الطب وصحةفيزياء

الأشعة وطب الأسنان علاجات الألم والجمال

قلم:  د‭. ‬أيمن‭ ‬الأحمد

يعتمد‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬اعتماداً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬استخدامات‭ ‬الأشعة‭ ‬في‭ ‬نواحي‭ ‬التشخيص‭ ‬والكشف‭ ‬المبكر‭ ‬عن‭ ‬الآفات‭ ‬السنية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العلاج‭ ‬المناسب؛‭ ‬نظراً‭ ‬لما‭ ‬توفره‭ ‬الأشعة‭ ‬المتنوعة‭ ‬من‭ ‬بيانات‭ ‬للطبيب‭ ‬يصعب‭ ‬تحديدها‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة،‭ ‬ولما‭ ‬تسهم‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬الجهد‭ ‬والوقت،‭ ‬ودقة‭ ‬العلاج‭ ‬وسلامته،‭ ‬وسرعة‭ ‬الشفاء‭.‬

ومنذ‭ ‬أن‭ ‬استخدمت‭ ‬الأشعة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬بدايات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬لجأ‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬التقنية‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬الآفات‭ ‬السنية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬علاجها‭. ‬وتطور‭ ‬الأمر‭ ‬بمرور‭ ‬السنين‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬الأشعة‭ ‬وتنوع‭ ‬استخداماتها،‭ ‬لاسيما‭ ‬الليزر،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬التطورات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطب‭ ‬الإشعاعي،‭ ‬ويطور‭ ‬ذلك‭ ‬التخصص‭ ‬وفقاً‭ ‬لتلك‭ ‬المستجدات‭.‬

‭ ‬الأشعة‭ ‬السينية

‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اكتشفت‭ ‬الأشعة‭ ‬السينية‭ (‬x‭) ‬عام‭ ‬1895،‭ ‬وانتشار‭ ‬ذلك‭ ‬الاكتشاف‭ ‬العلمي‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬التالي،‭ ‬سعى‭ ‬الأطباء‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الطبي‭. ‬وبدأت‭ ‬استخدامات‭ ‬تلك‭ ‬الأشعة‭ ‬تدخل‭ ‬شيئاً‭ ‬فشيئاً‭ ‬في‭ ‬التشخيص‭ ‬الطبي‭ ‬العام،‭ ‬ثم‭ ‬بدأ‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭.‬

‭ ‬وتتوفر‭ ‬هذه‭ ‬الأشعة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬عيادات‭ ‬الأسنان،‭ ‬وتتمثل‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬أفلام‭ ‬صغير‭ ‬ة‭ ‬الحجم،‭ ‬يستطيع‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬تصوير‭ ‬نحو‭ ‬ثلاث‭ ‬أسنان‭ ‬لتساعد‭ ‬الطبيب‭ ‬على‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج‭. ‬وتطورت‭ ‬تلك‭ ‬الأشعة‭ ‬حيث‭ ‬صارت‭ ‬تظهر‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬حاسوبي‭ ‬يراه‭ ‬الطبيب‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬تحميض‭ ‬خاصة‭.‬

‭ ‬واستفاد‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأشعة‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ (‬البانورامي‭) ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تصوير‭ ‬أسنان‭ ‬الفكين‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬واحدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬تصوير‭ ‬المفصل‭ ‬الصدغي‭ ‬الفكي‭ ‬والجيب‭ ‬الأنفي‭ ‬وقعر‭ ‬العين‭. ‬وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬من‭ ‬البديهيات‭ ‬الواجب‭ ‬التقيد‭ ‬بها‭ ‬قبل‭ ‬البدء‭ ‬بعلاج‭ ‬الأسنان‭. ‬وهي‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬وجود التسوس‭ ‬مع‭ ‬تبيان‭ ‬عمقه‭ ‬ومكانه‭ ‬بدقة،‭ ‬وكشف‭ ‬الخراجات‭ ‬السنية‭ ‬المزمنة،‭ ‬والآفات‭ ‬الذروية،‭ ‬ومشكلات‭ ‬المفصل‭ ‬الصدغي،‭ ‬ومسار‭ ‬بزوغ‭ ‬الأسنان‭ ‬اللبنية‭ ‬والدائمة،‭ ‬والأسنان‭ ‬المطمورة‭ ‬في‭ ‬الفك‭ ‬العلوي‭ ‬والجيوب‭ ‬الأنفية،‭ ‬والسماكة‭ ‬العظمية‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬زرع‭ ‬الأسنان‭.‬

