الطب وصحة

تصوير الثدي (الماموغرام) عوامل الأمان من أخطار السرطان

بقلم:  د‭. ‬فواز‭ ‬إحسان‭ ‬أبو‭ ‬الهدى

الماموغرام‭ ‬نوع‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الأشعة‭ ‬السينية‭ ‬ذات‭ ‬الطاقة‭ ‬المنخفضة‭ ‬يستخدم‭ ‬لتشخيص‭ ‬أورام‭ ‬الثدي‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬الكتل‭ ‬المتميزة‭ ‬أو‭ ‬التكلسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬فيه‭. ‬وهذه‭ ‬الأشعة‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاكتشاف‭ ‬المبكر‭ ‬له‭. ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬هذه‭ ‬الأشعة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1969،‭ ‬ثم‭ ‬شهدت‭ ‬تطورات‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬تقنياتها‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قدرة‭ ‬أعلى‭ ‬في‭ ‬دقة‭ ‬كشفها‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬الأورام‭ ‬السرطانية،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬استخدام‭ ‬جرعة‭ ‬آمنة‭ ‬منخفضة‭ ‬من‭ ‬الأشعة‭ ‬السينية‭ (‬عادة‭ ‬نحو‭ ‬0‭.‬7‭ ‬ملي‭ ‬سيفرت‭). ‬

وتستخدم‭ ‬الرعاية‭ ‬الدورية‭ ‬للثدي‭ ‬فحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬ضمن‭ ‬وسائل‭ ‬الفحص‭ ‬الدوري‭ ‬للنساء،‭ ‬مثل‭ ‬الفحص‭ ‬الذاتي‭ ‬للثدي‭ ‬وفحص‭ ‬الطبيب،‭ ‬وممن‭ ‬لديهن‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬نشوء‭ ‬السرطان‭. ‬فالأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬لهذا‭ ‬الفحص‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الاكتشاف‭ ‬المبكر‭ ‬للمرض؛‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬اكتشافه‭ ‬قبل‭ ‬الإحساس‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النساء‭ ‬والأطباء‭ ‬بمدة‭ ‬ربما‭ ‬تبلغ‭ ‬سنتين؛‭ ‬لأن‭ ‬بإمكانه‭ ‬اكتشاف‭ ‬الأورام‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬تكوين‭ ‬الأنسجة‭ ‬السرطانية‭ ‬في‭ ‬الثدي‭ ‬التي‭ ‬متوسط‭ ‬قطرها‭ ‬0‭.‬5‭ ‬سم‭. ‬وأثبتت‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬السرطان‭ ‬في‭ ‬مراحله‭ ‬الأولى‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬علاجية‭ ‬أفضل‭ ‬ربما‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ %‬95‭ ‬من‭ ‬الحالات‭. ‬

استخدامات‭ ‬الماموغرام‮ ‬‭ ‬

الماموغرام‭ ‬مخصص‭ ‬اصلاً‭ ‬لاكتشاف‭ ‬الأورام‭ ‬في‭ ‬الثدي‭ ‬وبعض‭ ‬التغيرات‭ ‬المرضية‭ ‬الأخرى،‭ ‬وينقسم‭ ‬مجال‭ ‬استخدامه‭ ‬إلى‭ ‬نوعين‭: ‬تشخيصي‭ ‬ووقائي‭.‬‮ ‬‭ ‬‮ ‬

الماموغرام‭ ‬التشخيصي‭: ‬

عندما‭ ‬يفحص‭ ‬الطبيب‭ ‬الثدي‭ ‬ويجد‭ ‬بعض‭ ‬التغيرات‭ ‬المرضية‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬الريبة‭ ‬فإنه‭ ‬يطلب‭ ‬إجراء‭ (‬ماموغرام‭) ‬لتشخيص‭ ‬وتحديد‭ ‬سبب‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات،‮ ‬مثل‭ ‬وجود‭ ‬كتل‭ ‬أو‭ ‬أورام‭ ‬محسوسة‭ ‬في‭ ‬الثدي‭ ‬أو‭ ‬تحت‭ ‬الإبط،‭ ‬أو‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬سمك‭ ‬حلمة‭ ‬الثدي،‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬إفرازات‭ ‬من‭ ‬الحلمة‭ ‬سواء‭ ‬دموية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬دموية،‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬حكة‭ ‬أو‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬أو‭ ‬لون‭ ‬جلد‭ ‬الثدي،‭ ‬أو‭ ‬وجود‭ ‬ألم‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬الثدي‭. ‬

