تفضل حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح – حفظه اللهُ ورعاه- فشمل برعايته وحضوره في الخامس من ديسمبر الماضي الحفل الذي أقامته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتوزيع جوائزها السنوية، إضافة إلى جائزة السميط للتنمية الأفريقية، وجائزة أنور النوري لأفضل أطروحة دكتوراه في التربية.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح – حفظه الله- ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، والوزراء، وكبار المسؤولين في الدولة.
مرسى المعرفة و حاضنة العلماء
وقال المدير العام للمؤسسة الدكتور عدنان شهاب الدين في كلمته في الحفل إن هذا اللقاء العلمي السنوي أضحى منذ عام 1979 منارة جامعة لنخبة من الباحثين والعلماء في العالم، الذين تكرمهم دولة الكويت نظير ما قدموا من خدمات جليلة للبشرية، وما أسهموا من إنجازات عظيمة كان لها أثر بالغ في تطور المجتمعات وتقدمها.
وأضاف أن ما نشهده اليوم من تقدير للعلم وتكريم للعلماء ليس بغريب على هذا الوطن المعطاء الذي لطالما كان عبر تاريخه واحة للقيم النبيلة، ومرسى للمعرفة، وحاضنا للعلماء والمهنيين، ومرحبا بحمَلة التنوير الثقافي، وصهر ذلك كله في بوتقة واحدة لإثراء معارفه وازدهار اقتصاده وتعزيز أمنه مع المحافظة على هويته الوطنية.
وأوضح أن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، التي كان لقيادة الكويت الحكيمة وقيادات القطاع الخاص المستنيرة الدور الأساسي في تأسيسها عام 1976، أصبحت بفضل الرعاية السامية والتوجيه المتواصل من سمو أمير البلاد رئيس مجلس إدارتها منارة علمية رائدة، تؤدي دورا حيويا في تحفيز المجتمع العلمي في الكويت، وتطوير قدرات القطاع الخاص، وفي كونها صلة وصل بين المؤسسات المحلية ونظيراتها العالمية المرموقة. كما تولي المؤسسة اهتماما خاصا لدعم الشباب وتشجيعهم.
آفاق الثورة الرابعة
وأشار إلى ما يشهده العالم حاليا من تطبيقات ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، وأبرز شكل لها الذكاء الاصطناعي، التي تتضمن آفاقا مذهلة من التطور التكنولوجي ستؤثر في جميع المجالات، لاسيما الصحة والاقتصاد والتعليم، وستندثر معها العديد من الوظائف في كل القطاعات، وتنشأ وظائف جديدة تحتاج إلى معرفة متخصصة وتدريب متميز.
واختتم كلمته بالقول إن هذه المستجدات المتسارعة تستدعي منا العمل على تعزيز دور العلم في تطوير المجتمعات، والتعامل مع تحدياتها، والحد من معاناتها، مضيفا أن احتفال المؤسسة اليوم يعزز هذا التوجه، ويرسخ الرسالة الأساسية لها المتمثلة في تحفيز القدرات البشرية وتنميتها لتساهم في بناء قاعدة صلبة للعلم والتكنولوجيا والابتكار، وتعزيز البيئة الثقافية الممكنة لذلك.
وشهد الحفل تكريم لسمو أمير البلاد للفائزين بجوائز المؤسسة، وجائزة السميط للتنمية الأفريقية، فيما قدمت المؤسسة هدية تذكارية لسمو أمير البلاد تمثلت في زراعة 400 شتلة من شتلات نبات الصفصاف دائمة الاخضرار، تعبيرا عن رسالة المؤسسة في تعزيز التنمية المستدامة في البلاد، والحفاظ على البيئة وصون مواردها.