الأطباء يحظون برؤية أوضح
مركز جابر الأحمد للتصوير الجزيئي مكرس لتطوير مجال التصوير الجزيئي في الكويت
يعد التصوير إحدى الركائز الأساسية للطب الحديث؛ إذ يسمح للأطباء بالتركيز على مواطن الإصابة أو المرض في عمق الجسم دون إجراء شق واحد. وهذا يتطلب إتاحة إمكانية استخدام النظائر المشعة المتخصصة لانتقاء الأنسجة ووسمها وكذلك التحلي بالخبرة لاستخدامها على النحو المناسب، ومركز جابر الأحمد للتصوير الجزيئي (اختصارا: المركز JACMI) يعزز قدرات الدولة في كلا المجالين.
أسست مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت ووزارة الصحة مركز جابر الأحمد للتصوير الجزيئي في عام 2013. وقال الدكتور فهد معرفي المدير العام للمركز: “إن المهمة الرئيسية كانت إنشاء مركز متميز للبحث والتعليم وإنتاج النظائر المشعة، فضلاً عن تقديم خدمات إكلينيكية فريدة للمرضى”.
تنصب معظم جهود المركز على إنتاج مركبين مشعَّين يحتويان على الفلور للتشخيص الإكلينيكي المستند إلى التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (اختصاراً: التصوير PET).
ومـــن بينهمـــا الفلـــوروديوكـــسي غـــلوكـــوز 18F-fluorodeoxyglucose وهــــو ســــكــــر ذو وسم مشع تمتصه الخلايا النشطة أيضياً ويستخدم لفحص الأمراض العصبية مثل مرض ألزهايمر، وكذلك الكشف عن الأورام. أما المركَّب الآخر فهو نسخة من فلوريد الصوديوم Sodium fluoride تمتصه العظام ويمكن استخدامه لتوصيف الضرر اللاحق بالهيكل العظمي أو المفاصل.
لقد عزز مركز جابر الأحمد للتصوير الجزيئي جهود التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني بسرعة منذ عام 2013. وقال معرفي: “عندما بدأنا التصوير، كان متوسط عدد المرضى 600-700 سنوياً. وحالياً لدينا في المتوسط ثلاثة آلاف مريض في السنة”. ومنذ عام 2017، يعمل
المركز أيضاً على تطوير مركَّبات نظائر مشعة إضافية لاستخدامها في الأبحاث الداخلية. وتشمل هذه بروتيناً موسوماً يُسمى مستضد غشاء البروستات الخاص Prostate-specific membrane antigen، الذي يمكنه الكشف عن أورام البروستاتا الأولية والنقيلية، ومشتقاً نظيرياً موسوماً للناقل العصبي، هو الدوبامين. وقال معرفي: “يمكننا استخدام هذا لرؤية انخفاض تراكيز الدوبامين في مرض باركنسون … ويمكننا أيضاً استخدامه في بعض أنواع أورام المخ، مثل الأورام الدبقية Gliomas”.
و التدريب هو من الأنشطة التي تحظى باهتمام خاص في مركز جابر الأحمد للتصوير الجزيئي، إذ يوفر المركز لطلبة الطب المدرَّبين حديثاً فرصة للارتقاء بتعليمهم والتخصص في الطب النووي. ويوفر المرفق أيضاً برامج تعليمية إضافية والتدريب المختبري. ويهدف معرفي أيضاً إلى تحويل المرفق إلى مركز أبحاث قبل إكلينيكي. وعن ذلك قال: “هذا يعني استخدام الحيوانات الصغيرة لاختبار نظائر معينة لتقييم العمليات الجزيئية والبيولوجية، مثل الأوعية الدموية التي تنمو في أورام أو التهابات في الحيوان”. وسيشمل هذا الجهد أيضاً استكشاف تقنيات غير إشعاعية مثل الفلورة والتصوير الضوئي Optical imaging – وهي موارد تفتقر إليها الكويت حالياً، بهدف “إضافة تلك الأجزاء المفقودة إلى الصورة الأكبر”.