‭ ‬الماموغرام‭ ‬الوقائي‭:‬

‭ ‬يستخدم‭ ‬فى‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬أي‭ ‬تغير‭ ‬مرئي‭ ‬أو‭ ‬محسوس‭ ‬في‭ ‬الثدي‭. ‬ويكون‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬الاكتشاف‭ ‬المبكر‭ ‬لأي‭ ‬ورم‭ ‬قبل‭ ‬ظهور‭ ‬العلامات‭ ‬المرضية،‭ ‬وهو‭ ‬بدوره‭ ‬يحسن‭ ‬نتائج‭ ‬العلاج‭ ‬بصورة‭ ‬ملحوظة‭ ‬لاسيما‭ ‬عند‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهن‭ ‬على‭ ‬40‭ ‬سنة،‭ ‬أو‭ ‬اللواتي‭ ‬لديهن‭ ‬أقارب‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬مصابات‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭.‬

‭ ‬تصوير‭ ‬الثدي‭ ‬بالماموغرام

يستغرق‭ ‬فحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬نحو‭ ‬20‭ ‬دقيقة‭. ‬ويختلف‭ ‬جهاز‭ ‬الأشعة‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬الثدي‭ ‬عن‭ ‬أجهزة‭ ‬الأشعة‭ ‬الأخرى؛‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬وضع‭ ‬الثدي‭ ‬بين‭ ‬أجزاء‭ ‬الجهاز‭ ‬وتصويره‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬مختلفة،‭ ‬فتظهر‭ ‬فيها‭ ‬أنسجة‭ ‬الثدي‭ ‬بيضاء،‭ ‬والأنسجة‭ ‬الدهنية‭ ‬بلون‭ ‬داكن‭.‬

‭ ‬يتم‭ ‬ضغط‭ ‬الثدي‭ ‬باستخدام‭ ‬وحدة‭ ‬تصوير‭ ‬الثدي‭ ‬المخصصة،‭ ‬إذ‭ ‬يضغط‭ ‬الثدي‭ ‬بين‭ ‬لوحين‭ ‬متوازيين‭ ‬لتسوية‭ ‬سمك‭ ‬نسيج‭ ‬الثدي،‭ ‬بهدف‭ ‬زيادة‭ ‬جودة‭ ‬الصورة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقليل‭ ‬سماكة‭ ‬الأنسجة‭ ‬التي‭ ‬تخترقها‭ ‬الأشعة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬كمية‭ ‬الإشعاع‭ ‬المشتت‭ ‬الذي‭ ‬بدوره‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬الصورة‭ ‬وجرعة‭ ‬الإشعاع‭ ‬المطلوبة‭. ‬

وقد‭ ‬تشعر‭ ‬المريضة‭ ‬بألم‭ ‬بسيط‭ ‬أثناء‭ ‬الفحص‭ ‬نتيجة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الثدي،‭ ‬لذا‭ ‬يفضل‭ ‬إجراء‭ ‬الفحص‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الخامس‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الدورة‭ ‬الشهرية،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الثدي‭ ‬أقل‭ ‬احتقاناً،‭ ‬ومن‭ ‬ثمَّ‭ ‬يكون‭ ‬الشعور‭ ‬بعدم‭ ‬الارتياح‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭.‬

