زهير محمود حموي
يحفل سجل الريادة في علم النبات بأسماء الكثيرين من العلماء العرب الذين دونوا في مؤلفاتهم أسماء النباتات والأعشاب، وصفة الزرع، وآفاته، وصفة الأرض، ونعومتها وما يتعلق بها من خصب وجدب، وخفوض وارتفاع واستواء، ومن صحة ووبال، وحرث وإنبات.
وقد ألف بعض العلماء العرب مصنفات في أسماء النبات وأصولها، ورتبوها في معاجم متميزة كان لها أثر علمي كبير في الحضارات اللاحقة. ومن أهم هذه المصنفات:
كتاب المخصّص
أشهر المعاجم التي تناولت النبات كتاب المخصص لابن سيده الأندلسي، علي بن إسماعيل (ت: 458 هـ)، الذي يعدّ من أضخم المعاجم العربية التي تعنى بجميع ألفاظ اللغة وتكوينها بحسب معانيها، بحيث تنضوي تحت موضوع واحد. وقد قسّمه إلى أبواب، فبدأ بالإنسان، ثم الحيوان، ثم الطبيعة، وتوسع في النبات والزرع والحبوب، فذكر أعيان النبات والشجر، وصفة الزرع، وآفات الزرع، وأجناس البر والشعير، وأجناس العنب والنخل ونعوته النخل وعيوبه وآفاته وطوائفه، وأجناس وأشجار الجبال وغير ذلك.
ويشتمل الكتاب على أبحاث زراعية تدل على شمول المعرفة عند ابن سيدة، وعقليته العلمية في التحري والتتبع والاستقراء. وقد تناولت هذه الأبحاث موضوعات الأرض، ونعومتها وما يتعلق بها من خصب وجدب، ومن صحة ووبال، وحرث وإنبات، وما يتعلق بها من جهة العشب والكلأ. وهناك أبواب في الشجر من حيث أوصافها وتوريقها وتنويرها… إلى غير ذلك مما يتعلق بأمور الأشجار والأوراق والثمار وعيوب فيها.
كتاب النبات والشّجر
مؤلف الكتاب هو عبد الملك بن قـُريب المعروف بالأصمعي (ت: 215 هـ)، وتناول فيه أسماء الأرض وصفاتها، وما يصلح للزرع فيها من نبات وشجر، وذكر أسماء النبات، وأنواعه ومواضع زرعه، وأدوار النمو التي تمر فيها النباتات، وقسّمها بعد ذلك إلى أحرار وذكور، فأحرار البقول ما رقّ منها وحسن، وذكورها ما غلظ منها وخشن، ثم قسّمها بحسب طعمها إلى حمض وخُلَّه فالحمض ما كان طعمه مالحاً، والخلة ما كان طعمها مائلاً للحلاوة، وقسمها بحسب الأمكنة التي تنمو فيها إلى سهلية ورملية وجبلية، وبلغ عددها 280 نباتاً.
كتاب الشّجر والكلأ
مؤلف الكتاب هو أبو زيد الأنصاري (ت: 215 هـ) لغوي من أئمة الأدب، ذكـر معظـم مـن تـرجم له كتابه هذا باسم: كتاب النبـات والشـجر.
كتاب النّخلة
مؤلف الكتاب هو سهل بن محمد السجستاني (ت: 255 هـ) وقسّم إلى قسمين، تناول في الأول مكانة النخلة وتعرض فيه للعرب وأنسابها، وعلاقتها بالنخلة، والثاني: ذكر فيه النخل وأوصافه وأجزاءه ومنافعه، واستشهد على ذلك بالأشعار.
كتاب النّبات
مؤلفه أحمد بن داود، أبو حنيفة الدينوري
(ت: 282 هـ)، يعدّ الكتاب موسوعة مهمة في موضوعه، لما جمع فيه من أسماء الأعشاب والأشجار، وهو مقسّم إلى 12 باباً، هي: باب الرعي والمراعي، وخصّصه للإبل، وصفاتها وأمراضها، وباب الكمأة والجبأة، وباب الصّموغ، تكلم فيه عن النباتات التي تعطي العلوك، وباب الدباغ، ويشمل النباتات المستعملة في دبغ الجلود، وباب الزناد، تكلم فيه عن الأشجار التي يستعمل خشبها أو أعوادها في قدح الزناد، وباب ألوان النيران والأرمدة والأدخنة، وباب ما يصبغ به، ومنها نبات الورس والعصفر والكركم، وغيرها، وباب الروائح، وذكر أن منها الطيبة، ومنها النتنة، وباب المساويك، وباب الحبال، وهي تصنع غالباً من لحاء الشجر أو من أليافها وسوقها، وباب العسل والنحل، وباب القسي والسهام، الذي وصف فيه أوتارها وطرق تحضيرها واستعمالها.
النّبات في المعاجم
اشتملت معاجم الألفاظ على بيان الكثير من المفردات المتعلقة بالنّبات، مثل:
النبات في معجم تهذيب اللّغة: يعدّ كتاب تهذيب اللّغة لأبي منصور الأزهري (ت: 370 هـ) من أهم معجمات اللغة، كما يعد موسوعة ثقافية في شتّى المعارف والعلوم التي كانت على عصره، حيث جمع فيه معارفه اللغوية والتفسيرية ومعارف عن القراءات والسنّة والفقه، وعن النباتات والحيوانات والصحارى، والبحار والأنهار وما يتصل بالمياه، والسحب والأنواء، إلى غير ذلك من المعارف المبثوثة في ثنايا المعجم.
النَّبات في (المحيط في اللّغة): للصَّاحب بن عَبَّاد: جمع الباحثان جوان المفتي، وعامر باهر الحيالي أسماء النباتات في هذا المعجم، ونشر بعنوان: (معجـم أسـماء النباتـات في كتاب المحيط في اللغة). وهو بحث علمي جمـع أسـماء النباتـات مـن الكتـاب مع محاولــة توثيقها مــن كتــب النبــات، ومعجمات اللغة التي عني أصحابها بألفاظ النبات والشجر.
النَّبات في (لسان العرب): المؤلف هو محمد بن مكرم، ابن منظور (ت: 711 هـ) . اشتمل كتابه الموسوعي على ذكر النباتات، وأعدت الدكتورة كوكب دياب من الجامعة اللبنانية (المعجم المفصّل في الأشجار والنّباتات في لسان العرب).
النَّبات في (تاج العروس في شرح جواهر القاموس): المؤلف هو المرتضى الزبيدي اشتمل هذا المعجم على ذكر الكثير من أسماء وأنواع النبات، وأعد محمود مصطفى الدمياطي (معجم أسماء النباتات الواردة في تاج العروس).