الليزر والأمراض الجلدية … أشعة النضارة والشباب
بقلم: د. محمد فيحان العتيبي
أشعة الجمال والنضارة والعلاج.. بهذه الكلمات يمكن وصف الاستخدامات الحديثة لليزر في علاج عدد من الأمراض الجلدية، وإضفاء لمسات جمالية على الجلد والشعر والبشرة، صارت مطلباً تراه شريحة كبيرة من المجتمع من الجنسين أمراً ضرورياً في العصر الحديث.
والليزر (LASER) من أحدث التقنيات المستخدمة في علاج الأمراض الجلدية ومنها الوشم، وشامات البشرة، والتقرنات الزهيمية، والثآليل، والأوعية الدموية الشعرية. ومنذ عام 1960، عندما فاز ثيودور هارد مايمان بجائزة نوبل لاختراعه أول جهاز ليزر، حدث تقدم تقني هائل وسريع في استخدامات ذلك الجهاز ذي الأنواع المتعددة.
تتميز أشعة الليزر عن الضوء العادي بثلاث خصائص:
أولاً: ضوء الليزر يسير في اتجاه واحد، وبهذه الطريقة لا يكون هناك تشتيت للحزمة الضوئية.
ثانياً: يتألف الليزر من لون واحد أو طول موجة واحدة.
ثالثاً: تتحرك أشعة الليزر بطريقة متوازية.
ويعمل الليزر عن طريق تحويل الشعاع المنبعث منه إلى طاقة حرارية تنتقل إلى الأنسجة المستهدفة، مثال ذلك الميلانين في بصيلات الشعر و الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء. ويمكن أن ينفذ شعاع الليزر إلى الأنسجة المجاورة في الجسم دون أن يترك آثاراً جانبية.
أنواع أجهزة الليزر
ثمة أنواع عدة لأجهزة اللزر في تشخيص وعلاج الأمراض الجلدية، منها:
1. ليزر الأوعية الدموية
يستهدف مادة الهيموغلوبين الموجودة داخل كريات الدم الحمراء، ويستخدم في علاج الأوعية الدموية الشعيرية التي ترى بوضوح في الجلد متمثلة بوحمات دموية. وتعتبر هذه الوحمات الأكثر شيوعاً لدى الأطفال، وتظهر في أي مكان بالجسم وبأحجام مختلفة. وتنقسم إلى ثلاثة أنواع؛ السطحية والعميقة والمركبة. ويتمثل دور الليزر في علاج النوع السطحي عن طريق الليزر الوميضي من خلال جلسات متعددة ومتكررة، ويمكن استخدام هذا النوع من الليزر لجميع الأعمار. ويستخدم هذا النوع من الليزر في علاج تمدد الشعيرات الدموية والوحمات الوعائية الشعيرية، وتسمى أيضاً بالوحمات الملتهبة، وتتميز بوجودها منذ الولادة، وتظهر على شكل بقعة حمراء دون أي بروز على سطح الجلد.
2. ليزر الوحمات الصبغية: ويستخدم في علاج الوحمات الصبغية من نوع أوتا.
3. ليزر التقشير: مثال ذلك ليزر ثاني أكسيد الكربون الذي يستخدم في إزالة التجاعيد العميقة، وتقشير الوجه. ومن مضاعفات هذا الليزر ظهور ندبات وتصبغات، وأحياناً التهابات فيروسية، فلا بد من إعطاء المريض أدوية مضادات للفيروس قبل الجلسة.
4. ليزر أكزايمر: ويستخدم في علاج البهاق والصدفية.
5. ليزر إزالة الشعر (الأكسندريت): يعتبر من أكثر أنواع الليزر استخداماً وانتشاراً في الوقت الحالي، والفكرة الرئيسية في إزالة الشعر بالليزر تنحصر في توجيه شعاع الليزر حزمة ضوئية من الطاقة إلى جزء الشعرة، ومن ثم تمتص البصيلة هذه الأشعة مما يؤدي إلى تدميرها فيتوقف نمو الشعرة، ويناسب هذا النوع من الليزر الجلد الأسمر.
6. الدايود ليزر: وهو من الأجهزة الحديثة لإزالة الشعر، وفعاليته مقاربة لجهاز الأكسندريت.
ولا بد هنا أن نوضح أن طريقة إزالة الشعر بالليزر تطورت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة حتى أصبحت طريقة شائعة ومقبولة طبياً للكثير من الناس، حيث كثرت الأجهزة والأطوال الموجية المستخدمة لتناسب جميع ألوان الجلد والشعر. وهي تحتوي على تبريد ذاتي يعمل على تبريد سطح الجلد قبل تعرضه لأشعة الليزر لكي لا يتعرض لأي احتراق.
إزالة الشعر
نمو شعر السيدات وخاصة في أمكنة غير مرغوب فيها كالذقن أو الصدر بكميات كبيرة، حيث تكون الشعرة سميكة وداكنة مثل شعر الرجل، تجعل النساء يتوجهن إلى المراكز الطبية المتخصصة لإزالته.
وأسباب ظهور الشعر غير المرغوب فيه، قد تكون مرضية، وتتمثل في زيادة هرمون التستوستيرون نتيجة لتكيس المبايض، أو أورام الغدة فوق الكلوية، أو بسبب بعض الأدوية مثل الكورتيزون. كما قد يكون لأسباب غير مرضية، نتيجة زيادة حساسية بصيلات الشعر للهرمون مع ملاحظة ما يأتي:
- نسبة الهرمون في الدم طبيعية.
