لوك والاس، كانتربري Luc Wallace, Canterbury
لقد تبنى المنظرون الأوائل في علم النفس نهجاً يقول إن الأطفال يولدون دون أي شعور تجاه الأخلاقيات ويتعلمونها وهم يكبرون. ونحن نعلم الآن أنه على الرغم من عدم ظهور إحساس متطور تماماً بالقيم الأخلاقية إلى أن يصبح الطفل في مرحلة المراهقة أو في وقت لاحق، فإن الأطفال يُظهِرون بالفعل علامات على وجود بوصلة أخلاقية بدائية لديهم.
لننظر في الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ييل Yale University عام 2010 وشملت أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 3 أشهر يشاهدون «عرضاً» حيّاً لكتل خشبية مختلفة الشكل على تل (الأشكال تتوافق مع شخصيات مختلفة، إما ساعدت أو أعاقت شخصية أخرى كانت تكافح للوصول إلى أعلى التل). ووجد الباحثون أن الأطفال يفضلون النظر إلى الشخصيات التي تساعد غيرها، الأمر الذي يشير إلى تفضيل مبكر لسلوك الإيثار الاجتماعي. وأظهرت أبحاث مماثلة مع أطفال في عمر 5 أشهر أن لديهم إحساساً بـ ‘القَصَاص المبرَر’: فهم يفضلون الشخصيات التي تصد فرداً تصرف على نحو معيق بدلاً من مساعدته.
ويظهر الإحساس بالعدالة أيضاً في مرحلة مبكرة. وفي دراسة أجراها عام 2018 باحثون من جامعة واشنطن، شاهد أطفال يبلغون من العمر 13 شهراً باحثاً وزع البسكويت بشكل عادل أو غير عادل بين شخصين بالغين آخرين. وعندما سُنح للأطفال التفاعل مع الباحث، كانوا أكثر ميلاً إلى التفاعل مع الباحث العادل من الباحث غير العادل؛ مما يشير إلى أن لديهم تفضيلاً للعدالة.
أخيراً، نظرت مجموعة من الأبحاث اللطيفة في ميل الأطفال إلى الاستجابة لاحتياجات الآخرين، ودلت على أنهم بالفعل في عمر سنة واحدة سيواسون شخصاً أذى نفسه، أو يحاولون مساعدة شخص ما على الحصول على شيء بعيد المنال. وقد دفعت عفوية هذه السلوكيات العلماء إلى الاعتقاد أن الإحساس بالصواب والخطأ لا ينشأ بالتعلم فقط، ولكنه يدل على استعداد متطور باتجاه الخير الأخلاقي.