ميثم خاجه .. سرطان الثدي والبصل وكوفيد 19… توسيع حدود علم الأدوية
بقلم جيفري مارتن
يؤمن د. ميثم عباس خاجه أن الاكتشافات العلمية الملموسة تأتي من مزيج من التوجيه والعمل الجاد والتخطيط طويل الأمد والتعاون بين مختلف المجالات العلمية.
وهو يقول: “إن التوجيه بالذات مهم جدًا. فمن دونه ستزحف كسلحفاة في أبحاثك”. هذه ليست مجرد كلمات، لأن لدى خاجه رصيدا بحثيا يثبت مدى نجاح منهجه. حاز د. خاجه على درجة الدكتوراه من جامعة كالغاري University of Calgary بكندا في علوم الجهاز الهضمي والمناعة، وهو من الباحثين البارزين في هذا المجال.
وقد اكتسب خبرته البحثية الرئيسية في علم الأدوية الجزيئي في الاضطرابات المتعلقة بالمناعة والأورام. وتركز دراساته على مسارين: الأبحاث المتعلقة بالأورام [السرطان]، والبحث في الآليات الكامنة وراء سرطان الثدي باستخدام خطوط الخلايا المختلفة والتحقيق في التهاب القولون المزمن [التهاب الأمعاء] باستخدام نمذجة محفزة كيميائياً من التهاب القولون
في الفئران.
تقديراً لجهوده، فاز الأستاذ المشارك ورئيس قسم الصيدلة والمداواة بجامعة الكويت بجائزة جابر الأحمد للباحثين الشباب في مجال العلوم الطبية والطبية المساعدة لعام 2020 التي تمنحها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (كيفاس).
يقول خاجه إن “وظيفتك الرئيسية كعالم هي في الواقع تحسين العلم وصناعة المعرفة لأن العلاجات الحالية محدودة، وهناك دائمًا محدودية من حيث الكفاءة. لا يوجد علاج مثالي لأي مرض حتى الآن، وهذا هو التحدي الرئيسي في العلم. يجب أن تكون مهتمًا بحالة المرض وأن تجد بعض الأهداف العلاجية الواعدة”.
تعاون خاجه مع مؤسسات تعليمية مرموقة مثل جامعة ميونخ University of Munich في ألمانيا، وجامعة سانت جوزيف University of St. Joseph في الولايات المتحدة، وجامعة يورك York University في المملكة المتحدة. ولديه رصيد بحثي كبير مكون من 26 ورقة بحثية منشورة في دوريات ذات تأثير عالمي وثلاثة فصول في كتاب. وهو محرر لكتابين، كما حصل على 18 منحة بحثية بقيمة 462,000 دينار كويتي تقريباً.كان لأبحاثه تأثير كبير خلال الجائحة. فبعض الأعراض التي يعانيها العديد من مرضى كوفيد هي الإسهال وآلام المعدة. يقول خاجه: “فكرنا أنه لا بد من وجود ارتباط ما بين الالتهاب وأعراض الأمراض المعوية في حالة كوفيد-19 وببتيد ندرسه لعلاج الأمراض المعوية. وبعد مراجعة مكثفة للبحث وجد فريقه أن مستقبِل هذا الببتيد (المسمى أنجيوتنسين 1-7) تم التعبير عنه تعبيرا واضحا في قولون الفئران المصابة بالتهاب القولون المسمى بالإنزيم المحول للأنجيوتنسين -2 (ACE-2). وقد استخدم الفيروس هذا المُستقبِل أيضًا للدخول إلى الخلايا البشرية. هذا يعني أن بعض أعراض الأمراض المعوية لدى مرضى كوفيد-19قد تكون بسبب التعبير العالي عن الإنزيم ACE2 في القولون. “ورقتنا البحثية التي تعرض لأول مرة التعبير عن الإنزيم ACE-2 في القولون، وقد استشهد بها الباحثون في جميع أنحاء العالم لفهم أسباب مرض كوفيد-19 فهما أفضل.
يقول خاجه عن مشروع آخر لسرطان الثدي عمل عليه: “عندما تتحدث عن سرطان الثدي، هناك عدة فئات من سرطان الثدي إحداها ما نسميه السرطان “السلبي الثُلاثي”، موضحًا أن هذا السرطان شديد العدوانية وتنخفض معه توقعات جودة الحياة أو متوسط العمر المتوقع، وضعف الاستجابة لخيارات العلاج الحالية.
ويضيف: “نريد أن نفهم بشكل أفضل هذا النوع من السرطان، والكيفية التي يمكننا وفقها تحويل هذا الشكل العدواني إلى نوع أكثر اعتدالا من السرطان. نحاول استخدام عقاقير مختلفة مستخدمة ومتاحة حالياً والعثور على أهداف جديدة لعكس مسار العملية”. يتحرى أحد أكثر مشاريع خاجه إثارة للاهتمام ما إذا كان للبصل تأثيرات دوائية صالحة علميًا. ففيما يُعد البصل تقليديًا مفيدًا للصحة، خاصةً عند تناوله نيئًا، إلا أنه لا يؤمن بالعلاجات الهوميوباثية Homeopathic Treatments لأنها لم تخضع لأبحاث علمية رصينة، ويقول إنه لم يوجد في السابق أي دليل لحثي على تأثير دوائي واضح للبصل. ويوضح: “لقد تمكنا من التعاون مع اختصاصيين من قسم الكيمياء الصيدلية لعزل مستخلص البصلة وإعداده”.
وبعد البحث، وجدوا أن المستخلص فعال في تقليل التهاب القولون والربو في النماذج الحيوانية. يقول خاجه: “يمكن أن يؤدي تناول البصل إلى تخفيف الأعراض. أصبنا فئرانًا بالتهاب القولون وأعطيناها المستخلص فخفّت الأعراض. أود أن أقول إن هذا العلاج ربما يكون بمثل فعالية الكورتيكوستيرويدات. ولدينا الآن براءة اختراع قيد المراجعة لعلاج الربو بالمستخلص”.
يحاول هو وفريقه البحثي حاليًا عزل المكونات النشطة في هذا المستخلص لاكتشاف ما إذا كان يمكن استخدامه في علاجات أخرى.
لدى خاجه إيمان راسخ بأن الكويت بحاجة إلى زيادة تشجيع الفكر البحثي. عن ذلك يقول: “عليك أن تكون مبدعًا. تُبرهن الجائحة حاليًا بوضوح على مدى أهمية العلم فيما ينتظر الجميع أن يتوصل عالم إلى حل. المال الذي يُنفق على العلم ليس ترفًا”.