عندما أغلقت المدارس قبل إنهاء العام الدراسي، أطلقت أكاديمية التقدم العلمي، أحد مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، منصة إنارة لتكون موردًا رقميًا لإتاحة الفرصة للطلبة للحصول على تجربة تعليمية كاملة من المنازل.
وقال الدكتور زياد نجم المدير التنفيذي للأكاديمية: “لقد بادرت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لإيجاد طريقة لضمان مواصلة الطلبة تعليمهم”. وأشار إلى منصة إنارة توفر ملاذًا للطلبة حيث يجدون موارد تعليمية موثوقة.
وأضاف نجم إن إطلاق المنصة كان حلا مؤقتًا بناءً على اعتقاد المؤسسة أن الانقطاع عن التعليم لمثل هذه الفترة الطويلة ستكون له نتائج سلبية. وقال: “كل من عمل في التدريس يعرف مدى صعوبة إعادة تحفيز عزيمة الطلبة للبدء من جديد بعد عطلة الصيف”.
وإنارة هي جزء من برنامج الاستجابة الطارئة لمواجهة فيروس كورونا المستجد التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي الذي أعد كخطة شاملة لدعم المجتمع الكويتي أثناء الأزمة.
وتوفر إنارة كمنصة مركزية وبالمجان محتوى تعليميًا تعده جهات محلية متخصصة بما يتماشى مع مناهج وزارة التربية، وهو موجه بشكل أساسي إلى طلبة المدارس الحكومية من الصف الأول إلى الصف الثاني عشر.
وبفضل واجهة سهلة الاستخدام، يقدم موقع إنارة الإلكتروني دروسًا للتعلم الذاتي مصنفة وفقًا للسنة الدراسية، ومقسمة حسب الموضوع والفصل لتعكس ما يحتويه الدرس في الكتاب المدرسي. ويختار الطلبة حصة تناسب احتياجاتهم، مثل شرح عبر الفيديو أو تمرين، فيتاح لهم قدر كبير من الاستقلالية والقدرة على التحكم.
وقال نجم: “إنها عملية بسيطة. سجِّل. اختر موضوعك. اختر الدرس. وابدأ بالتعلُّم”.
ولضمان استمرارية تحسين الجودة وتلبية معايير القطاع، تدعو المنصة الطلبة إلى تقييم محتواها. وهكذا يُزال المحتوى المُنتقد فورا ويخضع للفحص والتمحيص. كما تعتزم أكاديمية التقدم العلمي مراجعة المحتوى بالاستعانة لجنة من المعلمين ومصممي المحتوى التعليمي.
وقال الدكتور خالد الرشيد، الأستاذ المشارك في جامعة الكويت والمدير العام السابق لفرع منظمة اليونسكو في الكويت: “إن منصة إنارة التعليمية تتميز بمواصفات تقنية عالية الجودة. … لقد أثرت بالفعل المناهج التقليدية من خلال تنويع مصادر المعرفة”.
وتتطلب اتفاقية الترخيص أن تتوقف إنارة عن العمل في بداية العام الدراسي الجديد، ومن ثم فإن مستقبل المنصة قيد المناقشة حاليًا. وقال نجم: “كان هدفي الرئيسي هو وضع أكاديمية التقدم العلمي في موقع يجعلها كيانا موثوقا به يمكنه العمل مع كل من الحكومة والقطاع الخاص ويمكنه التوصل إلى حل عملي”.
وفي ما يتعلق بالمستقبل، فإن لدى إنارة مبادرات مختلفة لدعم التعليم أثناء الجائحة. وسيقوم برنامج “إنارة للتعليم” بتدريب المعلمين على التعامل مع التعليم في بيئة افتراضية، فيما سيساعد برنامج “إنارة في المنزل” الأهالي على الاستجابة لتحديات تعليم أبنائهم في المنازل عبر الإنترنت.