م. دينا النقيب
مديرة برنامج المشاريع
الرائدة في مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
تحث الكويت خطاها نحو إطلاق عدد من المشروعات الرائدة في مجال النقل والطاقة لتواكب الزيادة المتسارعة في عدد السكان، والمستجدات العالمية الحاصلة في وسائل النقل والمواصلات، وتسهم في الحد من هدر الأوقات في الازدحامات المرورية، وفي الحفاظ على البيئة، وحماية مواردها.
وانطلاقاً من رؤية الكويت لعام 2030، بإنتاج 15% من إجمالي الاستهلاك الكهربائي من مصادر الطاقة الطبيعية والمتجددة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والحد من المشكلات البيئية الناتجة من استخدام مصادر الطاقة التقليدية، وسعياً من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الكويت للأبحاث العلمية إلى تحقيق هذه الرؤية السامية، فإن برنامج المشاريع الرائدة في إدارة البحوث التابعة للمؤسسة يسعى، بالتعاون مع برنامج الطاقة المتجددة التابع لمركز أبحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للأبحاث العلمية، إلى تنفيذ العديد من مشروعات الطاقة المتجددة في الكويت، ودراسة الأداء الفني لمختلف تقنيات الطاقات البديلة.ومن المشروعات التي ينفذها برنامج الطاقة المتجددة بالتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مشروع بحثي لدراسة أداء السيارات الكهربائية وتجربتها في دولة الكويت، إضافة إلى بناء أول محطة شحن كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية لشحن المركبات الكهربائية. ويهدف المشروع إلى تقييم أداء السيارات الكهربائية في الظروف المحلية، ووضع إطار عملي فني لفحص إمكانية استخدامها تحت الظروف المناخية القاسية، وتحديد التحديات والإجراءات اللازمة لتطبيق هذه التقنية في الكويت.
تقنية واعدة
يعتبر هذا المشروع من المشروعات الرائدة في الكويت التي تهتم بدراسة تقنية السيارات الكهربائية، لاسيما أن معظم وكالات السيارات في الكويت تسعى إلى إدخال هذه التقنية في الكويت وبناء أكثر من محطة لشحن السيارات الكهربائية. بيد أن محطة الشحن المقترح إنشاؤها في المشروع ستعمل بالطاقة الشمسية بسعة لا تقل عن 5 كيلووات، وبذلك فهي تنتج نحو 15 كيلووات في الساعة في اليوم الواحد من الطاقة الكهربائية.
ولما كانت معظم السيارات الكهربائية تحتاج إلى ما بين 50-70 كيلووات في الساعة من الطاقة الكهربائية لشحن البطارية بالكامل فإن نظام الطاقة الشمسية سيساعد على شحن البطارية بما يعادل 25-35% من الطاقة الشمسية الكهربائية، أي ما يعادل مسافة قدرها 100 كلم، ومن ثم فإن ذلك سيسهم في تخفيف العبء على الشبكة الكهربائية، ويساعد على الحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء.كما يهدف المشروع، باعتباره نموذجا مطبقا عملياً، إلى تشجيع الشركات ومتخذي القرار في الكويت على التوجه نحو استخدام مصادر الطاقة البديلة في تطبيقات كثيرة.
وسيقدم المشروع تصميما متكاملا لمحطة شحن تعمل بالطاقة الشمسية من خلال إنشاء مظلات من الخلايا الكهروضوئية لمواقف السيارات واختبار إمكانية شحن السيارات الكهربائية منها. كما سيتم اختبار كفاءة أداء السيارات الكهربائية في الكويت المعروفة بمناخها الصحراوي الشديد.
وستقدم توصيات لقطاع صناعة السيارات لفهم أفضل لمختلف الأبعاد اللازمة لتطوير وتحسين كفاءة أداء نظم تكييف الهواء داخل هذه السيارات الكهربائية، وفاعلية أدائها بشكل عام عند تشغيلها في البيئة الكويتية ذات الطقس الحار.
تلبية الطلب على الطاقة
من خلال هذا المشروع، ستفتح آفاق لاختيارات تمكن الكويت من تلبية الطلب على الطاقة في المستقبل، من خلال التنوع في مصادر الطاقة المستخدمة في قطاع رئيسي وحيوي هو قطاع النقل والمواصلات، والاستفادة من التقنيات الجديدة والمبتكرة للطاقة المتجددة، إضافة إلى العائد الإيجابي المتوقع على سلامة البيئة المحلية.
ويسعى هذا النوع من المشروعات إلى إيجاد المسوغات العلمية والتجريبية كأساس تبنى عليه جهود تحفيز المستهلك الكويتي وصانع القرار بتبني التكنولوجيا الصديقة للبيئة مثل تكنولوجيا السيارات الكهربائية، لاسيما أن هذه السيارات صارت بديلا جاذبا ذا مزايا اقتصادية وبيئية واضحة في مجتمعات عديدة سبقتنا في هذه التجربة.