ويستعين‭ ‬الأطباء‭ ‬المختصون‭ ‬بتقويم‭ ‬الأسنان‭ ‬بالأشعة‭ (‬السيفالومترية‭) ‬التي‭ ‬تصور‭ ‬المريض‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬الجانبي‭ ‬للرأس‭ ‬لدراسة‭ ‬الحالة‭ ‬السنية‭ ‬للمريض،‭ ‬ووضع‭ ‬خطة‭ ‬التقويم‭ ‬المناسبة‭. ‬ومن‭ ‬المستجدات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬التصوير‭ ‬الحاسوبي‭ ‬الطبقي‭ ‬المحوري‭ ‬للفكين،‭ ‬إذ‭ ‬يوفر‭ ‬صوراً‭ ‬عالية‭ ‬الوضوح‭ ‬للفكين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الزوايا‭.‬

الفتوحات‭ ‬الليزرية

لم‭ ‬يكن‭ ‬طب‭ ‬الأسنان‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬اكتشاف‭ ‬الليزر،‭ ‬واستخدامه‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة،‭ ‬إذ‭ ‬رآه‭ ‬ملائماً‭ ‬لجوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج‭. ‬وبدأ‭ ‬ذلك‭ ‬الاستخدام‭ ‬فعلياً‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينيات‭ (‬وإن‭ ‬سبقها‭ ‬محاولات‭ ‬فردية‭ ‬جيدة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭)‬،‭ ‬حين‭ ‬جرى‭ ‬استخدامه‭ ‬في‭ ‬علاجات‭ ‬أولية،‭ ‬مثل‭ ‬العمليات‭ ‬الجراحية‭ ‬البسيطة‭ ‬للثة،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬العلاجية‭ ‬التقليدية‭. ‬ثم‭ ‬تطور‭ ‬استخدام‭ ‬الليزر‭ ‬بمرور‭ ‬الزمن،‭ ‬وبالتزامن‭ ‬المستمر‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬استخدامات‭ ‬الليزر‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬الطبي‭ ‬بصورة‭ ‬عامة‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فإن‭ ‬الاستخدامات‭ ‬الحديثة‭ ‬تشمل‭ ‬التبييض،‭ ‬والتجميل،‭ ‬والتخلص‭ ‬من‭ ‬التسوس،‭ ‬وقطع‭ ‬واستئصال‭ ‬الأنسجة،‭ ‬والتئام‭ ‬الجروح،‭ ‬لاسيما‭ ‬أن‭ ‬الليزر‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬أي‭ ‬خطر‭ ‬ينتج‭ ‬عنه‭ ‬حدوث‭ ‬إصابات‭ ‬حرارية‭ ‬للأسنان‭ ‬أثناء‭ ‬ترميمها،‭ ‬أو‭ ‬للعظام‭ ‬المجاورة‭ ‬للأسنان‭ ‬المزروعة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الليزر‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬التيار‭ ‬الكهربائي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬يعرض‭ ‬مرضى‭ ‬القلب‭ ‬الذين‭ ‬يستخدمون‭ ‬أجهزة‭ ‬ضبط‭ ‬نبضات‭ ‬القلب‭ ‬pace makers‭ ‬القديمة‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬مشكلة‭ ‬صحية‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬استخدامات‭ ‬الليزر‭:‬

1. ‬تبييض‭ ‬الأسنان‭:‬

لطالما‭ ‬كان‭ ‬حلم‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أسنان‭ ‬ناصعة‭ ‬البياض‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬بقع‭ ‬ملونة،‭ ‬باعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مظاهر‭ ‬الجمال‭. ‬وثمة‭ ‬أساليب‭ ‬عدة‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬الأطباء‭ ‬لتبييض‭ ‬الأسنان‭ ‬منها‭ ‬استخدام‭ ‬أنواع‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الليزر‭. ‬ويتم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬أشعة‭ ‬الليزر‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ (‬الجل‭) ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬التبييض‭ ‬وتحفيزه‭ ‬إلى‭ ‬تفكيك‭ ‬الطبقة‭ ‬الصفراء‭ ‬المحيطة‭ ‬بالسن،‭ ‬والتخلص‭ ‬منها‭ ‬دون‭ ‬الاضطرار‭ ‬إلى‭ ‬تسخين‭ (‬الجل‭) ‬إلى‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬عالية،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬أخرى‭ (‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬السن‭ ‬وحساسيته‭ ‬للحرارة‭ ‬والبرودة‭). ‬وتجرى‭ ‬عملية‭ ‬التبييض‭ ‬عبر‭ ‬تحديد‭ ‬درجة‭ ‬لون‭ ‬الأسنان‭ ‬ومدى‭ ‬الاصفرار‭ ‬فيها‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬التبييض‭ ‬المناسبة،‭ ‬وتركيز‭ ‬الأشعة‭ ‬و‭(‬الجل‭) ‬المستخدم‭.‬

