أبحاث ممولةالطب وصحة

تصميم نهج علاجي وفق الطلب

الطبيب والباحث في سرطان الدم سالم الشمري يسعى لتسخير أحدث المفاهيم للتشخيص والعلاج بما في ذلك الطب الدقيق

كرس الدكتور سالم الشمري، الأستاذ المساعد في جامعة الكويت، حياته المهنية لدراسة أمراض الدم وعلاجها. وهو يقسم وقته بين تدريس طب أمراض الدم والأبحاث المتصلة بالمؤشرات الحيوية وتطبيق الطب الدقيق في الكويت.
الطب الدقيق Precision medicine هو نهج مبتكر يهدف إلى تقديم علاج مصمم وفق الاحتياجات الشخصية لمرضى السرطان يأخذ في الاعتبار جيناتهم وبيئتهم ونمط حياتهم. ومع هذا العلاج المستهدف، يتجنب المريض الخضوع للعلاج الكيماوي ويمكنه في كثير من الأحيان تجنب دخول المستشفى، ليتلقى بدلاً من ذلك الرعاية كمريض في العيادات الخارجية.
لتطبيق الطب الدقيق المناسب للمرضى، يعاين الباحثون والممارسون في البدء المؤشرات الحيوية. ويوضح الشمري أن “المؤشرات الحيوية تخبرك عن المرض وما إذا كان سيستجيب لعلاج معين. … وهذه المعلومات الإضافية تساعد على اختيار العلاج الأفضل للمريض بعينه”.
بدأ اهتمام الشمري بالمجال عندما اكتُشف المؤشر الحيوي جاك2 JAK2 في عام 2005 كجزء من معايير تشخيص سرطانات الدم المعروفة باسم أورام التكاثر النقوي Myeloproliferative neoplasms (اختصارًا: الأورام MPN). وبعد سنة من ذلك، طبق الشمري الطريقة في الكويت، وحاليًا، أصبح مختبر أبحاث أمراض الدم في جامعة الكويت مختبرًا مرجعيًا لتأكيد تشخيص الأورام MPN.
يستكشف الشمري في أبحاثه الحالية تطبيق الطب الدقيق في علاج ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن Chronic lymphocytic leukemia. وأسس عيادة سرطان الغدد الليمفاوية وزرع نخاع العظام Lymphoma and Bone Marrow Transplantation Clinic في عام 2000.

شغف بالتخصص منذ الصغر
أحب الشمري خلال نشأته وهو طفل في الكويت مشاهدة المسلسلات الطبية، وكان معجبا بالأطباء الذين يعملون على إنقاذ حياة المرضى كما شاهدهم يفعلون عبر شاشة التلفزيــون. وقــد ألهمتــه هــذه المسلســلات للتخصص في مجال الطب.
ويوضح أنه تخصص في أمراض الدم لمحاولة فهم موضوع بدا له غامضًا، ويقول: “عندما كنت طالبًا في كلية الطب، كنت أفكر في هذا الموضوع وتصورته على شكل صندوق أسود يصعب فهمه. … ثم عندما تعاين المرضى تدرك أن بإمكانك إحداث فرق في حياتهم، لذلك بدأت أهتم بفهم هذا الصندوق الأسود”.
تخرج الشمري في جامعة الكويت عام 1987، ثم صار طبيبًا مقيمًا في جامعة ويسترن أونتاريو University of Western Ontario بكندا حيث تخصص في أمراض الدم. ثم أكمل الزمالة في زراعة النخاع العظمي في مركز فريد هتشنسون لأبحاث السرطان Fred Hutchinson Cancer Research Center بالولايات المتحدة عام 1995، قبل أن يعود إلى الكويت عام 1996 ليعمل استشاريا لأمراض الدم متخصصا في علاج أمراض الدم الخبيثة. والتحق بجامعة الكويت عام 1997، ويقول إنه يشعر بالفخر لأنه جزء من فريقها.
تتناول أحدث أبحاثه موضوع ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن، وهو نوع من سرطان خلايا الدم يصيب كبار السن. ويتعاون الشمري لإنجاز هذا البحث مع كوستاس ستاماتوبولوس Kostas Stamatopoulos من معهد العلوم البيولوجية التطبيقية Institute of Applied Biosciences، في مركز الأبحاث والتكنولوجيا اليوناني الوطني Centre for Research and Technology Hellas، ومن المقرر نشر نتائجه في عام 2021.
ويقول الشمري إن “الغرض من هذا البحث هو جمع البيانات البيولوجية حول المرض في الكويت وفهم استراتيجيات العلاج المتوفرة لدينا، وتطبيق تقنيات الطب الدقيق في رعاية مرضى ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن”.
ويوضح ستاماتوبولوس بدوره أن توصيف المرض متقدم في أوروبا والولايات المتحدة
أكثر منه في الدول العربية. ويضيف: “نحن نفتقد بشكل خاص لمعلومات عن الدول
العربية وشعوبها”.
ويقول ستاماتوبولوس إنهم يأملون أن تؤدي الأبحاث التي يجريها الشمري إلى استخلاص معلومات جديدة من هذه المنطقة غير المشمولة بالبحث إلى حد كبير.
ويقول الشمري: “البحث يجعلك تشكك في كل شيء وتحاول معرفة ما إذا كان ما تعلمته صحيحًا أم لا، أو [إذا كان] تحسينه أحيانا. … في رأي هذه حقًا نقطة تحول لأنه يمكنك جلب هذه التكنولوجيا و المعرفة الفائقة إلى الكويت وإلى مستشفياتها”.

الرجل وراء المعطف الأبيض
يحظى الشمري باحترام كل من يعملون معه. ويقول ستاماتوبولوس: “إنه على درجة عالية من التعليم وشغوف ومتحمس ويتمتع بحس سليم”.
ولما كان طبيبًا متعاطفًا مع مرضاه، يؤمن الشمري ببناء علاقة جيدة معهم. ويقول عن ذلك: “يجب أن تجعل المريض يشعر بأنه مهم. يجب أن تمنحه الوقت ليتحدث ويعبر عن مشاعره”.
يؤمن الشمري أيضًا بقيمة التعاون، ويوضح قائلا: “الواقع أن العديد من المؤسسات الأكاديمية في أوروبا والولايات المتحدة متقدمة بالفعل علينا في مجال أمراض الدم، لذلك نتعاون معها للاستفادة من هذه المعرفة والبناء عليها”.

belowarticlecontent
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى