في العـام 2020 تعيـَّن على شركة هـواوي ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي أن تتوصلا إلى حلول مبتكرة لبرنامجهما السنوي بذور المستقبل Seeds for the Future. لقد حتَّمت جائحة كوفيد19- إعادة صياغة البرنامج، الذي كان يُنظَّم حضورياً، لتنظيمه عبر الإنترنت. لكن هذا لم يقلل من تأثيره. فبعد إنهاء البرنامج حصل المشاركان الكويتيان ياسمين بورزق وناصر الصقعبي على وظيفة في شركة هواوي بالكويت.
قالت بورزق، وهي خريجة برامج هندسة الإلكترونيات والاتصالات بكلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا، إن البرنامج كان “بمنزلة مفتاح سحري فتح أمامي أبواباً كثيرة”.
بذور المستقبل هو برنامج هواوي الرائد في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركة. ويهدف البرنامج الذي انطلق في العام 2008 إلى تطوير المواهب المحلية الماهرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتنامي، وتعزيز التواصل بين البلدان والثقافات. دُعي الطلاب الكويتيون إلى التقدم للبرنامج أول مرة في العام 2015. وشملت مجموعةُ العام 2020 أربعين طالباً من مختلف جامعات البلاد.
في الظروف العادية يسافر الطلبة الذين يقع عليهم الاختيار للمشاركة في البرنامج إلى الصين مدة أسبوعين للتعرف على التقنيات الناشئة والتواصل مع طلبة وخبراء آخرين في هذا المجال. لكن في ذلك العام، جعل الوباء السفرَ إلى الصين مستحيلاً، وتعيَّن نقل البرنامج وتنظيمه عبر الإنترنت. وعلى الرغم من ذلك قال الصقعبي إن البرنامج وفَّر بيئة تعاونية عمل فيها الطلبة معاً لحل المشكلات وصقل مهارات الاتصال والقيادة لديهم. وأضاف الصقعبي: “أهم ذكرياتي هي عندما كنت وزملائي في الفصل نحاول أن يساعد بعضنا بعضاً، لإنجاز بعض المهام الصعبة وفهم مادة البرنامج”. نال الصقعبي كذلك شهادته الجامعية من كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا حيث تخصص في هندسة الحاسوب.
أما أغلى ذكريات ياسمين بورزق عن برنامج بذور من أجل المستقبل فهي عن دوراتها التدريبية حول التقنيات المتطورة. فقد قالت إن أفضل جزء هو تعلُّم “كيف نبقى مطلعين على أحدث الابتكارات التكنولوجية”. يتضمن المنهج الأساسي للبرنامج موضوعات تُعَد حديث الساعة، مثل تكنولوجيا الجيل الخامس 5G والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. ويمكن للطلبة أيضاً متابعةُ دورات اختيارية مثل الاقتصاد الرقمي واتجاهات الإنترنت.
بعد مشاركتهما في برنامج بذور من أجل المستقبل 2020، عينت هواوي بورزق والصقعبي مهندسَين لتطوير الأعمال في مجال الحوسبة السحابية. وقال الصقعبي إن ما مكَّنه من أن يخطو هذه الخطوة في حياته المهنية هي المعرفة والصلات والخبرة العملية التي اكتسبها من برنامج بذور من أجل المستقبل. وأكمل: “لقد منحني ذلك ميزة مهمة جعلتني قادراً على الانضمام إلى شركة مرموقة مثل هواوي”.