه حقق التوازن الصحيح في حياته. «لديَّ ابنة وزوجة، ونحن نحب السفر في الصيف. أحاول المشاركة في أنشطة ابنتي، مثل دروس السباحة في المدرسة». عندما سُئل عما إذا كانت ابنته تطمح إلى السير على خطاه، ابتسم، ورد قائلًا: «إنها تقول كذلك، لكنها تبلغ من العمر 11 عامًا فقط، لذا لايزال الوقت مبكرًا. لست متأكدًا مما إذا كانت تقول ذلك فقط لإسعادي»!

وقد ألف الدكتور الشمري كتابًا بعنوان «أساس ممارسة علاج أمراض سرطان الدم في الكويت: التركيز على البيانات المحلية». يقدم الكتاب نظرة شاملة على انواع سرطان الدم مع التركيز بشكل خاص على الخصائص الوبائية والوراثية والعلاجية الفريدة للمجموعة السكانية في الكويت. من خلال الجمع بين البيانات المحلية والتقدم العالمي، يهدف هذا الكتاب إلى سد الفجوات في الأدبيات الطبية والعمل كمورد مرجعي لكل من المهنيين والطلبة في هذا المجال. كما يخطط لإصدار كتاب آخر، يركز – هذه المرة – على سرطان الدم النخاعي الحاد.

ويتطلع الدكتور الشمري إلى المستقبل حيث يعيد الطب الدقيق صياغة مشهد الرعاية الصحية ويحوله تحويلًا أكثر جذرية. ويقول: «على مدى السنوات العشر القادمة، أتوقع المزيد من التقدم. ومع اكتشاف المزيد من العلامات البيولوجية، سنكون قادرين على التشخيص والتنبؤ والعلاج بمزيد من التحديد». ومع دخول مزيد من الأدوية إلى السوق، سيتمكن الأطباء من مطابقة العلاجات للمرضى على أساس العلامات الجزيئية الفريدة والخلفيات الوراثية، بدلاً من تطبيق استراتيجيات شاملة تفشل في مراعاة الاختلافات الفردية. ويقول الدكتور الشمري بحماس: «سيحدث هذا ثورة في الطب». بمعنى ما، ستبدو رعاية المرضى كأنها سفينة بها قبطان وطاقم ومحركات ذات مخططات فريدة، ودليل خاص بها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى