أسعد الفارس
يقترن اسم الصقور في ذهن المواطن العادي بأنواع محددة من الطيور الجارحة، وذلك لاستخدامها في رياضة القنص والصيد، غير أن الصقور في الحقيقة هي عائلة من رتبة الطيور الجارحة Falconiforms وفيها ما بين 38-35 نوعاً مميزاً من الصقور، فكل نوع له صفاته الخاصة، وشكله، وسلوكياته، والبيئة التي يعيش فيها.
ولكثير من الأنواع سلالات إقليمية وفقاً للقارات والأقاليم والبيئات التي تعيش فيها. ومن بين كل هذا الكم من الأنواع والسلالات توجد سبعة أنواع ذات أهمية كبيرة في صيد الحيوانات فهي وحدها المعنية والجديرة باسم الصقور، حيث تمتاز بالقوة والرشاقة وسرعة الطيران، والقدرة على جرح الفرائس واصطيادها بمخالبها الحادة. غير أن معظم هذه الأنواع تعود إلى جنس الصقر Falcon المتعدد الأنواع.
الصفات العامة للصقور
تتميز هذه المجموعة من الطيور برسغ عارٍ من الريش، وبأجنحة ضيقة غير عريضة حادة النهاية، والأنثى بشكل عام أكبر من الذكر، وهي قليلة الصوت، ولبعضها أصوات حادة. لا تبني الصقور أعشاشاً واضحة وقد تبيض في العراء، ولها براثن (مخالب) حادة تستطيع بواسطتها تمزيق جسم الفريسة بسهولة، وكثيراً ما تُرى واقفة وقفة تحفز وجاهزية تنظر نحو الأعلى لتستطلع الأجواء، وما يحيط بها، وبعض أنواعها كانت ولا تزال طيور القنص والصيد المفضلة في كثير من بلدان العالم، فطائر العوسق KESTREL يعد من أصغر الطيور الجارحة التي يستخدمها الهواة الغربيون في الصيد، وحمل هذا الطائر وتدريبه هو بداية الهواة في تعلم وممارسة هواية الصيد ، إذ يتدرج الهاوي بعدها لاستخدام الشاهين Peregrine والصقر الحر الوكري Lanner وغيرهما من الصقور المشهورة. أما من الناحية التاريخية ، فقد عُرف العرب (ومن قبل الإسلام) بأنهم أول من استخدم الصقر في الصيد، هم يطلقون كلمة «الصقر» على الصقر الحر فقط، ثم استخدموا الباز والشاهين في الصيد بعد أن توطدت علاقتهم بالشعوب الأخرى. أما الصقر الحر Saker falcon فقد عرف حديثاً من قبل هواة الصيد في دول أوروبا الغربية وإفريقيا لأنه لا يستوطن في تلك البلدان، ولكنه منذ القدم يعرفه سكان أوروبا الشرقية لأنه يستوطن ويبني أعشاشه في تلك المنطقة ، كما أن الأوروبيين يعرفون الصقر Gyrfalcon أو صقور المنطقة المتجمدة الشمالية ، ويستخدمونها منذ زمن بعيد لأنها تستوطن في بلدان شمال أوروبا وشمال أمريكا وكندا.
وليست الصقور وحدها المعروفة في رياضة الصيد فقد يستخدم الصيادون الباز Goshawk والعقبان Eagles في هذه الرياضة، وخصوصاً في بعض البلدان الآسيوية. ويمكن القول بأن الصداقة والتعاون بين البشر والصقور قد توثقت منذ أمد بعيد، فقد كانوا ولا يزالون يدربونها على الصيد؛ لأن الصيد من طباعها وغريزتها، ولتألفهم ولتسمح لهم بمشاركتها بمتعتها للصيد مقابل إيوائها وحمايتها والاعتناء بها.