إبراهيم علي أبورمان
عرفت الأمم التي كانت تزرع نبات الزعرور وتأكله أهمية ذلك النبات وفوائده الطبية والاجتماعية، فاستخدمته في علاج بعض الأمراض كالقلب والكلى، واضطرابات الجهاز الهضمي والبولي، وكذلك في مناسبات الزواج، والرغبة في الخصوبة. واعتُبر في القرون الوسطى رمزا للأمل والسعادة والخصوبة.
ولعل أولى الإشارات القديمة إلى فائدة ذلك النبات ما ذكرته الكتب عن ملاحظة أحد رجال الدين في القرن الأول الميلادي أن الأحصنة التي يملكها تستعيد نشاطها بعد أن ينال منها التعب، عقب تناولها ثمار الزعرور، مقارنة بحيوانات كانت تأكل نباتات أخرى.
وفي القرن الماضي توسع استخدام أوراق الزعرور وأزهاره في معالجة أعراض ومضاعفات حالات ضعف عضلة القلب، وفي تخفيف حدة أعراض أمراض شرايين القلب، وتحديداً ألم الذبحة الصدرية؛ لأن أمراض شرايين القلب تبدو بشكل رئيسي كآلام الذبحة الصدرية التي تنجم عن ضيق الشرايين، أو كحالة النوبة القلبية، أو ما يُعرف بين الناس بالجلطة القلبية، نتيجة الانسداد التام لتلك الشرايين وعدم وصول الدم إلى أجزاء من عضلة القلب.
ويصف المعالجون التقليديون الزعرور غذاء للقلب بعد أن عرفوا فوائده من خلال الملاحظة والتجارب، وما أكده البحث العلمي لمحتوى أوراقه وثماره وأزهاره من الفلافولونيدات ومضادات الأكسدة الأخرى التي تزيد من تدفق الدم إلى عضلات القلب وتعيد الخفقان السوي إليه، مجددة فيه الحياة، وباعثة فيه القدرة على التحمل.
أبحاث حديثة
يستخدم الزعرور حاليا في علاج أمراض القلب والدورة الدموية، وخفض الكولسترول وتوسيع الشرايين وتقوية عضلة القلب. وأظهرت أبحاث حديثة تلك الفوائد من خلال تجارب على مرضى مصابين بأمراض القلب، ومنها دراسة أجريت على 952 مصابا بفشل عضلة القلب، لتوضيح دور الزعرور في علاجها، فأظهرت النتائج بعد سنتين انخفاض الأعراض المصاحبة للمرض، مثل صعوبة التنفس والخفقان والإرهاق، وذلك بعد تناول مكملات غذائية تحوي الزعرور ضمن مكوناتها.
ويتمثل دور الزعرور في إمداد عضلات القلب بالدم الغني بالأكسجين، مما يمنع حدوث الذبحة الصدرية. كما أن له تأثيرات مهمة وإيجابية في تنظيم الدورة الدموية وتوسيع الأوعية الدموية، وخفض تأثيرات القلق. وتبين أن لعشبة الزعرور التأثير نفسه لدواء “Captopril” الذي يصفه الأطباء في حالات فشل عضلة القلب.
مستخلص الزعرور
هذا المستخلص شائع الاستخدام كعلاج عشبي، ويتم إنتاجه وتحضيره من مزيج الأوراق الجافة لأشجار الزعرور البرّي وأزهارها وثمارها. ويستخدم المستخلص في محاولات تحسين صحة القلب وخفض الكولسترول ورفع مستوى مضادات الأكسدة في الجسم. وهناك أدلة علمية على أمان وفاعلية استخدام المستخلص في تخفيف أعراض الأنواع المتوسطة من حالات فشل القلب، لكن يجب عدم تناوله كوسيلة علاجية إلا بعد استشارة الطبيب المختص؛ لأن له تفاعلات دوائية من حيث زيادة مفعول بعض الأدوية ومميعات الدم، نظرا لامتلاكه خصائص مشابهة لتأثير بعض الأدوية المستخدمة في علاج ضعف عضلة القلب.
إن الزعرور لا يعتبر بديلاً من أي دواء لأمراض القلب بل هو مساعد ومكمّل له؛ فهو يساعد المرضى على تحسين نوعية الحياة التي يعيشونها، ولا يشفي من تلك الأمراض. ويجب أن يؤخذ بحذر مع مميعات الدم، إذ يزيد من سيولته.