أخبار

أول مسابقة غبقاثون في الكويت

عندما مزج أساتذة كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا تقاليد الغبقة في مسابقة من مسابقات الهاكاثون في رمضان الماضي، حققت تلك الفعالية نجاحًا منقطع النظي

في كل رمضان في الكويت، تجمع الغبقة الزملاء والأصدقاء والأهل للتواصل ونشر المحبة والفرح والتعبير عن الغبطة حول مائدة زاخرة بأشهى الأطباق الرمضانية والحلويات التقليدية. هذا العام، طرأت لأساتذة كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا KCST  فكرة جديدة: لماذا لا نضيف تعلم مهارات التكنولوجيا إلى قائمة أنشطة الغبقة؟ وكانت النتيجة ما أطلقوا عليه اسم “غبقاثون”، وهي مزيج من كلمتي “غبقة” و”هاكاثون”.
قال باسل العثمان، الأستاذ المساعد للأمن السيبراني في كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا وأحد منظمي الفعالية: “كانت فكرتنا هي تعليم الطلبة البرمجة باستخدام لغات برمجة مختلفة وبناء تطبيقات وتصميم صفحات الويب”. نظم العثمان وزملاؤه فعالية مدتها خمسة أيام لطلبة الجامعات للالتقاء بعد الإفطار لتعلم هذه المهارات وتكوين صداقات جديدة والاستمتاع بالطيبات المقدمة على مائدة الغبقة.
استضافت كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أول مسابقة غبقاثون بمشاركة أكثر من 50 طالبًا وطالبة من جامعات مختلفة على مستوى دولة الكويت، وبعض طلبة الجامعات الذين يدرسون في الخارج وكانوا في زيارة الكويت خلال شهر رمضان. وقال العثمان إن الطلبة شعروا بالحماسة لما أتاحته لهم الغبقاثون من فرص التواصل والتعلم. وأضاف: “كانوا مهتمين بمعرفة المزيد عن البرمجة وتطوير التطبيقات”.
عندما وصل الطلبة إلى كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا في أولى أمسيات الغبقاثون، قُسموا إلى عدة مجموعات لتطوير المشاريع والتنافس على الجوائز. قال العثمان: “كان لدى الطلبة الحرية في اختيار المشاريع التي يريدونها”. ونتج من ترك حرية الاختيار لهم العديد من المشاريع الإبداعية، بما في ذلك نموذج تطبيق للهاتف المحمول لمساعدة الطلبة على الدراسة للامتحانات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وموقع إلكتروني يقدم إرشادات لطلبة المدارس الثانوية المتخرجين حول الجامعات والتخصصات المطلوبة في الكويت، والتي تلائم اهتماماتهم على نحو أفضل. عندما لم يكن الطلبة منشغلين تمامًا في العمل على مشاريعهم، استمتعوا أيضًا بالمحاضرات وورش العمل التي شارك فيها عدد من كبار المهندسين والخبراء.
عرض الطلبة نتائج أعمالهم في الليلة الأخيرة من الغبقاثون، واختارت لجنة من الخبراء الفائزين بالجوائز. قال العثمان إنه حتى أولئك الذين لم يحصلوا على الجائزة الكبرى أشادوا بتجربتهم الناجحة في الغبقاثون: “أخبرني أحد الطلبة أنهم سألوه في مقابلة عمل: ما الغبقاثون؟ وعندما أخبرهم، عرضوا عليه الوظيفة على الفور لأنهم أدركوا أنه يمتلك المهارات التي يحتاجون إليها”.
بعد نجاح غبقاثون 2023، قال العثمان إنه يخطط وزملاؤه لتنظيم الفعالية مرة أخرى العام المقبل. وأضاف أنهم سيحافظون على التصميم العام نفسه، لكنهم يريدون استقطاب المزيد من الطلبة من الجامعات التي كان تمثيلها ضعيفًا في السنة الأولى. وقال العثمان إن الفعالية لا تحتاج إلى الكثير من  التغييرات، فهم لديهم بالفعل صيغة ناجحة: “كُل وتعلم وبرمج”.