- انتظام الدورة الشهرية.
وظهور الشعر في تلك الأمكنة يسبب آلاماً نفسية شديدة للفتاة، وقبل العلاج يجب أولاً استبعاد وجود أسباب مرضية، وذلك عن طريق إجراء تحاليل لهرمونات الذكورة، وأشعة موجات فوق صوتية للحوض، ثم وصف العلاج المناسب إن اقتضى الأمر، واللجوء لإزالة الشعر.
وهناك طرق معتادة لإزالة الشعر مثل استخدام الشمع أو كريمات معينة أو الشفرة، لكن الأفضل هو الليزر. مع ضرورة التأكيد على أن الليزر لا ينتج عنه إزالة دائمة للشعر؛ إذ إن ما يفعله الليزر هو أنه يحول الشعر الدائم إلى شعر مثل شعر الرضيع.
ويقوم الطبيب بناء على علمه وخبرته المكتسبة بتحديد نوع الليزر المناسب لإزالة الشعر مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الشعر ولون الجلد.
والليزر لا يزيل الشعر %100، لكنه يقوم بإضعاف وإتلاف جذور الشعر، فتضمر بصيلات الشعر وتقل كثافته بعد نحو 3 – 6 جلسات على فترات متباعدة، أي من 3 إلى 6 أسابيع، وهذا يعتمد على المنطقة المراد علاجها. ومثال ذلك أن الوجه يتطلب جلسات تراوح بين 3 و4 أسابيع، في حين تتطلب الساقان عدداً أقل من الجلسات. وعادة ما يظهر الشعر بعد أسبوعين أو ثلاثة.
وفائدة الليزر أنه يزيل الشعر الداكن دون إحداث تأثير على الجلد، مع مزية السرعة؛ إذ إن شعاع الليزر يستغرق جزءاً من الثانية ليقضي على عدد من الشعيرات.
جلسة الليزر
وإزالة الشعر بالليزر ليست عملية سهلة؛ فلابد من التدريب الكافي على استخدام الجهاز المناسب من قبل الطبيب حتى لا تحدث مضاعفات، مثل حروق الجلد، وتصبغه. ويجب عدم إزالة الشعر قبل الليزر بفترة كافية، كي ينمو جزء من الشعر، لأن شعاع الليزر يستهدف أساساً جذور الشعر. وليست كل أنواع الشعر مناسبة لليزر، فالشعر الوبري (الضعيف) يزداد سمكاً وكثافة مع استخدام الليزر. وعند استخدام الليزر لإزالة شعر الوجه يجب استخدام واقيات الشمس بعد الجلسة. وبعد إزالة الشعر بالليزر يجب وضع كريمات مضادة للالتهاب، كما ينصح باستخدام الثلج. ومدة جلسة الليزر تكون حسب كثافة الشعر، وهناك حالات يفضل فيها عدم استخدام الليزر، ذكرناها سابقاً. أما بالنسبة للحوامل فلا يوجد دليل ثابت على إحداث الليزر أضراراً لها؛ لأن شعاعه لا يخترق الجلد بعمق، لكن يفضل الانتظار الى أن تتم الولادة.
تسمير الجلد
يستخدم بعض الأشخاص الأشعة فوق البنفسجية غير الحارقة من النوع (أ) لتسمير الجلد، لكن لهذا الاستخدام عواقب خطرة؛ فقد أظهرت الدراسات العلمية أن لتلك الأشعة أخطاراً عديدة تقسم إلى نوعين: الأول أخطار عاجلة، وتحدث فوراً بعد التعرض لأشعة الشمس مثل حرق الشمس، وتورم الجلد الذي قد ينتج عنه أحياناً صدمة دموية تستلزم التدخل الطبي العاجل. أما الأخطار الآجلة فتسبب ضموراً في الألياف الكولاجينية المطاطة (ELASTIN) والرخوة (COLLAGEN) تحت البشرة، مما ينتج عنه شيخوخة مبكرة تظهر معالمها على شكل تجاعيد في الوجه، وتبدأ أولاً حول العينين وتمتد إلى باقي الوجه. وقد تظهر مبكراً عند الابتسامة، و بعد ذلك تظل ثابتة طول العمر.
والأشعة فوق البنفسجية من النوع (أ) ليست سبباً مباشراً لاحتراق الجلد، إلا أنها تسبب أنواعاً من النمش، وعند بعض الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة وبخاصة حبوب منع الحمل تساعد على ظهور الكلف على الوجنتين، في حين يعتبر سرطان الجلد من أهم العواقب الآجلة للتعرض المستمر لهذه الأشعة.
وينصح الأطباء بتجنيب البشرة أشعة الشمس المفرطة، من خلال تجنب أوقات الذروة لأشعة الشمس، فضلا عن استخدام رداءات الشمس التي يكون عامل وقايتها 30 أو أكثر، إضافة الى لبس الملابس الفضفاضة البيضاء.
آثار جانبية
ليس هناك أي مضاعفات لاستخدام أشعة الليزر في علاج الأمراض الجلدية والحصول على النضارة والجمال. فهي طريقة آمنة إلى حد كبير، لكنها لا تخلو من بعض الآثار الجانبية مثل حدوث تصبغات وبقع في الجلد إذا استخدم من قبل شخص ليس لديه خبرة. وهي لا تسبب سرطان الجلد ولا تخترق الطبقات تحت الجلد، لذلك ليس لها أي تأثير في الأعضاء الداخلية كالرحم أو المبايض عند النساء اللواتي يستخدمن الليزر لإزالة الشعر.