أول شهر علمي سنوي تنظمه التقدم العلمي للنشر

بعد حضورها ورشة عمل الفلكي الصغير خلال شهر العلوم الذي أقيم في المركز العلمي بالكويت، قالت جمانة العثمان لوالديها إنها ترغب في المشاركة في كل حدث أو نشاط على صلة بالعلوم. وبعد ذلك، حرصت أيضًا على حضور معظم ورش العمل التي قُدّمت خلال شهر العلوم، مشيعة الحماس والبهجة بين الأطفال والمنظمين على حد سواء.

كان شهر العلوم الذي أقيم في ديسمبر 2022 أول احتفال سنوي بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والفنون ترعاه مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. هذا وقد نُظم الشهر احتفاءً بالمشهد العلمي في دولة الكويت، وتجسيدا لرسالة المؤسسة في نشر العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل مستقبل مزدهر. وقد جاء اختيار شهر ديسمبر شهرا للعلوم في دولة الكويت احتفالا بذكرى صدور المرسوم الأميري بتأسيس مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في الثاني عشر من ديسمبر 1976.

كان شهرًا حافلًا بالفعاليات والأنشطة العلمية، التي نُظمت بالتعاون مع المركز العلمي ومركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، وبمشاركة من عدد من منظمات المجتمع المدني ذات الصلة، وأقيمت أغلب الفعاليات في مرافق المركز العلمي المتنوعة.

وكان الهدف من كل هذه الأنشطة هو تعزيز مستوى الوعي بالعلوم والتكنولوجيا – من خلال تقديمهما على نحو سهل وممتع وتفاعلي للجهمور من الأطفال والكبار على حد سواء، وفق تعبير ناصر بورحمه، أحد منسقي شهر العلوم ومستشاري الثقافة العلمية في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

عن ذلك قال بورحمه: “لم نستهدف الأطفال فقط، أو فئة عمرية معينة؛ لقد حاولنا استهداف الجميع. تزامنت فترة الفعاليات مع مرحلة امتحانات نهاية العام الدراسي وكأس العالم – لكن مع ذلك، حرص الجمهور على الحضور والمشاركة”.

شملت الأنشطة البارزة “لقاء مع عالِم” – وهي جلسة نقاشية مفتوحة مع باحثين كويتيين مولت أبحاثهم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. حيث التقى الجمهور والناشئة بالعلماء والباحثين من تخصصات مختلفة بهدف تقديم التوعية بالمسارات المهنية المتاحة لهم في المستقبل.

وتحت محور البيئة، انطلق الشهر بافتتاح معرض “مصور الحياة البرية للعام – متحف التاريخ الطبيعي لندن”، واستمر المعرض في المركز العلمي إلى نهاية شهر ديسمبر 2022. ومن أبرز الأنشطة الممتعة كانت الورش التعليمية الترفيهية التي أقامها فريق الغوص الكويتي لتعليم الأطفال مخاطر النفايات البحرية والشباك الأشباح.

كما أطلق فريق عدسة البيئة الكويتية الدورة الجديدة من سفراء الطبيعة لتدريب الطلبة الجامعيين على تصوير الطبيعة. وفي شراكة وثيقة مع الهيئة العامة للبيئة، وفريق عدسة البيئة الكويتية التطوعي، وبمشاركة من شركة دي جي آي فالكون الكويت، أقيمت فعالية لرصد طيور النحام الكبير (الفلامينغو) في المنطقة التجارية الحرة، باستخدام الطيارات من دون طيار (درونات). وذلك لتقريب مفاهيم أهمية الحفاظ على الموائل للجمهور، وللتعريف بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي والموائل الإيكولوجية. كما نُظمت ورشة عمل لتصوير الحياة البرية أدارها مصور الحياة البرية عمر السيد عمر الذي اصطحب الحاضرين إلى الأكواريوم بعد الورشة حتى يتمكنوا من ممارسة ما تعلموه.

واستقطب نشاط إدارة التوعية الصحية في وزارة الصحة -تحت محور الصحة- اهتمام أولياء الأمور في ورشة “كيف أحافظ على صحة أسناني”. وأتيح للأطفال فرصة التعلم بتمثيل دور طبيب الأسنان في الوحدة المتنقلة لطب الأسنان. وقد أشار أحد أولياء الأمور إلى أن هذه التجربة السريعة ساهمت بشكل واضح في إزالة رهبة أطفاله من طبيب الأسنان. وأقامت الجمعية الطبية الكويتية فعالية “أطفالنا قطع من السكر” ضمن جهودها للتوعية بيوم السكر العالمي للأطفال. وتضمنت الفعاليات 6 محطات تفاعلية، استقبل فيها الأطباء الأطفال للتوعية بالصحة العامة وطريقة تغيير سلوك تغذيتهم لصحة أفضل.

في محور الفضاء وعلم الفلك قدم فريق “صائدو الكويكبات” – الممول من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي – ورشة تدريبية للمساهمة في اكتشاف الكويكبات من خلال تصنيف البيانات الفلكية، بالتعاون مع المراصد العالمية. وهدفت الورشة إلى خلق قاعدة واسعة من الجمهور المشارك في المساعي العلمية من خلال المشاركة في برنامج وأنشطة علوم المواطن Citizen Science، حيث يقوم فيها المواطنون بتحليل البيانات لصالح المؤسسات العلمية. وهذا المفهوم هو مفهوم جديد نشأ ليستثمر الشغف والفضول الحميد والهواية لسد الفجوة بين المواطنين هواة العلوم من ناحية والعلماء المتخصصين من ناحية أخرى؛ ليسهموا معًا في اكتشافات وأبحاث في مجالات مختلفة.

كما نظم فريق أسترولاب فعاليات استخدام الأسطرلاب، ورحلات رصد الشهب، وورش عمل حول التلوث الضوئي وكيفية تأثيره في رؤية النجوم والكواكب في السماء، وأنشطة الفلكي الصغير علَّم الأطفال ماهيّة الكويكبات وطريقة استخدام الأسطرلاب لرصدها.

واحتفل شهر العلوم باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر. بتسليط الضوء على تطبيقات التكنولوجيا ومهارات التدريس للقرن الحادي والعشرين في تعليم القراءة والكتابة باللغة العربية. وأُقيمت ورشة تفاعلية بالتعاون مع “ألف بي”، أخذت الأطفال وأولياء الأمور عبر رحلة تعليمية مرحة لإتقان العربية قراءة وكتابة. كذلك أُطلق أحدث إصدارات التقدم العلمي للنشر -“كتاب الفراشات”- بالتعاون مع مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، في ورشة تفاعلية للتحبيب بالقراءة والعلوم باستخدام تقنية الواقع الافتراضي. شرحت الفعالية دورة حياة الفراشات، وأنواعها وموائلها.

وإضافة إلى ورش العمل والمحاضرات، توفرت أيضًا للمشاركين فرصة التعرف على عربة إطفاء تابعة لقوة الإطفاء العام الكويتية، وسيارة هجينة من شركة محمد ناصر الساير وأولاده التي أوفدت كذلك ممثلًا عنها لشرح مزايا وفوائد التكنولوجيا الهجينة وسيارة كهربائية من شركة شيري الغانم. والسيارات الهجينة والمركبات الكهربائية” صديقة للبيئة“ لأن لها محركًا كهربائيًا ومحركا للاحتراق الداخلي، وتعتمد على الكهرباء في كثير من الأحيان، مما يعني أنها تحرق وقودًا أقل من متوسط التقليدية. ولذا تساعد على تقليل انبعاثات الغازات والمواد الكيميائية التي تضر بالبيئة وصحة الإنسان. إذ تمثل المركبات التقليدية أكثر من نصف الانبعاثات من قطاع النقل.

تصوير: عمر السيد عمر