التصوير‭ ‬الرقمي‭ ‬للثدي‭ 

حتى‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬مضت،‭ ‬كان‭ ‬إجراء‭ ‬فحص‭ ‬الثدي‭ ‬بالأشعة‭ ‬يتم‭ ‬بأفلام‭ ‬الأشعة‭ ‬وأشرطة‭ ‬شاشة‭ ‬السينما‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬فيشهد‭ ‬تصوير‭ ‬الثدي‭ ‬مرحلة‭ ‬انتقالية‭ ‬نحو‭ ‬الكاشفات‭ ‬الرقمية‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عام‭ ‬2000‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الكاشفات‭ ‬يتم‭ ‬استخدام‭ ‬الحاسوب‭ ‬ومستقبلات‭ ‬رقمية‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الأفلام؛‭ ‬فهو‭ ‬نظام‭ ‬تصوير‭ ‬إشعاعي‭ ‬للثدي‭ ‬يحول‭ ‬الأشعة‭ ‬السينية‭ ‬إلى‭ ‬إشارات‭ ‬كهربائية‭  ‬تستخدم‭ ‬لإنتاج‭ ‬الصور‭ ‬ويمكن‭ ‬رؤيتها‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬الحاسوب‭ ‬أو‭ ‬طباعتها‭ ‬على‭ ‬فيلم‭ ‬خاص‭ ‬مماثل‭ ‬لتصوير‭ ‬الثدي‭ ‬بالأشعة‭ ‬السينية‭ ‬التقليدية‭.‬

وميزة‭ ‬هذه‭ ‬التقنية‭ ‬أنها‭ ‬تختصر‭ ‬مدة‭ ‬الفحص،‭ ‬وتسهل‭ ‬تخزين‭ ‬الصورة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬الحاسوب‭ ‬واسترجاعها‭ ‬للمقارنة‭ ‬بالفحوص‭ ‬اللاحقة،‭ ‬وإمكانية‭ ‬إجراء‭ ‬صور‭ ‬للثدي‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحا‭ ‬وبأحجام‭ ‬مختلفة،‭ ‬وإمكانية‭ ‬الكتابة‭ ‬على‭ ‬الصور‭ ‬حسب‭ ‬تقدير‭ ‬طبيب‭ ‬الأشعة‭.‬

إجراء‭ ‬الماموغرام‭ ‬الوقائي‭  ‬‮  ‬

‮ ‬‭ ‬لم‭ ‬يتفق‭ ‬الخبراء‭ ‬والمنظمات‭ ‬الطبية‭ ‬على‭ ‬إرشادات‭ ‬نهائية‭ ‬بخصوص‭ ‬السن‭ ‬المناسبة‭ ‬والفترات‭ ‬الزمنية‭ ‬لإجراء‭ ‬الماموغرام‭ ‬بصورة‭ ‬منتظمة‭. ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬الطبيب‭ ‬حول‭ ‬عوامل‭ ‬الخطر‭ ‬لديها،‭ ‬وفوائد‭ ‬وأخطار‭ ‬فحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬الوقائي‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬المرأة‭ ‬تقرر‭ ‬الجدول‭ ‬الزمني‭ ‬المناسب‭ ‬لها‭. ‬

في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬يتم‭ ‬فحص‭ ‬الثدي‭ ‬للسيدات‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬50‭ ‬إلى‭ ‬70‭  ‬عاماً‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭. ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬فحص‭ ‬روتيني‭ ‬للسيدات‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬الـ‭ ‬50‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الإصابة‭ ‬السابقة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬أو‭ ‬إصابة‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ (‬أم‭ ‬أو‭ ‬أخت‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬احتمال‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديها‭ ‬جين‭ ‬يجعلها‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لسرطان‭ ‬الثدي‭.‬

يبدأ‭ ‬إجراء‭ ‬الماموغرام‭ ‬بصورة‭ ‬منتظمة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬كالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬40‭ ‬عاماً‭ ‬بمعدل‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬العام،‭ ‬أو‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬عامين‭. ‬وتختلف‭ ‬الاقتراحات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬لكن‭ ‬الجمعية‭ ‬الأمريكية‭ ‬للسرطان‭ ‬تنصح‭ ‬بذلك،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تفضل‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬البدء‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬50‭ ‬عاماً‭. ‬

