By Reham Alawadhi
غلوب الكويت Globe Kuwait هو برنامج علمي وتعليمي عالمي أطلقته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بالتعاون مع وزارة التربية في أغسطس عام 2018.
والبرنامــج هــو الفــرع المحــلي لبرنامــج العالميين لمنفعة البيئة التعلم والرصد Global Learning and Observations to Benefit the Environment (اختصاراً: برنامج GLOBE) الذي أنشأته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا للجمع بين الطلبة والمعلمين والعلماء والمواطنين من أجل التعرف على البيئة وتهديدات التغير المناخي والارتقاء بالعلوم.
في إطار البرنامج، يتلقى الطلبة تدريباً على جمع البيانات مع اتباع المعايير والبروتوكولات العلمية، ثم تحميلها لمقارنتها ببيانات الأقمار الاصطناعية. ويوفرون بذلك معلومات دقيقة للبحث العلمي.
طُلب إلى الطلبة والمعلمين هذا العام تقديم مشروعات بحثية علمية، وكان هذا عنصراً جديداً في البرنامج كما تقول مريم عبد الرضا، مدرِّسة الأحياء في ثانوية طليطلة للبنات.
وتقول سارة السالم، وهي طالبة تبلغ من العمر 17 عاماً انضمت إلى البرنامج العام الماضي، إنها صارت تستمتع أكثر بالاستكشاف والتعلم عن البيئة بعد انضمامها إلى البرنامج. وقد تعلمت عن ألوان السماء والغلاف الجوي وأنواع السحب وأشكالها. وتقول السالم: “أنا أقدر البيئة لأنها تمثل الجمال الطبيعي”.
وتناول مشروعها البحثي الأمطار الحمضية. وترى أنه على الرغم من أن عملية الكتابة كانت مهمة صعبة واستغرقت وقتاً طويلاً منها فإنها تستحق العناء.
في العام الماضي، حضر الطلبة الاجتماع السنوي الثالث والعشرين لبرنامج GLOBE في ميشيغان، بالولايات المتحدة، حيث لمست سارة الشغف المتقد لدى الطلبة. وقالت عبد الرضا إنه بعد أن شاهدت بقية الطلبة من جميع أنحاء العالم وهم يعرضون مشروعاتهم البحثية، كان عليها أن تقدم وتعرض مشروعها لتبيِّن للحاضرين أن لدى الكويت أشخاصاً تفتخر بهم.
وقالت: “لقد شجعها ذلك وبقية الطالبات لدرجة أنهن ظللن يلححن علي بعد عودتنا، ويسألنني متى يمكنهن تنفيذ مشروع بحث علمي خاص بهن … لم أر مثل هذا من قبل مع برامج أخرى في المدرسة”.
من أجل المساعدة على إعداد الأوراق البحثية، اختير خبراء في مختلف المجالات العلمية من الكويت إما للمشاركة في ورش العمل أو للتوجيه والمساعدة خلال عملية البحث والكتابة. وكان بين الخبراء، على سبيل المثال لا الحصر، مهنيون من مركز الكويت للتحكم والأرصاد الجوية Kuwait Control and Meteorological Center، ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، وأعضاء هيئة التدريس من مختلف الأقسام في جامعة الكويت، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، وعالم فلك من مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي.
كانت زهراء العلي ، طالبة الدكتوراه في العلوم البيئية والموارد الطبيعية والعضو في مجموعة أبحاث النظام البيئي الطبيعي والتكنولوجيا Natural Environmental System and Technology research group (اختصاراً: مجموعة NEST)، واحدة من المهنيين العاملين مع الطلبة والمعلمين.
وقالت العلي إنه “من خلال الزيارات المتكررة لأعضاء من فريق [مجموعة NEST]، تمكن الطلبة من تطوير منهجية واضحة للبحث العلمي وإجراء تجربة علمية متكاملة، وأخيراً كتابة البحث العلمي”.
يوفر هذا النوع من البرامج، بحسب العلي، فرصة لتشجيع الطلبة منذ الصغر على تعلم أسس البحث العلمي بكفاءة عالية.
وقالت العلي: “هكذا، نرتقي إلى مصاف الدول المتقدمة ونواكب كل ما هو جديد، وهذا يجعل الطلبة يشعرون بالمسؤولية في المحافظة على الموارد البيئية وابتكار طرائق للحفاظ عليها”.
أما بالنسبة لها كمهنية علمية، فإن البرنامج منحها فرصة لسماع أفكار الشباب ومشاهدة روح المسؤولية العالية لديهم تجاه المحافظة على البيئة ومواردها، إضافة إلى شغفهم بتعلم كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا وما يوفر الوقت والجهد في استخراج المعلومات.
شعرت عبد الرضا أيضاً أن البرنامج والطلبة أنفسهم قد غيروها. وعن ذلك قالت: “كانت طالباتي يشجعنني على العمل أكثر على نفسي، وتعلم المزيد عن التغير المناخي والبيئة”. وأضافت: “البرنامج أنعش ذهني وسمح لي بأن ألاحظ أشياء جديدة في الكويت مثل هجرة الطيور وندرة الحشرات. بدأت في طرح أسئلة أكثر عن الأشياء وتطوّرت لدي رغبة في فهم الكيفية التي حدثت بها هذه التغييرات البيئية على مر السنين”.