تعبر العقبان المنقطة الكبيرة الكويت أثناء هجرتها كل عام، وتتوقف فيها لمدة قصيرة خلال فصل الشتاء. ونظرًا لتضاؤل أعدادها، أدرجت هذه الطيور الكاسرة على أنها معرضة للخطر في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة International Union for Conservation of Nature (اختصارًا: الاتحاد الدولي IUCN) للأنواع المهددة بالانقراض.
ويتعاون فريق عدسة البيئة الكويتية حاليًا مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (كيفاس)، تحت إشراف الهيئة العامة للبيئة، لتعقب وحماية هذه الطيور الجارحة، وذلك بهدف تشجيع الاهتمام بأبحاث المحافظة على الحياة البرية. بدأ المشروع عندما انضمت عدسة البيئة الكويتية، وهو فريق من المصورين المتطوعين يتركز نشاطهم على حفظ الحياة البرية، إلى مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتعقب العقاب المنقط الكبير باستخدام أجهزة إرسال تعتمد على النظام العالمي لتعقب المواقع GPS والنظام العالمي للاتصالات المتنقلة GSM. تبيَّن للفريق من خلال التجربة مدى صعوبة الإمساك بالعقبان وتعليق أجهزة التعقب عليها، لذلك استعانت عدسة البيئة الكويتية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي في ديسمبر 2019 بالخبير المستقل مايك ماكغرادي Mike McGrady الذي لديه خبرة سابقة في التقاط الطيور وتثبيت أجهزة التعقب في ظهورها.
قال ماكغرادي: “إن الفكرة تعتمد على دراستها وجمع معلومات عنها انطلاقًا من قاعدة في الكويت”، مضيفًا أنهم يخططون للتواصل مع جهات حفظ الطبيعة في روسيا حيث توجد مواقع تكاثر هذه الطيور. باستخدام بيانات التعقب، يمكن أن يعرف العاملون في مجال الحفاظ على الطبيعة المزيد عن موائل هذه الطيور ومن ثم نوعية أكلها. وبفضل تعقب الارتفاع على أجهزة الإرسال، يمكن للباحثين وضع نمذجة ثلاثية الأبعاد للكيفية التي يتحرك وفقها الطائر بالنسبة إلى التضاريس. وتعد هذه معلومات مهمة جدًا لتخطيط البنية التحتية، مثل بناء مزارع الرياح، حرصًا على تجنب التعدي على موائل الحيوانات المعرضة للخطر. كما يمكن استخدام التعقب لمراقبة المناطق التي تتراجع فيها أعداد الطيور، وهذا ما يجعله “أمرا أساسيًا لقضايا المحافظة على الطبيعة”، كما يقول ماكغرادي. في عام 2020، أثمر التعاونُ وضعَ جهازي تعقب على ظهر عقابين منقطين كبيرين؛ ونجح البرنامج في تعقب الطائر الأول إلى طهران لكنه لقي حتفه بعد فترة وجيزة.
يقول ماكغرادي: “اجتاز الطائر الآخر مسافة كبيرة باتجاه الشمال، وأمضى الصيف متجوِّلًا بين كازاخستان وروسيا”. يصعب الإمساك بالعقبان المنقطة الكبيرة، لذا عندما تمكن العاملون في البرنامج من التقاط عقاب السهوب (المصنف على أنه مهدد بالانقراض على قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة) قرروا توسيع نطاق عملهم وتعقب هذا الطائر أيضًا. ولكن، قال ماكغرادي، العقبان المنقطة الكبيرة ستظل محور تركيز المجموعة. وأوضح أن هذه العقبان “هي النسور التي يتوفر عنها أقل قدر من المعلومات في أوروبا على الأرجح، ونحتاج بشدة إلى جمع معلومات أساسية حول إيكولوجيتها”.
وقال إن الفكرة تقوم حاليًا على استخدام تعقب العقبان المنقطة الكبيرة “كأساس لتشجيع الحفاظ على الحياة البرية بشكل عام”، وتحقيق هدف مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتعزيز الثقافة العلمية. يتحدث الفريق بالفعل عن مخرجات البحث التي قد تسفر عنها جهودهم، ويعملون على التعرف على المهتمين محليًا بالحفاظ على الطبيعة ويمتلكون المهارات لذلك للتوسع في هذا المشروع.