‭ ‬ويستفاد‭ ‬من‭ ‬الليزر‭ ‬لإزالة‭ ‬البقع‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬بالتقادم‭ ‬نتيجة‭ ‬تناول‭ ‬الشاي‭ ‬والقهوة‭ ‬والتوابل‭ ‬والأطعمة‭ ‬الملونة،‭ ‬وهذه‭ ‬البقع‭ ‬تصبح‭ ‬أحيانًا‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬بنية‭ ‬السن‭ ‬بحيث‭ ‬تصعب‭ ‬إزالتها‭. ‬أما‭ ‬البقع‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬نتيجة‭ ‬تناول‭ ‬بعض‭ ‬الأدوية‭ ‬وتكون‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬تركيب‭ ‬السن‭ ‬الداخلي،‭ ‬فربما‭ ‬لا‭ ‬يعالجها‭ ‬الليزر،‭ ‬وتحتاج‭ ‬أحياناً‭ ‬إلى‭ ‬تغطية‭ ‬خارجية‭ ‬بطبقة‭ ‬بيضاء‭ ‬رقيقة‭ ‬تدعى‭ ‬الفينير‮ ‬Veneer‭. ‬ويستخدم‭ ‬الليزر‭ ‬أيضاً‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬نسج‭ ‬اللثة‭ ‬وعرض‭ ‬أجزاء‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الأسنان‭ ‬السليمة‭ ‬وتحسين‭ ‬الابتسامة‭ ‬عند‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يتصفون‭ ‬بظهور‭ ‬اللثة‭ ‬عند‭ ‬تبسمهم،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالابتسامة‭ ‬اللثوية‭.‬

2. ‬الاستخدامات‭ ‬الجراحية‭:‬

يستخدم‭ ‬الليزر‭ ‬جراحياً‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭ ‬تستهدف‭ ‬جميعها‭ ‬تخثير‭ ‬الأوعية‭ ‬الدموية‭ ‬بسرعة‭ ‬فيقل‭ ‬النزف‭ ‬أو‭ ‬ينعدم‭ ‬مما‭ ‬يخفض‭ ‬نسبة‭ ‬الالتهابات‭ ‬بعد‭ ‬العمل‭ ‬الجراحي‭ ‬وأثناءه،‭ ‬ويسهله‭. ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬هذه‭ ‬الاستخدامات‭: ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬الخراجات‭ ‬بطريقة‭ ‬أكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية،‭ ‬واستئصال‭ ‬الحصيات‭ ‬اللعابية‭ ‬في‭ ‬الغدد‭ ‬اللعابية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تحرير‭ ‬النسج‭ ‬وكشف‭ ‬القناة‭ ‬واستئصال‭ ‬الحصاة‭ ‬دون‭ ‬نزف‭ ‬أو‭ ‬تشكل‭ ‬ندب‭ ‬بعد‭ ‬خياطة‭ ‬القناة،‭ ‬والجراحة‭ ‬قبل‭ ‬التعويض‭ ‬الصناعي‭ (‬الأطقم‭)‬،‭ ‬وإزالة‭ ‬النسج‭ ‬المغطية‭ ‬جزئياً‭ ‬لضروس‭ ‬العقل‭ ‬wisdom teeth‭ ‬البازغة‭ ‬جزئياً،‭ ‬ومعالجة‭ ‬أورام‭ ‬النسج‭ ‬الرخوة‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬استئصالها‭ ‬نظراً‭ ‬للنزف‭ ‬الذي‭ ‬يحجب‭ ‬الرؤية،‭ ‬والجراحة‭ ‬التقويمية‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬الأسنان‭ ‬المهاجرة‭ ‬والمنطمرة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحرير‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬النسج‭ ‬الرخوة‭ ‬المغطية‭ ‬له‭ ‬وجعل‭ ‬ساحة‭ ‬العمل‭ ‬نظيفة،‭ ‬وزرع‭ ‬الأسنان‭ ‬بهدف‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬معقمة‭ ‬ورؤية‭ ‬واضحة‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬الدم،‭ ‬والجراحة‭ ‬اللثوية‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬معالجة‭ ‬الجيوب‭ ‬العميقة‭ ‬وتعقيمها‭.‬