أبرز التحديات البيئية التي تواجه الكويت والمنطقة هي الأمن الغذائي وندرة المياه وتوافر الأراضي على نحو مستدام. ومن الأمثلة على المبادرات المحلية التي تتصدى لهذه التحديات مشروع (الزراعة ما بعد العضوية) Beyond Organic، الذي يتمحور حول توفير تقنيات زراعية مبتكرة للسوق الكويتي.

في إطار برنامج الاستجابة الطارئة، وجهت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي نداءً خاصًا لإيجاد حلول عملية تعالج تأثيرات الجائحة في الأمن الغذائي الوطني وتداعيات تعطيل وزعزعة سلسلة التوريد. وكانت (الزراعة ما بعد العضوية) من الشركات التي تميزت من حيث الالتزام والتفاني وطموح الرؤية.

ومن خلال التركيز على الاختبارات والتجارب المخصصة لذلك، نجحت (الزراعة ما بعد العضوية) في التحقق من جدوى الزراعة الهوائية في ضوء التحديات التي تطرحها الظروف المناخية والبيئية أمام الزراعة في الكويت، وتمكنت من زراعة محاصيل غنية بالمغذيات مع تقليل استهلاك المياه، وتقليل الاعتماد على المبيدات الحشرية الكيميائية.

الزراعة الهوائية هي طريقة للزراعة من دون تربة في محيط مغلق، تتدلى فيها جذور النباتات في الهواء طوال الوقت. تأتي العناصر الغذائية من محلول معدني طبيعي 100 % مُصمم خصيصًا لهذا الغرض يُسمى (تاور تونيك) TowerTonic، ويستخدم لجميع أنواع النباتات في المزارع الرأسية أو البرجية. باستخدام هذه التقنية، يمكن أن ينمو حجم المحاصيل ويتعزز مذاقها الطازج و عطريتها من دون استخدام أي مبيدات حشرية أو مواد كيميائية.

تستجيب الزراعة ما بعد العضوية للتحديات التي يطرحها العصر الحديث أمام الزراعة التقليدية من خلال استخدام كمية صغيرة من المياه التي تتطلبها تلك الأساليب الزراعية. ويساهم هذا الاستخدام الفعال للمياه على نحو كبير في الإدارة المستدامة للمياه في الكويت، حيث تشكل ندرة المياه مصدرقلق بالغا.

قال حسين الهلال، مسؤول البرامج في إدارة البحوث بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي: “وفر مشروع الزراعة العمودية ما بعد العضوية حلاً عمليًا مثاليًا يُظهر على نحو جلي فوائد الجمع بين الزراعة المحمية والتقنيات الحديثة… شراكتنا هي جزء من رؤية مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لمستقبل مستدام للكويت بهدف تحفيز التغيير المطلوب في البلاد لتعزيز التنمية المستقبلية والاستدامة على المدى الطويل.”

تعاونت شركة (ما بعد الزراعة العضوية) مع عدد من الخبراء لتحسين فهم التكنولوجيا والتطبيقات ضمن السياق الفريد للبيئة والزراعة في الكويت. وأمكن تحقيق إنجاز مهم من خلال إنشاء دفيئة مزرعة عمودية تجريبية تضم 135 نظامًا برجيًا في منطقة الوفرة.

تعد تكنولوجيا الزراعة الهوائية مفهوما جديدا لاسيما في الكويت ومنطقة الشرق الأوسط. وكجزء من جهودها من أجل مستقبل مستدام، تولي شركة (ما بعد الزراعة العضوية) اهتماما بالغا لمشاركة المجتمع وتوعيته، من خلال توفير برامج تعليمية حول فوائد هذه التقنية لبيئة الكويت ومستقبلها. والهدف الرئيسي هو تمكين الجيل القادم من خلال امتلاكه المعرفة والتحلي بالحماس اللازم لاعتماد الممارسات الزراعية المستدامة.

إضافة إلى ذلك، تتيح الزراعة الهوائية إنتاج المحاصيل طوال العام من دون توقف، وذلك بفضل تكييف المناخ من خلال التحكم الآلي في بيئة مغلقة.

بقلم غدير العرادي

belowarticlecontent
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

زر الذهاب إلى الأعلى