وضعت‭ ‬جمعية‭ ‬السرطان‭ ‬الامريكية‭ ‬سبع‭ ‬فئات‭ ‬قياسية‭ (‬BIRAD Scoring‭) ‬بناء‭ ‬على‭ ‬نتيجة‭ ‬فحص‭ ‬الثدي،‭ ‬وهي‭ ‬تعتبر‭ ‬خريطة‭ ‬طريق‭ ‬إرشادية‭ ‬لتقرير‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬إعادة‭ ‬التصوير‭: ‬

الفئة‭ (‬0‭): ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬صور‭ ‬تشخيصية‭ ‬إضافية،‭ ‬مثل‭ ‬السونار‭ ‬أو‭ ‬الرنين‭ ‬المغنطيسي‭ ‬لتحديد‭ ‬فئة‭ ‬المريض‭. ‬

الفئة‭ (‬1‭): ‬هنا‭ ‬تكون‭ ‬نتيجة‭ ‬الصورة‭ ‬طبيعية،‭ ‬فتنصح‭ ‬المرأة‭ ‬بإعادة‭ ‬الفحص‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬سنتين‭ ‬وبخاصة‭ ‬لمن‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهن‭ ‬على‭ ‬40‭ ‬سنة‭. ‬

الفئة‭ (‬2‭): ‬هنا‭ ‬تظهر‭ ‬الصورة‭ ‬ورما‭ ‬حميداً،‭ ‬ويصبح‭ ‬واجبا‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬إجراء‭ ‬الفحص‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬أو‭ ‬سنتين‭. ‬

الفئة‭ (‬3‭): ‬قد‭ ‬تظهر‭ ‬الصورة‭ ‬ورماً‭ ‬حميداً‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬مثبت،‭ ‬وهنا‭ ‬تحتاج‭ ‬المرأة‭ ‬للمتابعة‭ ‬كل‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭. ‬

الفئة‭ (‬4‭): ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬ورم‭ ‬خبيث،‭ ‬وهنا‭ ‬قد‭ ‬تحتاج‭ ‬المرأة‭ ‬لأخذ‭ ‬خزعة‭ ‬تشخيصية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عينة‭ ‬تؤخذ‭ ‬من‭ ‬الثدي‭ ‬لفحصها‭ ‬في‭ ‬مختبر‭ ‬الأنسجة‭ ‬والعينات‭ ‬بواسطة‭ ‬المجهر‭ ‬الضوئي‭. 

الفئة‭ (‬5‭): ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬احتمال‭ ‬كبير‭ ‬لوجود‭ ‬ورم‭ ‬خبيث،‭ ‬وهنا‭ ‬تحتاج‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬خزعة‭ ‬تشخيصية‭.‬

الفئة‭ (‬6‭): ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬خزعة‭ ‬تؤكد‭ ‬وجود‭ ‬ورم‭ ‬خبيث‭. ‬

الفحص‭ ‬الذاتي‭ ‬للثدي‭ ‬والماموغرام

يصعب‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬الماموغرام‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬الفتيات‭ ‬اليافعات‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬ازدياد‭ ‬كثافة‭ ‬الثدي‭ ‬لديهن‭. ‬لذا‭ ‬تنصح‭ ‬الفتيات‭ ‬بالبدء‭ ‬في‭ ‬الفحص‭ ‬الذاتي‭ ‬للثدي‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬سن‭ ‬الـ‭ ‬20‭. ‬وهو‭ ‬اختبار‭ ‬بسيط‭ ‬تجريه‭ ‬الفتاة‭ ‬بعد‭ ‬الدورة‭ ‬الشهرية‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬بصورة‭ ‬روتينية،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بفحص‭ ‬الثديين‭ ‬والإبطين‭ ‬باليد‭. ‬إن‭ ‬انتشار‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬الفحص‭ ‬الذاتي‭ ‬وفحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬كأدوات‭ ‬وقائية‭ ‬يزيد‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬إمكانية‭ ‬اكتشاف‭ ‬المرض‭ ‬مبكراً‭ ‬ويرفع‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬منه‭. ‬

فحوص‭ ‬وقائية‭ ‬إضافية‭ ‬

في‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬أصبحت‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬متابعة‭ ‬العمل‮»‬‭  ‬بعد‭ ‬الماموغرام‭ ‬الوقائي‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬جداً‭. ‬وهي‭ ‬تتكون‭ ‬من‭:‬

فحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬التشخيصي‭: ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬مثيرة‭ ‬للقلق‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حلها‭ ‬بالمعلومات‭ ‬المتاحة‭ ‬من‭ ‬الماموغرام‭ ‬الوقائي‭ ‬الفحصي‭. ‬وعندئذ‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تُستدعى‭ ‬المرأة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬لـ«تصوير‭ ‬الثدي‭ ‬بالماموغرام‭ ‬التشخيصي‮»‬‭. ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬يرصد‭ ‬الطبيب‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬الإضافية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬التقاطها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬تقني‭ ‬الأشعة،‭ ‬وربما‭ ‬يطلب‭ ‬فحص‭ ‬سونار‭ ‬للثدي‭.‬

فحص‭ ‬الثدي‭ ‬بالسونار

في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬تظهر‭ ‬أنسجة‭ ‬الثدي‭ ‬الغدية‭ ‬كمنطقة‭ ‬بيضاء‭ ‬وتغطي‭ ‬أي‭ ‬ورم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬كثافتها‭. ‬لذا‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬فحص‭ ‬السونار،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬فحص‭ ‬بواسطة‭ ‬الموجات‭ ‬فوق‭ ‬الصوتية‭ ‬لرؤية‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬بوضوح‭ ‬أكبر،‭ ‬والتمييز‭ ‬بين‭ ‬أنسجة‭ ‬الثدي‭ ‬الطبيعية‭ ‬والأورام‭ ‬الصلبة‭ ‬أو‭ ‬الحويصلية‭.‬

فحص‭ ‬خزعة‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬نسيج‭ ‬الثدي

في‭ ‬حال‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬تغير‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬فحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬يصعب‭ ‬معرفة‭ ‬طبيعتها‭ (‬ورم‭ ‬حميد‭ ‬أو‭ ‬خبيث‭)‬،‭ ‬يوصى‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬أخذ‭ ‬خزعة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬الموقع‭ ‬المصاب‭ ‬لفحصها‭ ‬مجهرياً‭ ‬لتحديد‭ ‬سبب‭ ‬الشذوذ‭ ‬بدقة‭. ‬وكانت‭ ‬معظم‭ ‬الخزعات‭ ‬تتم‭ ‬بعمليات‭ ‬جراحية‭ ‬وتحت‭ ‬تأثير تخدير موضعي‭ ‬أو‭ ‬عام‭. ‬وحالياً‭ ‬يتم‭ ‬معظمها‭ ‬بالإبر‭ ‬باستخدام‭ ‬موجات‭ ‬فوق‭ ‬صوتية‭ ‬أو‭ ‬التوجيه‭ ‬بالأشعة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬هي‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬أخذ‭ ‬العينة‭ ‬منها‭. ‬وهذه‭ ‬الخزعات‭ ‬الأساسية‭ ‬تتطلب‭ ‬تخديراً‭ ‬موضعياً‭ ‬فقط‭.‬


حدود‭ ‬تصوير‭ ‬الثدي

الصور‭ ‬الأولية‭ ‬للماموغرام‭ ‬ليست‭ ‬كافية‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬لتحديد‭ ‬وجود‭ ‬أمراض حميدة‭ ‬أو‭ ‬خبيثة على‭ ‬وجه‭ ‬اليقين‭.‬‮ ‬فاذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬شك‭ ‬بوجود‭  ‬بقعة‭ ‬مشبوهة‭ ‬يوصى‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬التشخيصية‭.‬

‮ ‬وتقييم‭ ‬صور‭ ‬الماموغرام‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬صعباً‭ ‬عند‭ ‬الرضاعة‭ ‬الطبيعية‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مسحوق‭ ‬أو‭ ‬مرهم‭ ‬على‭ ‬الثدي،‭ ‬أو‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المرأة‭ ‬قد‭ ‬خضعت‭ ‬لجراحة‭ ‬الثدي؛ لأنه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬يصعب‭ ‬اكتشاف‭ ‬بعض‭ ‬سرطانات‭ ‬الثدي‭. ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬المقارنة‭ ‬بين‭ ‬فحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬الحالي‭ ‬والفحوص‭ ‬السابقة‭ ‬ربما‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬التشخيص‭.‬

‮ ‬إن‭ ‬زراعة‭ ‬الثدي‭ ‬بالسليكون‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعوق‭ ‬أيضاً‭ ‬قراءات‭ ‬دقيقة‭ ‬للماموغرام؛‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬شفافة‭ ‬على‭ ‬الأشعة‭ ‬السينية،‭ ‬وقد‭ ‬تعرقل‭ ‬أي‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬للأنسجة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراءها،‭ ‬وبخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬زرع‭ ‬المادة‭ ‬قد‭ ‬وضع‭ ‬أمام‭ ‬الثدي‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تحته‭. ‬

‮  ‬ويجري‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬تقنيات‭ ‬تصوير‭ ‬الثدي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬وتحسين‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬الأورام‭ ‬الحميدة‭ ‬والخبيثة‭.‬

انتقادات‭ ‬فحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬

ان‭ ‬استخدام‭ ‬الماموغرام‭ ‬كأداة‭ ‬فحص‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬عرضة‭ ‬لنقاش‭ ‬مستمر‭. ‬فالهدف‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬الفحص‭ ‬الناجح‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬سرطانات‭ ‬الثدى‭ ‬المبكرة‭ ‬يتبعها‭ ‬نقصان‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬السرطانات‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬متأخرة‭. ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المراكز‭ ‬الطبية‭. ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭ ‬يشير‭ ‬النقاد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬بسبب‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬انخفض‭ ‬بنسبة‭ %‬30‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1990‭. ‬وتشير‭ ‬دراسات‭ ‬أجريت‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬وهولندا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ثلثي‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬الوفيات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬السرطان‭ ‬كانت‭ ‬بسبب‭ ‬فحص‭ ‬الماموغرام‭. ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬السلبيات‭ ‬للماموغرام‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬الخطأ‭ ‬في‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج‭ ‬الزائد،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعرض‭ ‬للإشعاع‭ ‬مما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬ضرر‭ ‬واضح،‭ ‬والذعر‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بالسرطان،‭ ‬وإجراء‭ ‬التدخلات‭ ‬الجراحية‭ ‬غير‭ ‬اللازمة‭. ‬

الخلاصة‭:

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬اختلاف‭ ‬الآراء‭ ‬بشأن‭ ‬نجاعة‭ ‬أو‭ ‬خطورة‭ ‬فحص‭ ‬الماموغرام‭ ‬فإننا‭ ‬نلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفحص‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬أداة‭ ‬وقائية‭ ‬تزيد‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬اكتشاف‭ ‬المرض‭ ‬مبكراً،‭ ‬وكذا‭ ‬نسبة‭ ‬الشفاء‭ ‬منه‭ ‬وبخاصة‭ ‬لدى‭ ‬السيدات‭ ‬اللواتي‭ ‬لديهن‭ ‬خطورة‭ ‬عالية‭ ‬لنشوء‭ ‬الورم‭ ‬السرطاني‭. ‬وهذا‭ ‬مما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الطمأنينة‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬تجنب‭ ‬القلق‭ ‬المفرط‭ ‬من‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭.‬

Show More

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Back to top button