3.  ‬مشكلات‭ ‬التسوس‭:‬

‭ ‬يستخدم‭ ‬الليزر‭ ‬لمعالجة‭ ‬تسوس‭ ‬الأسنان‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬إزالة‭ ‬النخر‭ ‬الذي‭ ‬يصيبها‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭. ‬وهذا‭ ‬الاستخدام‭ ‬يقلل‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بسنابل‭ ‬الحفر‭ ‬والتخدير‭ ‬الموضعي،‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬بنية‭ ‬السن‭ ‬والنسج‭ ‬المحيطة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬حجم‭ ‬الحفرة،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬يجعل‭ ‬المريض‭ ‬يحس‭ ‬براحة‭ ‬أكثر‭ ‬ويحد‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬المعتاد‭ ‬من‭ ‬المعالجات‭ ‬السنية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬بقاء‭ ‬حشوات‭ ‬الأسنان‭ ‬مدة‭ ‬أطول‭ ‬لإسهام‭ ‬الليزر‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬البكتيريا‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬حفر‭ ‬التسوس‭. ‬

ويساهم‭ ‬الليزر‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬بعض‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬حفر‭ ‬التسوس‭ ‬المختبئة،‭ ‬مما‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬تدمير‭ ‬السن،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬نخر‭ ‬الأسنان‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تآكلات‭ ‬مجهرية‭ ‬في‭ ‬السطوح‭ ‬الصلبة‭ ‬للأسنان‭ (‬ميناء‭ ‬الأسنان‭) ‬ثم‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬الطبقة‭ ‬الأقل‭ ‬صلابة،‭ ‬ويصعب‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬ليست‭ ‬بالقليلة‭ ‬اكتشاف‭ ‬بدايات‭ ‬التسوس‭ ‬باستخدام‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية‭.‬

ويشار‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬استخدام‭ ‬الليزر‭ ‬المائي‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬أسنان‭ ‬الأطفال،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يستدعي‭ ‬التخدير‭ ‬أو‭ ‬سماعهم‭ ‬لأصوات‭ ‬الحفر‭ ‬المخيفة‭ ‬أو‭ ‬شعورهم‭ ‬بالاهتزاز‭ ‬المزعج‭. ‬ونتيجة‭ ‬لعدم‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬التخدير‭ ‬يمكنهم‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬العلاج،‭ ‬ومنع‭ ‬عضِّ‭ ‬شفاههم‭ ‬أو‭ ‬ألسنتهم‭ ‬أو‭ ‬خدودهم‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الليزر‭ ‬المائي‭ ‬يمنع‭ ‬جرح‭ ‬اللسان‭ ‬أو‭ ‬الشفتين‭ ‬أو‭ ‬الخد‭ ‬عند‭ ‬قيام‭ ‬الطفل‭ ‬بأي‭ ‬حركة‭ ‬مفاجئة‭ ‬خلال‭ ‬العلاج‭.‬

4. ‬الليزر‭ ‬والخلايا‭ ‬الجذعية‭ :‬

ومن‭ ‬المستجدات‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الليزر‭ ‬استخدام‭ ‬الليزر‭ ‬المنخفض‭ ‬القدرة‭ ‬لانتزاع‭ ‬الخلايا‭ ‬الجذعية‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬عاج‭ ‬السن‭ – ‬وهو‭ ‬النسيج‭ ‬الصلب‭ ‬الذي‭ ‬يشبه‭ ‬العظام‭ ‬ويتكون‭ ‬منه‭ ‬معظم‭ ‬السن‭- ‬وإجراء‭ ‬الدراسات‭ ‬على‭ ‬الفئران‭ ‬وعلى‭ ‬خلايا‭ ‬بشرية‭ ‬في‭ ‬المختبرات‭ ‬تمهيداً‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬كامل‭ ‬مستقبلاً‭ ‬يحل‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬الأسنان‭ ‬التي‭ ‬يفقدها‭ ‬المرضى‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭.‬

وقال‭ ‬الباحثون‭ ‬إنهم‭ ‬لم‭ ‬يجددوا‭ ‬السن‭ ‬بالكامل‭ ‬لأن‭ ‬الجزء‭ ‬المكون‭ ‬للمينا‭ ‬كان‭ ‬دقيقاً‭ ‬جداً،‭ ‬لكن‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عاج‭ ‬السن‭ ‬فقط‭ ‬لإنمائه‭ ‬قد‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬علاج‭ ‬قناة‭ ‬الجذر،‭ ‬وهو‭ ‬إجراء‭ ‬مؤلم‭ ‬لنزع‭ ‬النسيج‭ ‬العصبي‭ ‬الميت‭ ‬أو‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬للموت،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إزالة‭ ‬البكتيريا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬السن‭. ‬

belowarticlecontent
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

I agree to these terms.

زر الذهاب إلى الأعلى